ذاكرة مخلدة على الحدود:
نيسان ـ نشر في 2023/03/21 الساعة 00:00
قوافل الأفلاك أرخيت ظلها في صحراء صفراء، صفراء قانيَهْ وغطاؤها حِجَابًا مَّسْتُورًا أخضرا يحمى المثوى و في أقصاها وثبوا الأبرار عشاق المدينة الزاهية و حراس الديار ، يكْتَسوا مجدا بتارا صارما لا ينتهي وفي دروب مُنى يبعثون موسيقا السلام على شَطْر ايقاع التيندي الباهية فتموتُ وتولدُ قُبّعةٌ لفرسان من الجنوب في كل زاوية يخرجون أكثر حياة، يقتلعون الجوع و الموت و يواصلون عشقا لهذا الوطن و من نسيج أشواقهم الموحشة، يصنعون لنا سلاما أنيقا، وخطى أقدامهم النابضة تناثرها الرمال فتنشد ملحمة كبرياء تنساب منهم في بقاع عرشهم الجَلِيٌّ متماهية، وشعارهم الواحد "وما نكس دمي وأكتافي ولو كنت حافي ومادام الوطن خافقا بين أشلائي فله قداسة لا تدنسه ساق شاقي "
وانت تسير تتبختر في الشوارع و الميادين و بين خضرة الجبال، و على الشطآن وزرقة البحار، و في الأزقة و الزواريب و العشوائيات، تلهوا وسط وأطراف المدينة وأمام شاشات الهواتف تقلب سودَ الأيام تجرجر شبابك و تمضي متنقلاً على الدرب المُهِيب بين كل جمع و حشد مصاب بالمقاهي بالملاهي تزحفُ زحفاَ مغتراً بفائض قوتك و تخرج لسانك هازئاً، ثم تجثو ناقما على الأرباب والزمن والأوطان، ولكن تربك الظلمة وتتوه في الشعاب وفانوس عزيمتك معلق بين البصيرة والجبن و العالم الذي يحترق داخلك ما هو إلا حالة ضعفك العابرة لبائس مثلك لا يعرف قيمة الدفء داخل مثواه الهادئ في زمن الحرب الناعمة، فتمعن جيدا إلى كتفك العارية يا طفيليو البطولة الذي يحرص على تصدر واجهة المجتمع، وأنت تستغيث تحت أنقاض هاتفك، ألا ترى تلك الرمال للعين وللدمعة الدفينة، أم لم يبقى للشمس نواظر لترى تلك القوافي أبا ابنا وأخا واقفون في كل درب ودار يصارعون العباب و في كل فصل زارعون حاصدون لعز وسلام ولا يعرفون ندى الربيع، يصارعون فصولا حملت الأنين و حقبة العيش و ساعةَ الموتِ على الحدود من أجل مجد الوطن، فكلا لسنا ننسى المرابطون والعمر عندهم مُتَأَنّ الخطى ثَابِت لذاك الجندي المرابط المُستَهَلّ والساعد على حدود يحمي الوطن الواحد، يشمخ برأسه نحو كل درب يرفع علماً، يصر على ألوانه و على نقشه الراسخ، في العيون و العقول و القلوب وكلُّ ما يملُكهُ كبرياءْ لا يعرف الانحناء إلا أوقات الصلاة والدعاء.
فسلاما أيها الوطن المستريح على أكتاف الجنود تنهال دماؤهم ولا تنهلي و كان ينبغي أن أسبغ مديحا أبهى وأرقى شأنا لك يا جندي الوطن وأدون ميلادك، تاريخك وتاريخ هذا البلاد، والأقدار التي قيدتها الحبال فإن القلم لن يدون تاريخا دون تاريخ رجال.
"ورمضان مبارك"
وانت تسير تتبختر في الشوارع و الميادين و بين خضرة الجبال، و على الشطآن وزرقة البحار، و في الأزقة و الزواريب و العشوائيات، تلهوا وسط وأطراف المدينة وأمام شاشات الهواتف تقلب سودَ الأيام تجرجر شبابك و تمضي متنقلاً على الدرب المُهِيب بين كل جمع و حشد مصاب بالمقاهي بالملاهي تزحفُ زحفاَ مغتراً بفائض قوتك و تخرج لسانك هازئاً، ثم تجثو ناقما على الأرباب والزمن والأوطان، ولكن تربك الظلمة وتتوه في الشعاب وفانوس عزيمتك معلق بين البصيرة والجبن و العالم الذي يحترق داخلك ما هو إلا حالة ضعفك العابرة لبائس مثلك لا يعرف قيمة الدفء داخل مثواه الهادئ في زمن الحرب الناعمة، فتمعن جيدا إلى كتفك العارية يا طفيليو البطولة الذي يحرص على تصدر واجهة المجتمع، وأنت تستغيث تحت أنقاض هاتفك، ألا ترى تلك الرمال للعين وللدمعة الدفينة، أم لم يبقى للشمس نواظر لترى تلك القوافي أبا ابنا وأخا واقفون في كل درب ودار يصارعون العباب و في كل فصل زارعون حاصدون لعز وسلام ولا يعرفون ندى الربيع، يصارعون فصولا حملت الأنين و حقبة العيش و ساعةَ الموتِ على الحدود من أجل مجد الوطن، فكلا لسنا ننسى المرابطون والعمر عندهم مُتَأَنّ الخطى ثَابِت لذاك الجندي المرابط المُستَهَلّ والساعد على حدود يحمي الوطن الواحد، يشمخ برأسه نحو كل درب يرفع علماً، يصر على ألوانه و على نقشه الراسخ، في العيون و العقول و القلوب وكلُّ ما يملُكهُ كبرياءْ لا يعرف الانحناء إلا أوقات الصلاة والدعاء.
فسلاما أيها الوطن المستريح على أكتاف الجنود تنهال دماؤهم ولا تنهلي و كان ينبغي أن أسبغ مديحا أبهى وأرقى شأنا لك يا جندي الوطن وأدون ميلادك، تاريخك وتاريخ هذا البلاد، والأقدار التي قيدتها الحبال فإن القلم لن يدون تاريخا دون تاريخ رجال.
"ورمضان مبارك"
نيسان ـ نشر في 2023/03/21 الساعة 00:00