ماكيوان يكشف خيانة جيل الغضب في 'فطور فلاحي'
نيسان ـ نشر في 2023/03/13 الساعة 00:00
من بين العدد الكبير من الروائيين الإنجليز المعاصرين لنا الذين يمكن القول إن اهتمامهم بالفن السابع عبر مساهمتهم في كتابة السيناريو يفوق ما يفعله نظراؤهم في أي بلد آخر منتج للسينما يبرز إيان ماكيوان الذي يربو عدد الأفلام التي عمل على كتابتها أو اقتباسها عن رواياته أو روايات غيره، على الدزينة حقق معظمها نجاحات لافتة بحيث إن ماكيوان يعتبر اليوم من الأعمدة الأساسية للنهضة السينمائية الإنجليزية خلال ثلث القرن الأخير وغالباً ما يشكل حضور اسمه في فيلم ما ضمانة لجدية الفيلم وإثارته، لا للاهتمام النقدي والجماهيري.
ثمة ما لا يقل عن فيلمين اقتبسهما هو بنفسه عن روايتين له ككاتب سيناريو يعتبران من الأفلام الناجحة على أكثر من صعيد "حديقة الأسمنت" (1993) و"التكفير" (2007). هناك أيضاً فيلم من توقيعه ككاتب للسيناريو هو "فطور فلاحي"، لم يكن هو كاتب قصته، لكنه يعد ذا مكانة خاصة في "سينماه" لسببين مترابطين لا علاقة لهما بالبعد السينمائي أو الفني عموماً للفيلم. فقد كان هذا الفيلم الاحتكاك الأول لماكيوان بالفن السابع كمساهم أساس فيه.
إثر حرب الفوكلاند
أما عن السبب الأول هو أن "فطور فلاحي" حُقق عام 1983 وكانت حرب الفوكلاند ضد الأرجنتين التي شنتها الحكومة الإنجليزية يومها غير بعيدة من الأراضي الأرجنتينية في أميركا اللاتينية، وفيما كانت الأحداث لا تزال في الأذهان اعتبر فيلماً جريئاً وغاضباً يدور حول أحداث سياسية راهنة. وأما الأخير فيتمثل في ظهور مارغريت تاتشر، رئيسة تلك الحكومة زعيمة حزب المحافظين السياسية البريطانية الفولاذية والداهية في الفيلم من دون أن تدري. ولنحدد هنا أن الفيلم لم يكن وثائقياً من نوع يبرر ظهور شخصية عامة على شاشته، بل هو فيلم روائي "تلعب" فيه تاتشر دورها في الحياة، وهي التي ستلعب لاحقاً في فيلم روائي يتناول سيرتها، الممثلة الكبيرة ميريل ستريب. غير أن هذه حكاية أخرى.
المهم هنا هو أن تاتشر ظهرت في "فطور فلاحي" بدور تاتشر وكان الأمر بدعة لسنا نعرف ما إذا كانت قد أثارت غضب الرئيسة. لكن ذلك الظهور رفه بالتأكيد عن متفرجي الفيلم. وسنعود إلى الأمر في سياق حديثنا عن الفيلم بعد سطور، ولكن بعد أن نتحدث عن حضور إيان ماكيوان في تجربة (سياسية – فنية) أولى له انبنى عليها بالنسبة إليه مجد سينمائي لا بأس به ولا يزال مستمراً حتى اليوم حيث لا تمر ثلاث أو أربع سنوات إلا ويظهر فيلم يحمل اسمه وإبداعه الكتابي بشكل بارز.
