بنو إسرائيل في القرآن
نيسان ـ نشر في 2023/04/01 الساعة 00:00
ما زال العرب والمسلمون الذين أُشربوا في قلوبهم خرافات بني إسرائيل عديمة الأصل، يؤمنون بروايات أحبار اليهود الذين كتبوها تحت مؤثرات نفسية "الحقد والحسد"، أو تحت مؤثرات قاهرة لهم "الدول المؤثرة في زمن كتابة التوراة"، ولا يتفكرون بآيات القرآن التي تحدثت عن بني اسرائيل، ويُمعنوا فيها النظر ليميطوا اللثام عن تاريخهم الصحيح ويضعونهم في حجمهم الحقيقي، ويعلموهم أن زمانهم انتهى بموت أنبيائهم، وأن كل ما يروجونه عن حقهم في أرض الميعاد، ما هو إلا خزعبلات ابتدعوها لإنكار واقعهم واستبدالهم به واقعاً منسوجاً من جشعهم وطمعهم وسوء أدبهم مع ربهم ومع أنبيائم ومع الناس أجمعين..
وإليكم إشارة سريعة في سورة سبأ للتفكر والتدبر، والبحث فيها عن إشارات لمكان بني اسرائيل التاريخي، فالسورة تبدأ الحديث عن حتمية قيام الساعة، ومجازاة كلٍ بعمله، فالمؤمن إلى الجنة والذين كفروا بآيات الله لهم عذاب من رجز عظيم.. ثم تحدثت السورة عن داوود وسليمان وكيف أمدهم الله بأسباب القوة والتمدن والتقدم الحضاري، حتى بنوا دولة قوية وغنية ومتحضرة تجمع بين الإيمان والتقدم المادي،.. ثم بعد هذا البيان عن بني إسرائيل ودولتهم قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ..). المتدبر للسورة سيجد أن هذه الأية غير منفصلة عن ما سبقها، بمعنى أن الحديث يجري في نفس السياق ومنسجم أيضاً مع بداية السورة، وإلا لما قال تعالى (لقد كان لسبأ).. و (قد) هنا "للتحقيق" ما يعني أنه سبحانه وتعالى يوضح في هذه الآيات الحال التي كانت عليها دولة بني اسرائيل، وهو واضح من تسلسل الآيات أن "سبأ" التي تحدثت عنها الآيات، هي دولة بني إسرائيل التي تشتتَ أهلُها، بل تمزقوا كل ممزق، حتى أنهم ضيعوا كل شيء، المكان والزمان والرسالة.. بما كسبت أيديهم.. بعد أن كانوا ينعمون بالأمان في عهد داوود وسليمان، حيث يقول تعالى عنهم في الآية 19 من سورة سبأ:
(فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ).. وهذا التمزق حدث بعد سيل العرم..
سيقول قائل إن مملكة سبأ لا علاقة لها ببني اسرائيل، إذن لماذا يتحدث القرآن عن بني اسرائيل، وسبأ، وتشتت بني اسرائيل بعد دمار السد؟ ولماذا يتحدث عن فئة مؤمنة عاشت في رغد من العيش _عهد داوود وسليمان_ ثم خلف من بعدهم خلف كفروا بأنعم الله وهم بنو إسرائيل؟ وإذا اعترض معترض ويقول مملكة سبأ كانت تحكمها ملكة وكانوا يسجدون للشمس. فأقول: إن الآيات في سورة "النمل" تتحدث عن فترة بَسْطِ سيدنا سليمان نفوذ دولته على ما جاورها، وكان نواة دولته في صنعاء، والملكة التي تسجد للشمس، في "مأرب" يعني بالجوار ، ثم عندما تفقد سليمان الطير، وصفت الآيات أن الهدهد (مكث غير بعيد)، ونستطيع أن نلحظ من طبيعة السرد القرآني الذي كان سريعاً، ما يدل على أن المكان قريب والمسافة بين سليمان والملكة التي في سبأ قريبة، وهما في نفس المكان تقريباً.. حيث قال سيدنا سليمان:
(...قال اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم.) وبدون اي فترة زمنية:
(قالت يا أيها الملأ إني ألقي إليّ كتاب كريم).
