'جين آيير' رواية شارلوت برونتي الأجرأ اجتماعيا
نيسان ـ نشر في 2023/04/23 الساعة 00:00
قد لا تكون رواية "جين آيير" للكاتبة الإنجليزية شارلوت برونتي العمل الأشهر في نتاج الأخوات برونتي (إميلي وآن إضافة إلى شارلوت، من دون أن ننسى أخاهما برونيل الذي ثمة دراسات تنحو الآن لإعطائه فضلاً كبيراً في انكبابهن على الكتابة، شعراً ونثراً خلال الربع الثاني من القرن الـ19). فعلى سبيل المثال لرواية إميلي "مرتفعات ويذرنغ" شهرة واسعة. وكذلك يمكن القول عن "مستأجرة ويدفيلد هال" لـ آن برونتي.
غير أن شارلوت وروايتها الرئيسة تلك تتفردان بمزايا عدة لعل في مقدمتها أن "جين آيير مليئة بملاحظات اجتماعية تكاد تبدو موازية لما تفعله روايات ديكنز ومليئة بالغضب الذي كان أبعد وأكثر وضوحاً، ناهيك عن أن شارلوت (1816 – 1855) ستعيش عمراً أطول من عمر شقيقتيها الكاتبتين، كما أنها ستتفرد بين المجموعة بانفتاحها على العالم الخارجي (لندن على سبيل المثال) حيث ارتبطت بصداقات عديدة تحديداً بفضل نشر "جين آيير" التي استقبلت من الأوساط الأدبية اللندنية استقبالاً كبيراً، لا سيما من قبل الكاتب النجم في ذلك الزمن ثاكراي.
سيرة ذاتية
قد يكون لا بد هنا من ذكر أن العنوان الأول للرواية كان "جين آيير: سيرة ذاتية" وقد لا يكون ذلك إقحاماً للبعد الذاتي في الرواية، علماً أن معظم نتاجات الأخوات برونتي إنما كان يستقي إما من حياتهن مباشرة، وإما من بعض حياتهن وحياة معارفهن. غير أن رواية شارلوت تدنو أكثر ما يكون من حياتها الشخصية من دون أن تكون في نهاية الأمر سيرة ذاتية لها.
الرواية المؤلفة من 34 فصلاً تتابع فيها الكاتبة التي أعارت عنوان الكتاب اسمها فصولاً متتالية من حياتها، فصلاً بعض فصل تفاصيل المفاصل الأساسية لحياتها التي عاشتها في شمالي البلد خلال عهد الملك جورج الثالث عند الزمن الفاصل بين القرن الـ18 وبدايات القرن الذي يليه، ما أتى سابقاً على ولادة الكاتبة.
على أي حال. ولئن كانت الكاتبة لا تحدد المنطقة التي تدور فيها أحداث حياة بطلتها فإنها تتنقل بها بين خمسة مواقع لكل منها أهميته في تلك الحياة وأحزانها ومآسيها ولكن بعضاً من لحظاته المضيئة والسعيدة أيضاً وإن كانت قليلة. فالفتاة جين ولدت وتيتمت باكراً، كما يحدث عادة لصبيان روايات ديكنز التي صدر معظمها خلال حياة شارلوت فاعتبرت إلى حد ما المعادل الأنثوي له.
حكاية ديكينزية
نحن هنا أمام ما ترويه لنا تلك الفتاة اليتيمة منذ يلتقطها النص حين كانت في الـ10 وتعيش في كنف عائلة خالها في "غيتسهاد هال" حيث بعد رحيل خالها الذي كان وحده يتعاطف معها وأوصى بأن تبقى في بيته بعد وفاته، فيما لم تكف زوجته عن اضطهادها، بل منع أولادها الثلاثة من الاختلاط بها لتعنفها يوماً وتسجنها في تلك "الغرفة الحمراء" حيث كانت أيام خالها الأخيرة وفراش موته ما سيبقى منطبعاً لديها طوال حياتها بعد ذلك كرمز للرعب المطلق وفي خلفية كل ما سيكون لها من نظرة إلى العلاقات الأسرية وعدائها للنساء اللاتي سيتتابعن في حياتها لاحقاً، رغم أن الحنان الوحيد الذي ستلقاه خلال تلك المرحلة الأولى سيكون من لدن خادمة البيت بيسي التي تبدي تجاهها من الود والشفقة ما يعوض عليها بعض الشيء. ولسوف تنتهي تلك المرحلة هنا بإلحاق جين بمدرسة لاوود الخيرية التي ستكون الحياة فيها أسوأ من نظيرتها في "الغرفة الحمراء"، ما سيوفر للكاتبة الفرصة للإمعان في فضح النظامين الخيري والتعليمي بشكل لم يكن له مثيل في الأدب الاجتماعي الإنجليزي ويعطي روايتها تلك النكهة الاجتماعية التي أشرنا إليها وسنعود بعد سطور.
