هل وصلتكم رسالة 'الدستور'؟
نيسان ـ نشر في 2023/03/16 الساعة 00:00
أبلغ درس قدمته «الدستور «، المؤسسة الصحفية و العاملون فيها، لإدارات الدولة، والمجتمع، هو الإصرار على الخروج من الأزمة، واستعادة العافية، كيف حدث ذلك ؟
على امتداد العشرية المنصرفة تعرضت الصحيفة، اكثر من زميلاتها الصحف الورقية، لأزمة مالية خانقة، تفاصيلها طويلة ومعقدة، يكفي أن رواتب الصحفيين والعاملين انقطعت
عنهم لمدة تجاوزت -في احد السنوات - تسعة أشهر متتالية، آنذاك لم ينقطع احد عن عمله، أصر الجميع على أن يتحملوا ويصبروا، وراهنوا على ارادتهم وصمودهم.
صحيح كانت حالة اليأس والقلق حاضرة، وأحيانا تتمدد، لكن المقاومة كانت موجودة وبقوة، وروح التعاون والتكافل بين الزملاء جبرت الخواطر، وساعدت على مواجهة ما أمكن من آلام وعثرات.
درس مواجهة اليأس بالإصرار والعمل، والانتماء للمؤسسة والإيمان بها، والاستعداد للتضحية من أجلها (ثلاثة موظفين طلقوا زوجاتهم بعد أن وضعوهم بين خيارين : إما نحن أو ترك العمل بالدستور ) يجب أن يكون رسالة ملهمة، لكل الأردنيين الذين تعرضوا -وما زالوا -لأزمات اقتصادية صعبة، المضمون واضح، وهو أن الإرادة بالصبر والعمل تنتصر، كما أن اللطم والاستغراق باليأس، أقصر طريق للفشل والخسارة.
الدرس الثاني هو الاستثمار في هذه المناخات الصحية لمواجهة الأزمة، وإبداع ما يلزمها من حلول، حصل ذلك خلال العامين المنصرفين، حين حظيت الصحيفة بإدارة حصيفة، تعاملت مع الملف بأمانة وشفافية وعزيمة، أعرف -تماما - أن كل الإدارات السابقة للصحيفة قامت بما هو مطلوب منها، وتستحق الشكر والاحترام، لكن يجب أن اسجل، من باب الإنصاف، للمدير العام الحالي( أيمن العدينات) انه انقذ الصحيفة، وأعادها إلى سكة التعافي والسلامة، ما يعني (وهذا المهم) ان بمقدور الادارة، في أي مؤسسة، متى كانت تمتلك ثقة العاملين فيها، أن تجترح ما لا يخطر على البال من حلول.
استدعاء درس الادارة الحكيمة، والنزاهة والكفاءة، إنجاز ممكن، وليس «معجزة»، لقد حصل في «الدستور»، ويمكن أن يحدث مثله بكافة مؤسساتنا وإداراتنا، العامة والخاصة، المطلوب، فقط، اختيار الموظف المناسب، في المكان المناسب، والقيادات الادارية، بدون واسطات او وصايات أو تدخلات، والاختيار هنا يجب أن يكون على أساس الكفاءة والمهارة والخبرة فقط، ثم أن نترك لهم أن يعملوا ويجتهدوا، ونراقب إنجازاتهم، ونحاسبهم إن أخطأوا، او نرد عليهم التحية بالتحفيز والاشادة، اذا ابدعوا وانجزوا.
كما تعافت «الدستور» بفضل صمود الصحفيين والعاملين فيها وصبرهم، وبفضل وجود حوكمة إدارية، أثبتت نجاحها، يمكن ان نعمم نموذج هذا التعافي على مؤسساتنا، ونبعث برسائله لكل الأردنيين الذين فقدوا الأمل بالانفراج، أو بالعيش الكريم، لا تقل لي أبدا : إن مشكلتنا في الادارة العامة مستعصية عن الحل، لا تقل لي، أيضا : إن الأردنيين لا يريدون الخير لبلدهم، ولا يشعرون بالانتماء إليه، أو أنهم غير مستعدين للصبر والتحمل من أجله.
أعطني -إذا سمحت- نموذجا للإدارة الكفؤة التي تستطيع أن تطمئن الناس بأنها جادة بالإصلاح، وجاهزة لتقديم الحلول الصحيحة، أعطني، أيضا، نماذج لمسؤولين، أو موظفين، كبارا وصغارا، تنازلوا عن بعض امتيازاتهم، وقدموا مصلحة مؤسساتهم على مصالحهم، كما فعل صحفيو «الدستور» والعاملون فيها، عندها أقول لك : إن أحوالنا ستتغير للأحسن، وأزماتنا ستنتهي، الواحدة تلو الأخرى، وثقة الناس بإداراتهم العامة وبلدهم، ستعود أفضل مما كانت.
هل وصلتكم، إذاً، رسالة «الدستور»، رسالة الصحفيين والعاملين الذين صمدوا وعضوا على الوجع 10 سنوات، ورسالة الادارة الكفؤة التي أعادت العافية لمؤسستها، والأمل للعاملين فيها، والصدارة للصحيفة التي كادت ان تغلق أبوابها؟ أرجو أن تكون وصلت، وأن تستفيدوا منها، ثم تردوا عليها التحية بمثلها، أو بأحسن منها.