الأفضل في ذلك العام
ولنبادر هنا إلى القول إن النقاد والأجانب اعتبروا حينها فيلم "فطور صباحي" واحداً من أفضل الأفلام الإنجليزية التي ظهرت عام 1983 خلال حقبة كانت قد انطوت فيها ملامح تيار الفنون الغاضبة في المسرح والسينما والرواية وحتى في الرسم والشعر، وذلك في ظل الحكم اليميني الفولاذي الذي قادته تاتشر محققة خلاله انتصارها الكبير على حال الإحباط التي كانت بريطانيا غارقة فيها حقاً. وعلى الأقل منذ فشل ما سيسمى في العالم العربي على الأقل "العدوان الثلاثي" الذي شنه الإنجليز والفرنسيون بمعاونة الإسرائيليين على مصر، فتسبب في هزيمة الأمم الثلاث أنهت الاستعمار على نمطه الأوروبي القديم ليحل محله نفوذ أميركي في منطقة الشرق الأوسط ثم في العالم تدريجياً ينافسه حضور وتغلغل للكتلة الاشتراكية السوفياتية في المناطق نفسها.
بالنسبة إلى بريطانيا كان تحول المجتمع الإنجليزي من مجتمع رفاه تقوده دولة تنهب مستعمراتها إلى أخرى ثانوية الأهمية في عالم الاقتصاد كارثة بالنسبة إلى الإنجليز أوردتهم موارد الغضب الشديد التي راحت الفنون تعبر عنه فولد مسرح الشباب الغاضب وسينما الغضب وفنون الغضب عامة. وفي عودة منا هنا إلى فيلم "فطور فلاحي" يمكننا القول إن الفيلم قد عرف، على الأقل من خلال السيناريو الذي كتبه ماكيوان كيف يرسم صورة قوية لذلك الغضب مكنته من تضخيمها كونه في الأصل واحداً من أولئك الشباب المبدعين الغاضبين.
انتهازية صحافي
عبر ماكيوان عن ذلك من خلال الشخصية المحورية في الفيلم، الصحافي جيمس بينفيلد، الذي قدمه جوناثان برايس في واحد من ألمع أدواره في مساره السينمائي، يعمل لحساب الإذاعة وكل ما يتطلع إلى تحقيقه يتمثل في النجاح كيفما كان وبأي ثمن، ناسياً ماضيه كواحد من الشباب "الغاضب" وقد بات مستعداً لممارسة كل أنواع التضليل للوصول.
انطلاقاً من مسعاه هذا، ها هو يسعى لإنجاز كتاب حول حرب الفوكلاند يبرر فيه السياسات التي اتبعتها تاتشر من خلال إقامته نوعاً تبريرياً من التوازي بين تلك الحرب و"حملة السويس" الاسم الغربي لـ"العدوان الثلاثي" .
ومنذ البداية يبدو لنا واضحاً أنه في مسعاه هذا إنما يحاول أن يثير إعجاب آن بارنغتون وهي مؤلفة لكتاب مرموق حول تلك الحملة القديمة وأم سوزان الصبية التي نعرف أنه مغرم بها. لكن الواقع أن ثمة مصاعب كثيرة تسد طريق هذا الصحافي الانتهازي حائلة دون تحقيقه مساعيه على كل الصعد.
وعلى هذه الخلفية التي تغوص في أخلاقيات المجتمع الإنجليزي، لا سيما في جانبيه السياسي والإعلامي، يقدم الفيلم بالتالي صورة مفزعة لما آلت إليه أحوال ذلك الجيل الذي بعدما كان شديد الغضب والمشاكسة انتقل الآن إلى حاضر لا يعيش فيه إلا بانتهازيته. جيل بات موزعاً على الإعلام والنشاط الجامعي و"المؤسسة" السياسية في ظل سياسات تاتشر، التي يصورها لنا الفيلم خلال ذلك المؤتمر المفصلي الذي عقده حزب المحافظين في برايتون وكان جوهرياً في الفيلم كجوهريته في الحياة السياسية البريطانية حيث إن النقاط المفصلية لتحولات جيل بأكمله من رموز "الغضب" ستتضح هنا خلال المؤتمر الذي يختلط فيه هذا الحدث الموضوعي بالبعد الذاتي، علاقة بينفيلد بسوزان وعلاقة الأخيرة بصديقه المدعو جيريمي الذي يصحبهما إلى المؤتمر فيشكل غزله لسوزان جزءاً أساسياً ينسف تطلعات بينفيلد، من دون أن يكون "عقابه" بهذا نابعاً من "وعظية أخلاقية ما".
