شهيدة الخليل .. شهيدة أمّة
نيسان ـ نشر في 2015/10/27 الساعة 00:00
وكأن الموت وبكل فصاحته ولغته الواضحة البليغة وقف صامتا عاجزا من شدة برائتها وهي تفترش الارض، ويسيل دمها مع قطرات المطر.
وكأن العالم الذي وقف عاجزا أراد أن يعتذر، ولكن لم يسعفه الوقت، فهناك بيتا آخر، قد خرّ ساكنا فوق جثث قاطنيه، وشهيدا آخر سقط واقفا أمام كاميرات المصورين التي نقلت الصورة لمشاهدين أصيبوا بالعمى..
وكان الجسد المسجى لشهيدة الخليل دانيا ارشيد هو ذاته جسد الامة العربية المثخن بالجراح والمسجى على قارعة الطريق منذ ان اغرق العالم بالتشويش الصهيو امريكي، فقلب الوقائع وقتل القتيل ولم يمشي بجنازته، بل كان مشغولا بضحية اخرى تنتظر الاعدام.
وكأن القلوب والعيون والاذان باتت عوراء ، كما هي قرارات وانفعالات وتصريحات المجتمع الدولي من قبلة المجتمع العربي الذي فقد بصره قبل ان يفقد بصيرته .
وكأن سياسيو العالم وقادة العالم والعربي الاسلامي قرروا ان ينفذون اضربا عن االمروءة وعن الانسانية وهم ينظرون الى ضحايا الشعب الفلسطيني الذي يلامون لمجرد مطالبتهم بحق الحياة .
وكأن الجميع الذي صمت وهو ينظر الى الكيان الصهيوني وهو يتمادى وبتطاول ليس على المقدسات فقط، بل على الأرض والإنسان والطير والشجر والحجر.. وعلى كل ما هو مقدس وكل ما هو مبارك، بل على كل ما هو إنساني، استمرأ مشهد المتكرر يوميا حتى عاد بلا انسانية وبلا رحمة وبلا عقل.
في هذه الايام المعتقة بالشهادة الملونة بالسواد و الحزن و الدموع يضيء شهداء فلسطين ليل الامة المظلم ، فهؤلاء الابطال في المعارك يتكلمون بصمت لان لغة الصمت لايفهمها الا الحليم (فالحليم تكفيه الاشارة) اما الخونة ومنزوعي الوطنية فمهما تكلمهم لايفهمون لانهم لايستمعون لان نفوسهم المريضة لاتستمع الا للغتها.
نيسان ـ نشر في 2015/10/27 الساعة 00:00