الدستور
على امتداد العشرية المنصرفة تعرضت الصحيفة، اكثر من زميلاتها الصحف الورقية، لأزمة مالية خانقة، تفاصيلها طويلة ومعقدة، يكفي أن رواتب الصحفيين والعاملين انقطعت
عنهم لمدة تجاوزت -في احد السنوات - تسعة أشهر متتالية، آنذاك لم ينقطع احد عن عمله، أصر الجميع على أن يتحملوا ويصبروا، وراهنوا على ارادتهم وصمودهم.
صحيح كانت حالة اليأس والقلق حاضرة، وأحيانا تتمدد، لكن المقاومة كانت موجودة وبقوة، وروح التعاون والتكافل بين الزملاء جبرت الخواطر، وساعدت على مواجهة ما أمكن من آلام وعثرات.
درس مواجهة اليأس بالإصرار والعمل، والانتماء للمؤسسة والإيمان بها، والاستعداد للتضحية من أجلها (ثلاثة موظفين طلقوا زوجاتهم بعد أن وضعوهم بين خيارين : إما نحن أو ترك العمل بالدستور ) يجب أن يكون رسالة ملهمة، لكل الأردنيين الذين تعرضوا -وما زالوا -لأزمات اقتصادية صعبة، المضمون واضح، وهو أن الإرادة بالصبر والعمل تنتصر، كما أن اللطم والاستغراق باليأس، أقصر طريق للفشل والخسارة.
الدرس الثاني هو الاستثمار في هذه المناخات الصحية لمواجهة الأزمة، وإبداع ما يلزمها من حلول، حصل ذلك خلال العامين المنصرفين، حين حظيت الصحيفة بإدارة حصيفة، تعاملت مع الملف بأمانة وشفافية وعزيمة، أعرف -تماما - أن كل الإدارات السابقة للصحيفة قامت بما هو مطلوب منها، وتستحق الشكر والاحترام، لكن يجب أن اسجل، من باب الإنصاف، للمدير العام الحالي( أيمن العدينات) انه انقذ الصحيفة، وأعادها إلى سكة التعافي والسلامة، ما يعني (وهذا المهم) ان بمقدور الادارة، في أي مؤسسة، متى كانت تمتلك ثقة العاملين فيها، أن تجترح ما لا يخطر على البال من حلول.
استدعاء درس الادارة الحكيمة، والنزاهة والكفاءة، إنجاز ممكن، وليس «معجزة»، لقد حصل في «الدستور»، ويمكن أن يحدث مثله بكافة مؤسساتنا وإداراتنا، العامة والخاصة، المطلوب، فقط، اختيار الموظف المناسب، في المكان المناسب، والقيادات الادارية، بدون واسطات او وصايات أو تدخلات، والاختيار هنا يجب أن يكون على أساس الكفاءة والمهارة والخبرة فقط، ثم أن نترك لهم أن يعملوا ويجتهدوا، ونراقب إنجازاتهم، ونحاسبهم إن أخطأوا، او نرد عليهم التحية بالتحفيز والاشادة، اذا ابدعوا وانجزوا.
كما تعافت «الدستور» بفضل صمود الصحفيين والعاملين فيها وصبرهم، وبفضل وجود حوكمة إدارية، أثبتت نجاحها، يمكن ان نعمم نموذج هذا التعافي على مؤسساتنا، ونبعث برسائله لكل الأردنيين الذين فقدوا الأمل بالانفراج، أو بالعيش الكريم، لا تقل لي أبدا : إن مشكلتنا في الادارة العامة مستعصية عن الحل، لا تقل لي، أيضا : إن الأردنيين لا يريدون الخير لبلدهم، ولا يشعرون بالانتماء إليه، أو أنهم غير مستعدين للصبر والتحمل من أجله.
أعطني -إذا سمحت- نموذجا للإدارة الكفؤة التي تستطيع أن تطمئن الناس بأنها جادة بالإصلاح، وجاهزة لتقديم الحلول الصحيحة، أعطني، أيضا، نماذج لمسؤولين، أو موظفين، كبارا وصغارا، تنازلوا عن بعض امتيازاتهم، وقدموا مصلحة مؤسساتهم على مصالحهم، كما فعل صحفيو «الدستور» والعاملون فيها، عندها أقول لك : إن أحوالنا ستتغير للأحسن، وأزماتنا ستنتهي، الواحدة تلو الأخرى، وثقة الناس بإداراتهم العامة وبلدهم، ستعود أفضل مما كانت.
هل وصلتكم، إذاً، رسالة «الدستور»، رسالة الصحفيين والعاملين الذين صمدوا وعضوا على الوجع 10 سنوات، ورسالة الادارة الكفؤة التي أعادت العافية لمؤسستها، والأمل للعاملين فيها، والصدارة للصحيفة التي كادت ان تغلق أبوابها؟ أرجو أن تكون وصلت، وأن تستفيدوا منها، ثم تردوا عليها التحية بمثلها، أو بأحسن منها.
الدستور
نيسان ـ نشر في 2023/03/16 الساعة 00:00