تفتت الجانب الأخلاقي
كل ما في الأمر أن تفتت العلاقات حتى لدى سوزان في انتقالها من بينفيلد إلى جيريمي، لا يتعلق بالعواطف ولا حتى بالمصالح، بل بالتغيير "الواقعي في أبعاده الانتهازية" على ضوء النجاحات التي كانت سياسات تاتشر تحققها في ميادين لم تعد للأخلاق، بما في ذلك "أخلاق الدقة القديمة" التي كان اليمين المعتدل أو المتطرف يتذرع بها في صراعه ضد ما كان يعتبره "انفلاتية اليسار" و"التحررية كأداء للجيل الغاضب" الذي سنكتشف هنا أن وجوده لم يعد سوى ذكرى بعيدة على عكس ما يمكن افتراضه بالنسبة إلى مناطق أخرى من العالم، فرنسا أو ألمانيا مثلاً حيث إن الأفكار اليسارية التغييرية بأخلاقياتها التي حلت بديلة لسياسات منشودة وسمت القيم الجديدة في الجامعات كما في الصحافة والنضالات الهامشية والبيئوية، طبقات وفئات عديدة من مواطنين أعلنوا صراحة أمام "خيانات الطبقات العاملة وأحزابها ونقاباتها، للأهداف التغييرية التي طبعت أجيال الغضب فيها"، أن الوصول إلى الحكم لم يعد همهم الرئيس، بل همهم الآن استعادة قيم إنسانية – أخلاقية.
يخبرنا فيلم "فطور فلاحي"، أو "حروب باردة" بحسب العنوان الذي عرف الفيلم به في مناطق عديدة من العالم انطلاقاً من عنوان فرنسي قد يبدو أكثر توفيقاً من العنوان الأصلي. وهي القيم نفسها التي يتكشف لنا اختفاؤها في ثنايا مؤتمر برايتون المحافظ وليس فقط من خلال تعبيره عن انتصارات تاتشر، بل بشكل أكثر إثارة للأسى، برأي كاتب السيناريو إيان ماكيوان، من خلال الجمهور الذي وقف يستمع إلى أخبار تلك الانتصارات كما ترويها تاتشر، هو الذي -كحال بينفيلد- كان ينبغي أن يكون الأشد عداء للسيدة الفولاذية، لكنه يتبدى مناصراً لها من دون أدنى شعور بهزيمة كحال بينفيلد مرة أخرى.
ثمة ما لا يقل عن فيلمين اقتبسهما هو بنفسه عن روايتين له ككاتب سيناريو يعتبران من الأفلام الناجحة على أكثر من صعيد "حديقة الأسمنت" (1993) و"التكفير" (2007). هناك أيضاً فيلم من توقيعه ككاتب للسيناريو هو "فطور فلاحي"، لم يكن هو كاتب قصته، لكنه يعد ذا مكانة خاصة في "سينماه" لسببين مترابطين لا علاقة لهما بالبعد السينمائي أو الفني عموماً للفيلم. فقد كان هذا الفيلم الاحتكاك الأول لماكيوان بالفن السابع كمساهم أساس فيه.
إثر حرب الفوكلاند
أما عن السبب الأول هو أن "فطور فلاحي" حُقق عام 1983 وكانت حرب الفوكلاند ضد الأرجنتين التي شنتها الحكومة الإنجليزية يومها غير بعيدة من الأراضي الأرجنتينية في أميركا اللاتينية، وفيما كانت الأحداث لا تزال في الأذهان اعتبر فيلماً جريئاً وغاضباً يدور حول أحداث سياسية راهنة. وأما الأخير فيتمثل في ظهور مارغريت تاتشر، رئيسة تلك الحكومة زعيمة حزب المحافظين السياسية البريطانية الفولاذية والداهية في الفيلم من دون أن تدري. ولنحدد هنا أن الفيلم لم يكن وثائقياً من نوع يبرر ظهور شخصية عامة على شاشته، بل هو فيلم روائي "تلعب" فيه تاتشر دورها في الحياة، وهي التي ستلعب لاحقاً في فيلم روائي يتناول سيرتها، الممثلة الكبيرة ميريل ستريب. غير أن هذه حكاية أخرى.
