سيناريوهات انهاء الحرب .. أيهما الأقوى؟
نيسان ـ نشر في 2023/02/28 الساعة 00:00
وسط حطام الحرب الروسية – الأوكرانية ومع ( الناتو ) بالوكالة، يبحث الرأي العام الدولي عن سيناريوهات ومخارج انهاء الحرب التي مضى على اندلاعها عام كامل وأكثر منذ تاريخ 24/ شباط / 2022، والبحث جاري عن الموضوعية والإنصاف وعن أصحاب المظلمة في الحرب، وعن الجانب المفتري فيها، وعن من يمارس التضليل الاعلامي وعن من يكاشف بالحقائق والأدلة الدامغة.
والواضح، وبصفتي مراقبا لحدث الحرب عن قرب وبالعربية والروسية والانجليزية وعبر الترجمات، وصلت لقناعة مفادها بأن الحرب هذه بدأت من العاصمة الأوكرانية "كييف" وبالتعاون مع عواصم الغرب وفي مقدمتها العاصمة الأمريكية "واشنطن"، وأجهزتهم الاعلامية واللوجستية المبرمجة، وعبر تحريك مؤسسات قانونية هامة وعبر البرمجة والتوجيه مثل، الأمم المتحدة ، وحقوق الأنسان، ومحكمة لاهاي الدولية، لكن الحرب لم تبدأ من موسكو وقرارها لم يملكه الرئيس بوتين لوحده، وانما جاء بمبادرة منه وبعد التشاور مع قادة قصر " الكرملين " الرئاسي في موسكو، للشروع في تحريك عملية عسكرية استباقية تحريرية دفاعية غير احتلالية تجاه شرق وجنوب أوكرانيا من دون استهداف العاصمة " كييف "، خاصة بعد تحرير روسيا لإقليم " القرم " الروسي الأصل أولا من السيطرة الأوكرانية الغربية لما له من أهمية استراتيجية كبيرة بسبب رسو الاسطول النووي الروسي العملاق في مياه البحر الاسود، والمعروف تاريخيا بأن الرئيس السوفيتي- الأوكراني الأصل " نيكيتا خرتشوف " هو من حركه تجاه الاراضي الاوكرانية عام 1954 لأسباب مائية، والاراضي الاوكرانية في حسابات الروس هي روسية عمل على ضمها المفكر الثائر الكبير فلاديمير لينين لسبب زراعي .
فما الذي دفع القيادة الروسية وليس بوتين وحده للذهاب الى أوكرانيا شرقا ؟، والجواب هنا بسيط وصريح، بسبب شروع " كييف – زيلينسكي " والغرب الأمريكي التوجه لضم اقاليم " الدونباس " قسرا وعنوة بعد رفض الحوار المباشر وعبر اتفاقية " مينسك "، وتشجيع " كييف " على رفض الحوار واستبداله بخيار الحرب المفتوحة الاستنزافية لروسيا لتحقيق هدف ديمومة الحرب الباردة وسباق التسلح، ولتهميش روسيا وحضورها عالميا، وبعدما نفذ صبر" موسكو "بإستمرار" كييف " وعلى مدار أكثر من ثماني سنوات، أي من عام 2014، والتسبب في جريمة حرب قوامها مقتل أكثر من 14 الف من الأوكران الناطقين بالروسية وحملة جوازات السفر الروسية ومن الروس وسط منطقة " الدونباس " حيث يعيش حوالي سبعة ملايين مواطن شرقي وجنوب أوكرانيا، واكتشاف روسيا لتواجد مراكز بيولوجية أمريكية في الاراضي الأوكرانية، والشروع في انتاج قنبلة نووية، وما حققه الروس بواسطة جيشهم والقوات الشيشانية و" فاغنر " عبر تحريرهم للأقاليم الخمسة ممثلة بالقرم والدونباس – لوغانسك، دونيتسك، زاباروجا، وجانب من خيرسون، وسوليدير وباخموت، يكفي لإعتباره نصرا أعاد كل ما هو روسي لعرينه، و" كييف " ونظامها السياسي البنديري – الأزوفي المتطرف أثبتت عدم مقدرتها على الدفاع عن ما تعتقد بأنه ملكا لسيادتها مثل " القرم "، و" الدونباس "، والغرب الأمريكي الأكثر تطرفا كذلك، وبكل ما دفع من سلاح حديث ومال وفير وبحجم وصل الى 150 مليار دولار لم يتمكن حتى الساعة وبمرور عام على الحرب من دحر روسيا الى الخلف سنتيمترا واحدا، والواضح بأن أمريكا بالذات غررت بأوروبا، وبـ" كييف " حفاظا على نزواتها السياسية الرمادية والسوداء .
