إنه الحب

إبراهيم قبيلات...
الحب أن تغطس بلهفة وسط بحيرة (ذكريات) من (وجع وفرح)..الحب أن تغفر حماقات الدنيا وإن كانت كزبد البحر.. الحب هو موقد ذاتي ينجيك من (صقيع) هذا الجليد وزمهرير (الجفاء) ..الحب أن ترتبك حد الهذيان ثم تواصل الطيران بأجنحة من (صفح) وأشرعة من (غصة)..
الحب أن نرتبك ثم نهدأ، ونغضب ثم نبتسم، ونعاند ثم نلين، ونفرح ثم نبكي، في عزف لثناية الحب الأزلية ..الحب أن نرتكب (الموبقات) نهاراً، ثم لا تمسحها إلا غيوم المطر العشقي مساءً.
الحب أن تصنع البسمة في (القلب اليباب)، ثم تصر على سقايته وإن سخر الساخرون وكره الكارهون...الحب وحده من يأخذك لأقرب متجر لبيع الفرح والبالونات الحمراء والورد فتحشو بطن الأمل بالضحك ..
الحب أن تنزع عن نفسك قيود الحياة لتقابل نفسك وتصافح (قوم) العاشقين في دروب (الفالنتاين) بابتسامة الواثق.. الحب أن تترك (ليلتك الحمراء) و(أحلامك) المعلقة؛ لتلتحق بغرف (الطوارئ) ليلاً مطمئناً على (كروكة) الحب وأسرّة الجرحى و(جلوكوز البيتزا).
فتشوا عن الحب في زوايا الروح وحنايا الوجع وصليل الذكريات فإنه سر الوجود..
الحب يأتيك فجراً بغيم عميم يمطر رئتيك بالزهو والثقة والطمأنينة والرضا فتنسى معها انكسارات المساء، وتتحول حياتنا من معارك واشتباكات يومية إلى مطارات رحيبة، تأخذنا دون استئذان إلى غابات من الفرح و(العذاب الشفيف).
فتشوا عن الحب فإنه سر الوجود..فتشوا عن الحب بين بقايا (الشيح) وعشبة القيصوم وركام الأشياء وتحت حطام التراكمات..
فتشوا عن الحب أول الليل وآخر البوح.. فتشوا فوق الغيوم وبين أنين النجوم وتحت أقدام الأمهات..فتشوا عن الحب في التشارين وفي نيسان..فتشوا عن الحب أول البيادر وفي وجوه (الحصادين)..
فتشوا عن الحب على ضفاف الوجع وجدائل الأمهات ..فتشوا عن الحب في الدفاتر العتيقة وفي عيون الحكايا...فتشوا عن الحب في نزف (الرصاصات) المسائية..فتشوا عن الحب فوق قمم الجبال ونشوة المغامرات..
إنه الحب وقد خلق ليرمم أرواحنا من شظايا الوجع وجمر الخذلان..