المهم هنا هو أن تاتشر ظهرت في "فطور فلاحي" بدور تاتشر وكان الأمر بدعة لسنا نعرف ما إذا كانت قد أثارت غضب الرئيسة. لكن ذلك الظهور رفه بالتأكيد عن متفرجي الفيلم. وسنعود إلى الأمر في سياق حديثنا عن الفيلم بعد سطور، ولكن بعد أن نتحدث عن حضور إيان ماكيوان في تجربة (سياسية – فنية) أولى له انبنى عليها بالنسبة إليه مجد سينمائي لا بأس به ولا يزال مستمراً حتى اليوم حيث لا تمر ثلاث أو أربع سنوات إلا ويظهر فيلم يحمل اسمه وإبداعه الكتابي بشكل بارز.
الأفضل في ذلك العام
ولنبادر هنا إلى القول إن النقاد والأجانب اعتبروا حينها فيلم "فطور صباحي" واحداً من أفضل الأفلام الإنجليزية التي ظهرت عام 1983 خلال حقبة كانت قد انطوت فيها ملامح تيار الفنون الغاضبة في المسرح والسينما والرواية وحتى في الرسم والشعر، وذلك في ظل الحكم اليميني الفولاذي الذي قادته تاتشر محققة خلاله انتصارها الكبير على حال الإحباط التي كانت بريطانيا غارقة فيها حقاً. وعلى الأقل منذ فشل ما سيسمى في العالم العربي على الأقل "العدوان الثلاثي" الذي شنه الإنجليز والفرنسيون بمعاونة الإسرائيليين على مصر، فتسبب في هزيمة الأمم الثلاث أنهت الاستعمار على نمطه الأوروبي القديم ليحل محله نفوذ أميركي في منطقة الشرق الأوسط ثم في العالم تدريجياً ينافسه حضور وتغلغل للكتلة الاشتراكية السوفياتية في المناطق نفسها.
بالنسبة إلى بريطانيا كان تحول المجتمع الإنجليزي من مجتمع رفاه تقوده دولة تنهب مستعمراتها إلى أخرى ثانوية الأهمية في عالم الاقتصاد كارثة بالنسبة إلى الإنجليز أوردتهم موارد الغضب الشديد التي راحت الفنون تعبر عنه فولد مسرح الشباب الغاضب وسينما الغضب وفنون الغضب عامة. وفي عودة منا هنا إلى فيلم "فطور فلاحي" يمكننا القول إن الفيلم قد عرف، على الأقل من خلال السيناريو الذي كتبه ماكيوان كيف يرسم صورة قوية لذلك الغضب مكنته من تضخيمها كونه في الأصل واحداً من أولئك الشباب المبدعين الغاضبين.
انتهازية صحافي
عبر ماكيوان عن ذلك من خلال الشخصية المحورية في الفيلم، الصحافي جيمس بينفيلد، الذي قدمه جوناثان برايس في واحد من ألمع أدواره في مساره السينمائي، يعمل لحساب الإذاعة وكل ما يتطلع إلى تحقيقه يتمثل في النجاح كيفما كان وبأي ثمن، ناسياً ماضيه كواحد من الشباب "الغاضب" وقد بات مستعداً لممارسة كل أنواع التضليل للوصول.
انطلاقاً من مسعاه هذا، ها هو يسعى لإنجاز كتاب حول حرب الفوكلاند يبرر فيه السياسات التي اتبعتها تاتشر من خلال إقامته نوعاً تبريرياً من التوازي بين تلك الحرب و"حملة السويس" الاسم الغربي لـ"العدوان الثلاثي" .