فما هي السيناريوهات المحتملة لإنهاء الحرب الواجب أن تنتهي كما انتهت الحربين العالميتين الكبيرتين الأولى 1914/ 1918، والثانية 1939/1945، وكل الحروب الصغيرة في القفقاس، وفيتنام، وأفغانستان، والعراق، وليبيا، وسوريا، واليمن، وكوسوفو، وفي غير مكان، فالحديث عن الحسم العسكري من الجانب الروسي وارد الان بتحرير " القرم و" الدونباس "، وروسيا لن تتراجع عن أي منهما لا في الحرب ولا في السلام، ولا امكانات متوفرة للتحرير المضاد لدى " كييف "، وهو الواضح، والحشود الغربية على مستوى السلاح والمال يتضح بأنها تذهب هدرا، وتصب في خانة ادامة الحرب ومنع روسيا من اعلان النصر حتى من جانب واحد، والسيناريو الاخر المطروح الان والمأمول هو المراهنة على الانتخابات الأمريكية القادمة عامي 2024 / 2025 وبما يمكن أن تفرز شخصية رئاسية أمريكية جديدة قديمة مثل دونالد ترمب أو غيره، لإنهاء الحرب، وهو احتمال ضعيف، فمن يقود أمريكا ليس الاشخاص القيادية، وانما حيتان المال، ومؤسسات هامة مثل " الأيباك "، و" البنتاغون "، و" الكونغرس "، وفي تحريك صناديق الاقتراع في "كييف" العاصمة، خيار ناجح بإمكانه أن يأتي بقيادة أوكرانية جديدة تنقذ ما تبقى من أوكرانيا، وان اعادت صناديق الاقتراع حالة تزويرها وبجهد غربي شخصية زيلينسكي، فسوف تستمر الكارثة على منطقة غرب أوكرانيا وعلى عموم أوكرانيا، وعلى العلاقة مع روسيا أيضا، ومن السيناريوهات المطروحة أن يستمر الغرب في تزويد "كييف " بالسلاح والمال الاسود لإجبار موسكو على الجلوس مع "كييف" من زاوية "الند للند" وصولا لمرحلة الطلب من موسكو اعادة سيادة أوكرانيا منذ عام 1991 لسابق عهدها وتشمل " القرم والدونباس " وهو الخيار المستحيل، والأصعب، والا لماذا بدأت روسيا حربها التحريرية الدفاعية الاستباقية غير الاحتلالية من زاوية أن ما تم تحريره هو روسي الأصل؟ .
وفي المقابل تبقى مبادرة الصين في الوصول لسلام روسي – غرب أوكراني – وغربي أمريكي غير صالحة بسبب العلاقات الصينية – الروسية الدافئة على مستوى مجلس الأمن وقرارات " الفيتو "، وعلى مستوى الاقتصاد ومادة الغاز وبحجم 400 مليار دولار، وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن بهذا الصدد ونقلته قناة الـ ( اي بي سي ) عن تصفيق الرئيس الروسي بوتين للمبادرة الصينية، فكيف ستكون جيدة، ولقد ظهر بايدن كارها لبوتين ولروسيا رغم جلسات " جنيف " وغيرها، وكان ترمب أكثر لطفا منه مع الروس، ويصعب ادراج خيار الانقلاب السياسي المحتمل في "موسكو أو في كييف" ضمن السيناريوهات المطروحة، بسبب أن الأولى قوية في حضورها الداخلي، والثانية مدعومة من الغرب الأمريكي، وسيناريو الاغتيالات السياسية الكبيرة غير واردة، ولا تسعى اليها موسكو، ويصعب على كييف الدخول في مضمارها لإنعكاساتها السلبية الكبيرة عليها، ولم يعد العالم بعد الحرب الاوكرانية كما كان سابقا، ولا مكان للقطب الواحد، وروسيا ماضية في قيادة الاقطاب المتعددة، والغرب لم يعد يمثل سلطة العالم، والحديث عن حرب عالمية ثالثة نووية مدمرة كسيناريو لإنهاء الحرب فيه ضرب من الجنون .