وبعد ست سنوات من الدراسة في لاوود وسنتين من التعليم فيها ترى جين وقد باتت الآن صبية أن الوقت قد حان لها لتبحث عن حياة جديدة فتنتقل بنا الرواية إلى مرحلة تالية تدور في ثورنفيلد هال. فبعد أن تنشر جين إعلاناً في الصحيفة المحلية عن استعدادها للعمل مدرسة يصار إلى الاتفاق معاه للعمل في ثورن فيلد مربية للصغيرة آدال التي تعيش هنا بعد أن تركتها أمها وهي راقصة فرنسية في عهدة السيد روتشستر الذي لن تعرف جين ما إذا كان والد آدال أم أخاها. ولا تلتقي جين بهذا السيد إلا لاحقاً حين تكون عائدة إلى البيت وسط عاصفة ثلجية فيسقط فارس أمامها عن حصانه وتنقذه هي. ويتبين أن الفارس هو رب البيت ورجل كئيب غامض يدهش جين أنه يؤنبها بدلاً من أن يشكرها لكونها "سحرت حصانه فسقط به".
لاحقاً سيشكرها على إنقاذها له من نيران اشتعلت في البيت ويبدي تجاهها تعاطفاً، بل مشاعر ستبدو غامضة أول الأمر وقبل أن ينفضح سر عائلي تخبئه جدران المنزل وغرفة غامضة مقفلة فيه إلى آخر الحكاية التي باتت معروفة واقتبست في السينما مرات عدة منها مرة بالعربية في فيلم للفنانة ماجدة وأحمد مظهر نال نجاحاً كبيراً في الستينيات، من دون أن ينعكس ذلك النجاح عن شهرة لشارلوت برونتي أو أخواتها في الثقافة العربية.
ضد نظام تعليمي مرعب
ونعود هنا إلى الرواية وأهميتها الاستثنائية. ففي "جين آيير" في المقام الأول شجب للمدارس الداخلية، وربما لم تكن الظروف بالمدرسة في "كوان بريدج"، حيث درست الأخوات برونتي وأصيبت ماريا وإليزابيث بمرض السل الذي قتلهما بعيدة هنا. فعلى سبيل المثال قبل عدة عقود من تجربة الأخوات برونتي في "كوان بريدج"، أصيبت الكاتبة جين أوستن وشقيقتها كاساندرا بالتيفوس في مدرسة داخلية مماثلة، وتوفيت جين تقريباً. واستمر تعليم الشقيقات أوستن، مثل تعليم الأخوات برونتي في المنزل". وتحضر هنا ذكريات شارلوت الحية عن الحرمان في "كوان بريدج" من الطعام الهزيل والمفسد في بعض الأحيان، إلى نقص التدفئة والملابس الدافئة، والأوبئة الدورية للمرض مثل "الحمى المنخفضة"، وشدة العقوبات وتعسفها، وحتى قسوة بعض المعلمين.
وقد أكدت إليزابيث جاسكل، وهي صديقة شخصية وأول كاتبة لسيرة شارلوت، أن "كوان بريدج" كانت نموذج شارلوت في "جين آيير" وأصرت على أن الظروف هناك في أيام شارلوت كانت فظيعة بل أفظع مما سيصفه تشارلز ديكنز في رواياته.
لقاءات أدبية ونهاية حياة
مهما يكن، وبعد أن ذكرنا هذا الواقع الذي ميز وصفه رواية شارلوت الكبرى نعود إلى شارلوت نفسها لنذكر أنه بعد النجاح الساحق الذي حققته "جين آيير"، تعرضت شارلوت لضغوط من ناشرها جورج سميث للسفر إلى لندن لمقابلة جمهورها. وعلى الرغم من الحياء الشديد الذي كان يصيبها بالشلل بين الغرباء ويجعلها شبه غير قادرة على التعبير عن نفسها، وافقت شارلوت على فعل ذلك متفردة فيه عن أختيها. وفي لندن تعرفت على كتّاب كبار آخرين في ذلك العصر، بمن في ذلك هارييت مارتينو وويليام ميكبيس ثاكيراي، اللذان ارتبطت معهما بصداقة طويلة وأعجبت شارلوت بشكل خاص بثاكيراي، الذي بقيت صورته، معلقة في غرفة الطعام في بيت القسيس في قصر الكريستال.
