خُــذونا إلى البحر للأديب الأردني ماجد شاهين

نيسان ـ نشر في 2015/10/26 الساعة 00:00
( 1 ) كومة من غبار ! و عـُدْت ُ ، بـ ِ يد ٍ بدت فارغة ً لكنّها تلوّح كلّما لاح للقلب رفيق ! و عدت ُ بيد ٍ أخرى تتدلّى منها سلّة القش ّ تحملني و أحملها أركنها إلى الرصيف وأنقلها إلى يدي الثانية التي تعبت من الفراغ و لم تتعب من المرحبا ! و عدت ُ بقميص ٍ أنهكه العرق ُ و ساقين لم يتعبا لكن ّ الرصيف أرهقته زوامير المركبات و رائحة الباعة و نساء يستجدين و أولاد يلهون في انتظار فرجة ٍ في الشاشات ! كلهم يتفرّجون الأولاد ُ والبلاد ُ و الباعة ُ و النساء المستعطيات ُ وأنا لا أفقد فرجتي ، ولا أفقد سلّتي وما شربت ُ كأسا ً أو ارتويت منها إلا كانت بالشوق مُترعة ْ! و عُدْت ُ ، بــ ِ كومةٍ من غبار السوق و فكرة ٍ عن الأحوال و فكرة ٍ عن الهاربين من البيوت و الحيطان أو من شبابيك ٍ قليلة ٍ و زوايا القلوب ِ المتعَبة ! و عـُدت ُ بــ ِ سلّة القش ّ العتيقة نصفها فارغ ٌ و نصفها الآخر مكتظ ّ بــ ِ حكايا الناس الموجعة ْ ! ( 2 ) طريق ٌ في دربنا ! لأنـّك غِبت أو تأخـّرت قليلا ً ، لا صوت للعصافير في النافذة لا ماء ترق ّ للعازف ِ ، و لا ثغاء يدنو من عشب الجوار و لا طريق إلى دربنا و لا خطى صاعدة ْ ! لأنـّك تأخـرت قليلا ً يبحث الكلام عن روحه والمفردة عن صوتها ، و القصيدة ُ تدور في الأرجاء كأنـّما تسعى إلى رائحة ٍ أو أنـّها قبل الشمس تبحث ُ عن قلب ٍ لكي تُعاتِبه ْ ! ( 3 ) إلى البحر ! .. و اطفيء الضوء ، فالفراشة ُ تخلع الآن قميصـَها و تنزع ُ أنشوطة ً زرقاء عن رأسها و تفكّ أزرار شعرها ! اطفيء الضوء ، لكي تهبط الفراشة من سقف الجدار إلى قماش ٍ قليل ٍ ، واطفيء الضوء لكي تعدّ لك الفراشة أصابعك و تقرأ في فمك ما قاله البحر ُ أو ما قالته يمامات النهار ، و اطفيء الضوء قليلا ً أو اصعد إلى حيث الفراشة و قـُل لها : اتركي الليل هنا في سقف المكان ، اتركي العتمة على حالها و خذينا إلى البحر !
    نيسان ـ نشر في 2015/10/26 الساعة 00:00