.. ودخلت هي وبلادها تحت حكم سليمان وكان بعد ذلك التوسع والإزدهار في مملكة سبأ..
وفي الأزمان المتعاقبة بعد دولة سبأ تشتت اليهود في الأرض وتقمصوا اسم "بني اسرائيل" وهم ليسوا بني اسرائيل بل هم أقوام اعتنقت اليهودية وعندما قرؤوا التوراة بعد الترجمة السبعينية(القرن الثالث ق.م) التي قام بها اليونانيون للتوراة المستخرجة من أوراق وتصورات الكهنة الذين ضيعوا كل شيء في دينهم، إلا روح التعالي والانتقام من شعوب الارض!! بعد هذه الترجمة ظن يهود العالم أنهم بنو إسرائيل نسباً وعرقاً، وأن التوراة اليونانية تخاطبهم كأنهم هم من أنزل عليهم الكتاب أول مرة، وأن لهم حقاً لا يسقط بالتقادم، في الأرض التي وجد فيها أنبياء بني اسرائيل في التاريخ السحيق، عدا عن الوهم الذي وضعهم فيه اليونان والرومان بعدهم بأن أرض أنبياء بني اسرائيل موجودة في فلسطين ليستخدموهم في تنفيذ أطماعهم الاستعمارية لبلاد الشام وخاصة فلسطين، فزادت شخصيتهم شراً وحقداً، فحملوا روح الانتقام على ما حصل لهم من سبي وتهجير.. فلم يحلوا في مكان إلا وأخربوه وأظهروا أنفسهم أصحاب رسالة ورسالتهم مكتوب فيها (ما كان وما سيكون إلى قيام الساعة)، فنال المسلمين بعد دولة الرسول والراشدين بعضاً من شرهم، واكتوى الأوروبيون بنارهم وما زالوا يكتوون حتى يميتوهم وهم واقفون، وحتى لو اخترعوا لهم الوطن الوهمي الذي يتجمعون فيه الآن لحصر شرهم وقذارتهم، لكن شرهم لا ينتهي بحجزهم في مكان معين، لأن الشر عندهم دين مقدس ما أنزل الله به من سلطان.
وإليكم إشارة سريعة في سورة سبأ للتفكر والتدبر، والبحث فيها عن إشارات لمكان بني اسرائيل التاريخي، فالسورة تبدأ الحديث عن حتمية قيام الساعة، ومجازاة كلٍ بعمله، فالمؤمن إلى الجنة والذين كفروا بآيات الله لهم عذاب من رجز عظيم.. ثم تحدثت السورة عن داوود وسليمان وكيف أمدهم الله بأسباب القوة والتمدن والتقدم الحضاري، حتى بنوا دولة قوية وغنية ومتحضرة تجمع بين الإيمان والتقدم المادي،.. ثم بعد هذا البيان عن بني إسرائيل ودولتهم قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ..). المتدبر للسورة سيجد أن هذه الأية غير منفصلة عن ما سبقها، بمعنى أن الحديث يجري في نفس السياق ومنسجم أيضاً مع بداية السورة، وإلا لما قال تعالى (لقد كان لسبأ).. و (قد) هنا "للتحقيق" ما يعني أنه سبحانه وتعالى يوضح في هذه الآيات الحال التي كانت عليها دولة بني اسرائيل، وهو واضح من تسلسل الآيات أن "سبأ" التي تحدثت عنها الآيات، هي دولة بني إسرائيل التي تشتتَ أهلُها، بل تمزقوا كل ممزق، حتى أنهم ضيعوا كل شيء، المكان والزمان والرسالة.. بما كسبت أيديهم.. بعد أن كانوا ينعمون بالأمان في عهد داوود وسليمان، حيث يقول تعالى عنهم في الآية 19 من سورة سبأ:
(فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ).. وهذا التمزق حدث بعد سيل العرم..