والواضح، وبصفتي مراقبا لحدث الحرب عن قرب وبالعربية والروسية والانجليزية وعبر الترجمات، وصلت لقناعة مفادها بأن الحرب هذه بدأت من العاصمة الأوكرانية "كييف" وبالتعاون مع عواصم الغرب وفي مقدمتها العاصمة الأمريكية "واشنطن"، وأجهزتهم الاعلامية واللوجستية المبرمجة، وعبر تحريك مؤسسات قانونية هامة وعبر البرمجة والتوجيه مثل، الأمم المتحدة ، وحقوق الأنسان، ومحكمة لاهاي الدولية، لكن الحرب لم تبدأ من موسكو وقرارها لم يملكه الرئيس بوتين لوحده، وانما جاء بمبادرة منه وبعد التشاور مع قادة قصر " الكرملين " الرئاسي في موسكو، للشروع في تحريك عملية عسكرية استباقية تحريرية دفاعية غير احتلالية تجاه شرق وجنوب أوكرانيا من دون استهداف العاصمة " كييف "، خاصة بعد تحرير روسيا لإقليم " القرم " الروسي الأصل أولا من السيطرة الأوكرانية الغربية لما له من أهمية استراتيجية كبيرة بسبب رسو الاسطول النووي الروسي العملاق في مياه البحر الاسود، والمعروف تاريخيا بأن الرئيس السوفيتي- الأوكراني الأصل " نيكيتا خرتشوف " هو من حركه تجاه الاراضي الاوكرانية عام 1954 لأسباب مائية، والاراضي الاوكرانية في حسابات الروس هي روسية عمل على ضمها المفكر الثائر الكبير فلاديمير لينين لسبب زراعي .
فما الذي دفع القيادة الروسية وليس بوتين وحده للذهاب الى أوكرانيا شرقا ؟، والجواب هنا بسيط وصريح، بسبب شروع " كييف – زيلينسكي " والغرب الأمريكي التوجه لضم اقاليم " الدونباس " قسرا وعنوة بعد رفض الحوار المباشر وعبر اتفاقية " مينسك "، وتشجيع " كييف " على رفض الحوار واستبداله بخيار الحرب المفتوحة الاستنزافية لروسيا لتحقيق هدف ديمومة الحرب الباردة وسباق التسلح، ولتهميش روسيا وحضورها عالميا، وبعدما نفذ صبر" موسكو "بإستمرار" كييف " وعلى مدار أكثر من ثماني سنوات، أي من عام 2014، والتسبب في جريمة حرب قوامها مقتل أكثر من 14 الف من الأوكران الناطقين بالروسية وحملة جوازات السفر الروسية ومن الروس وسط منطقة " الدونباس " حيث يعيش حوالي سبعة ملايين مواطن شرقي وجنوب أوكرانيا، واكتشاف روسيا لتواجد مراكز بيولوجية أمريكية في الاراضي الأوكرانية، والشروع في انتاج قنبلة نووية، وما حققه الروس بواسطة جيشهم والقوات الشيشانية و" فاغنر " عبر تحريرهم للأقاليم الخمسة ممثلة بالقرم والدونباس – لوغانسك، دونيتسك، زاباروجا، وجانب من خيرسون، وسوليدير وباخموت، يكفي لإعتباره نصرا أعاد كل ما هو روسي لعرينه، و" كييف " ونظامها السياسي البنديري – الأزوفي المتطرف أثبتت عدم مقدرتها على الدفاع عن ما تعتقد بأنه ملكا لسيادتها مثل " القرم "، و" الدونباس "، والغرب الأمريكي الأكثر تطرفا كذلك، وبكل ما دفع من سلاح حديث ومال وفير وبحجم وصل الى 150 مليار دولار لم يتمكن حتى الساعة وبمرور عام على الحرب من دحر روسيا الى الخلف سنتيمترا واحدا، والواضح بأن أمريكا بالذات غررت بأوروبا، وبـ" كييف " حفاظا على نزواتها السياسية الرمادية والسوداء .