ومنذ البداية يبدو لنا واضحاً أنه في مسعاه هذا إنما يحاول أن يثير إعجاب آن بارنغتون وهي مؤلفة لكتاب مرموق حول تلك الحملة القديمة وأم سوزان الصبية التي نعرف أنه مغرم بها. لكن الواقع أن ثمة مصاعب كثيرة تسد طريق هذا الصحافي الانتهازي حائلة دون تحقيقه مساعيه على كل الصعد.
وعلى هذه الخلفية التي تغوص في أخلاقيات المجتمع الإنجليزي، لا سيما في جانبيه السياسي والإعلامي، يقدم الفيلم بالتالي صورة مفزعة لما آلت إليه أحوال ذلك الجيل الذي بعدما كان شديد الغضب والمشاكسة انتقل الآن إلى حاضر لا يعيش فيه إلا بانتهازيته. جيل بات موزعاً على الإعلام والنشاط الجامعي و"المؤسسة" السياسية في ظل سياسات تاتشر، التي يصورها لنا الفيلم خلال ذلك المؤتمر المفصلي الذي عقده حزب المحافظين في برايتون وكان جوهرياً في الفيلم كجوهريته في الحياة السياسية البريطانية حيث إن النقاط المفصلية لتحولات جيل بأكمله من رموز "الغضب" ستتضح هنا خلال المؤتمر الذي يختلط فيه هذا الحدث الموضوعي بالبعد الذاتي، علاقة بينفيلد بسوزان وعلاقة الأخيرة بصديقه المدعو جيريمي الذي يصحبهما إلى المؤتمر فيشكل غزله لسوزان جزءاً أساسياً ينسف تطلعات بينفيلد، من دون أن يكون "عقابه" بهذا نابعاً من "وعظية أخلاقية ما".
تفتت الجانب الأخلاقي
كل ما في الأمر أن تفتت العلاقات حتى لدى سوزان في انتقالها من بينفيلد إلى جيريمي، لا يتعلق بالعواطف ولا حتى بالمصالح، بل بالتغيير "الواقعي في أبعاده الانتهازية" على ضوء النجاحات التي كانت سياسات تاتشر تحققها في ميادين لم تعد للأخلاق، بما في ذلك "أخلاق الدقة القديمة" التي كان اليمين المعتدل أو المتطرف يتذرع بها في صراعه ضد ما كان يعتبره "انفلاتية اليسار" و"التحررية كأداء للجيل الغاضب" الذي سنكتشف هنا أن وجوده لم يعد سوى ذكرى بعيدة على عكس ما يمكن افتراضه بالنسبة إلى مناطق أخرى من العالم، فرنسا أو ألمانيا مثلاً حيث إن الأفكار اليسارية التغييرية بأخلاقياتها التي حلت بديلة لسياسات منشودة وسمت القيم الجديدة في الجامعات كما في الصحافة والنضالات الهامشية والبيئوية، طبقات وفئات عديدة من مواطنين أعلنوا صراحة أمام "خيانات الطبقات العاملة وأحزابها ونقاباتها، للأهداف التغييرية التي طبعت أجيال الغضب فيها"، أن الوصول إلى الحكم لم يعد همهم الرئيس، بل همهم الآن استعادة قيم إنسانية – أخلاقية.
يخبرنا فيلم "فطور فلاحي"، أو "حروب باردة" بحسب العنوان الذي عرف الفيلم به في مناطق عديدة من العالم انطلاقاً من عنوان فرنسي قد يبدو أكثر توفيقاً من العنوان الأصلي. وهي القيم نفسها التي يتكشف لنا اختفاؤها في ثنايا مؤتمر برايتون المحافظ وليس فقط من خلال تعبيره عن انتصارات تاتشر، بل بشكل أكثر إثارة للأسى، برأي كاتب السيناريو إيان ماكيوان، من خلال الجمهور الذي وقف يستمع إلى أخبار تلك الانتصارات كما ترويها تاتشر، هو الذي -كحال بينفيلد- كان ينبغي أن يكون الأشد عداء للسيدة الفولاذية، لكنه يتبدى مناصراً لها من دون أدنى شعور بهزيمة كحال بينفيلد مرة أخرى.
نيسان ـ نشر في 2023/03/13 الساعة 00:00