سيقول قائل إن مملكة سبأ لا علاقة لها ببني اسرائيل، إذن لماذا يتحدث القرآن عن بني اسرائيل، وسبأ، وتشتت بني اسرائيل بعد دمار السد؟ ولماذا يتحدث عن فئة مؤمنة عاشت في رغد من العيش _عهد داوود وسليمان_ ثم خلف من بعدهم خلف كفروا بأنعم الله وهم بنو إسرائيل؟ وإذا اعترض معترض ويقول مملكة سبأ كانت تحكمها ملكة وكانوا يسجدون للشمس. فأقول: إن الآيات في سورة "النمل" تتحدث عن فترة بَسْطِ سيدنا سليمان نفوذ دولته على ما جاورها، وكان نواة دولته في صنعاء، والملكة التي تسجد للشمس، في "مأرب" يعني بالجوار ، ثم عندما تفقد سليمان الطير، وصفت الآيات أن الهدهد (مكث غير بعيد)، ونستطيع أن نلحظ من طبيعة السرد القرآني الذي كان سريعاً، ما يدل على أن المكان قريب والمسافة بين سليمان والملكة التي في سبأ قريبة، وهما في نفس المكان تقريباً.. حيث قال سيدنا سليمان:
(...قال اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم.) وبدون اي فترة زمنية:
(قالت يا أيها الملأ إني ألقي إليّ كتاب كريم).
.. ودخلت هي وبلادها تحت حكم سليمان وكان بعد ذلك التوسع والإزدهار في مملكة سبأ..
وفي الأزمان المتعاقبة بعد دولة سبأ تشتت اليهود في الأرض وتقمصوا اسم "بني اسرائيل" وهم ليسوا بني اسرائيل بل هم أقوام اعتنقت اليهودية وعندما قرؤوا التوراة بعد الترجمة السبعينية(القرن الثالث ق.م) التي قام بها اليونانيون للتوراة المستخرجة من أوراق وتصورات الكهنة الذين ضيعوا كل شيء في دينهم، إلا روح التعالي والانتقام من شعوب الارض!! بعد هذه الترجمة ظن يهود العالم أنهم بنو إسرائيل نسباً وعرقاً، وأن التوراة اليونانية تخاطبهم كأنهم هم من أنزل عليهم الكتاب أول مرة، وأن لهم حقاً لا يسقط بالتقادم، في الأرض التي وجد فيها أنبياء بني اسرائيل في التاريخ السحيق، عدا عن الوهم الذي وضعهم فيه اليونان والرومان بعدهم بأن أرض أنبياء بني اسرائيل موجودة في فلسطين ليستخدموهم في تنفيذ أطماعهم الاستعمارية لبلاد الشام وخاصة فلسطين، فزادت شخصيتهم شراً وحقداً، فحملوا روح الانتقام على ما حصل لهم من سبي وتهجير.. فلم يحلوا في مكان إلا وأخربوه وأظهروا أنفسهم أصحاب رسالة ورسالتهم مكتوب فيها (ما كان وما سيكون إلى قيام الساعة)، فنال المسلمين بعد دولة الرسول والراشدين بعضاً من شرهم، واكتوى الأوروبيون بنارهم وما زالوا يكتوون حتى يميتوهم وهم واقفون، وحتى لو اخترعوا لهم الوطن الوهمي الذي يتجمعون فيه الآن لحصر شرهم وقذارتهم، لكن شرهم لا ينتهي بحجزهم في مكان معين، لأن الشر عندهم دين مقدس ما أنزل الله به من سلطان.
نيسان ـ نشر في 2023/04/01 الساعة 00:00