فما هي السيناريوهات المحتملة لإنهاء الحرب الواجب أن تنتهي كما انتهت الحربين العالميتين الكبيرتين الأولى 1914/ 1918، والثانية 1939/1945، وكل الحروب الصغيرة في القفقاس، وفيتنام، وأفغانستان، والعراق، وليبيا، وسوريا، واليمن، وكوسوفو، وفي غير مكان، فالحديث عن الحسم العسكري من الجانب الروسي وارد الان بتحرير " القرم و" الدونباس "، وروسيا لن تتراجع عن أي منهما لا في الحرب ولا في السلام، ولا امكانات متوفرة للتحرير المضاد لدى " كييف "، وهو الواضح، والحشود الغربية على مستوى السلاح والمال يتضح بأنها تذهب هدرا، وتصب في خانة ادامة الحرب ومنع روسيا من اعلان النصر حتى من جانب واحد، والسيناريو الاخر المطروح الان والمأمول هو المراهنة على الانتخابات الأمريكية القادمة عامي 2024 / 2025 وبما يمكن أن تفرز شخصية رئاسية أمريكية جديدة قديمة مثل دونالد ترمب أو غيره، لإنهاء الحرب، وهو احتمال ضعيف، فمن يقود أمريكا ليس الاشخاص القيادية، وانما حيتان المال، ومؤسسات هامة مثل " الأيباك "، و" البنتاغون "، و" الكونغرس "، وفي تحريك صناديق الاقتراع في "كييف" العاصمة، خيار ناجح بإمكانه أن يأتي بقيادة أوكرانية جديدة تنقذ ما تبقى من أوكرانيا، وان اعادت صناديق الاقتراع حالة تزويرها وبجهد غربي شخصية زيلينسكي، فسوف تستمر الكارثة على منطقة غرب أوكرانيا وعلى عموم أوكرانيا، وعلى العلاقة مع روسيا أيضا، ومن السيناريوهات المطروحة أن يستمر الغرب في تزويد "كييف " بالسلاح والمال الاسود لإجبار موسكو على الجلوس مع "كييف" من زاوية "الند للند" وصولا لمرحلة الطلب من موسكو اعادة سيادة أوكرانيا منذ عام 1991 لسابق عهدها وتشمل " القرم والدونباس " وهو الخيار المستحيل، والأصعب، والا لماذا بدأت روسيا حربها التحريرية الدفاعية الاستباقية غير الاحتلالية من زاوية أن ما تم تحريره هو روسي الأصل؟ .
وفي المقابل تبقى مبادرة الصين في الوصول لسلام روسي – غرب أوكراني – وغربي أمريكي غير صالحة بسبب العلاقات الصينية – الروسية الدافئة على مستوى مجلس الأمن وقرارات " الفيتو "، وعلى مستوى الاقتصاد ومادة الغاز وبحجم 400 مليار دولار، وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن بهذا الصدد ونقلته قناة الـ ( اي بي سي ) عن تصفيق الرئيس الروسي بوتين للمبادرة الصينية، فكيف ستكون جيدة، ولقد ظهر بايدن كارها لبوتين ولروسيا رغم جلسات " جنيف " وغيرها، وكان ترمب أكثر لطفا منه مع الروس، ويصعب ادراج خيار الانقلاب السياسي المحتمل في "موسكو أو في كييف" ضمن السيناريوهات المطروحة، بسبب أن الأولى قوية في حضورها الداخلي، والثانية مدعومة من الغرب الأمريكي، وسيناريو الاغتيالات السياسية الكبيرة غير واردة، ولا تسعى اليها موسكو، ويصعب على كييف الدخول في مضمارها لإنعكاساتها السلبية الكبيرة عليها، ولم يعد العالم بعد الحرب الاوكرانية كما كان سابقا، ولا مكان للقطب الواحد، وروسيا ماضية في قيادة الاقطاب المتعددة، والغرب لم يعد يمثل سلطة العالم، والحديث عن حرب عالمية ثالثة نووية مدمرة كسيناريو لإنهاء الحرب فيه ضرب من الجنون .
نيسان ـ نشر في 2023/02/28 الساعة 00:00