خلق أسطورة
وخلال المعرض الكبير عام 1851 وفي إحدى المناسبات، قدم ثاكيراي شارلوت لوالدته. وخلال رحلتها إلى لندن زارت المعرض الكبير. وفي عام 1853 تعرفت على آرثر بيل نيكولز، الذي كان مشرفاً على بيت هاوورث لمدة سبع سنوات ونصف، وعلى الرغم من إعجابها بكرامته وصوته العميق، وكذلك بانهياره العاطفي شبه الكامل عندما رفضته أول الأمر، فقد وجدته جامداً وتقليدياً وضيق الأفق إلى حد ما "مثل كل القيمين"، عادت وتزوجته أخيراً في صيف 1854. وفي رسالة إلى صديقة لها تعود إلى عام 1854، كتبت "في الواقع إنه أمر جاد وغريب ومحفوف بالمخاطر بالنسبة للمرأة أن تصبح زوجة". وفي العام التالي توفيت عن 38 عاماً. كان سبب الوفاة الذي تم تقديمه في ذلك الوقت هو مرض السل، ولكن ربما كان الأمر معقداً بسبب حمى التيفوئيد والتقيؤ الحملي من حملها الذي كان في مرحلته المبكرة. وكتبت إليزابيث كليغورن جاسكل أول سيرة ذاتية لشارلوت بناء على طلب باتريك برونتي، نشرت عام 1857، ما ساعد على خلق أسطورة حول عائلة من العباقرة، تعيش في أجواء مؤلمة ورومانسية، كما الحال في العديد من روايات الشقيقات.
غير أن شارلوت وروايتها الرئيسة تلك تتفردان بمزايا عدة لعل في مقدمتها أن "جين آيير مليئة بملاحظات اجتماعية تكاد تبدو موازية لما تفعله روايات ديكنز ومليئة بالغضب الذي كان أبعد وأكثر وضوحاً، ناهيك عن أن شارلوت (1816 – 1855) ستعيش عمراً أطول من عمر شقيقتيها الكاتبتين، كما أنها ستتفرد بين المجموعة بانفتاحها على العالم الخارجي (لندن على سبيل المثال) حيث ارتبطت بصداقات عديدة تحديداً بفضل نشر "جين آيير" التي استقبلت من الأوساط الأدبية اللندنية استقبالاً كبيراً، لا سيما من قبل الكاتب النجم في ذلك الزمن ثاكراي.
سيرة ذاتية
قد يكون لا بد هنا من ذكر أن العنوان الأول للرواية كان "جين آيير: سيرة ذاتية" وقد لا يكون ذلك إقحاماً للبعد الذاتي في الرواية، علماً أن معظم نتاجات الأخوات برونتي إنما كان يستقي إما من حياتهن مباشرة، وإما من بعض حياتهن وحياة معارفهن. غير أن رواية شارلوت تدنو أكثر ما يكون من حياتها الشخصية من دون أن تكون في نهاية الأمر سيرة ذاتية لها.
الرواية المؤلفة من 34 فصلاً تتابع فيها الكاتبة التي أعارت عنوان الكتاب اسمها فصولاً متتالية من حياتها، فصلاً بعض فصل تفاصيل المفاصل الأساسية لحياتها التي عاشتها في شمالي البلد خلال عهد الملك جورج الثالث عند الزمن الفاصل بين القرن الـ18 وبدايات القرن الذي يليه، ما أتى سابقاً على ولادة الكاتبة.
على أي حال. ولئن كانت الكاتبة لا تحدد المنطقة التي تدور فيها أحداث حياة بطلتها فإنها تتنقل بها بين خمسة مواقع لكل منها أهميته في تلك الحياة وأحزانها ومآسيها ولكن بعضاً من لحظاته المضيئة والسعيدة أيضاً وإن كانت قليلة. فالفتاة جين ولدت وتيتمت باكراً، كما يحدث عادة لصبيان روايات ديكنز التي صدر معظمها خلال حياة شارلوت فاعتبرت إلى حد ما المعادل الأنثوي له.
حكاية ديكينزية
نحن هنا أمام ما ترويه لنا تلك الفتاة اليتيمة منذ يلتقطها النص حين كانت في الـ10 وتعيش في كنف عائلة خالها في "غيتسهاد هال" حيث بعد رحيل خالها الذي كان وحده يتعاطف معها وأوصى بأن تبقى في بيته بعد وفاته، فيما لم تكف زوجته عن اضطهادها، بل منع أولادها الثلاثة من الاختلاط بها لتعنفها يوماً وتسجنها في تلك "الغرفة الحمراء" حيث كانت أيام خالها الأخيرة وفراش موته ما سيبقى منطبعاً لديها طوال حياتها بعد ذلك كرمز للرعب المطلق وفي خلفية كل ما سيكون لها من نظرة إلى العلاقات الأسرية وعدائها للنساء اللاتي سيتتابعن في حياتها لاحقاً، رغم أن الحنان الوحيد الذي ستلقاه خلال تلك المرحلة الأولى سيكون من لدن خادمة البيت بيسي التي تبدي تجاهها من الود والشفقة ما يعوض عليها بعض الشيء. ولسوف تنتهي تلك المرحلة هنا بإلحاق جين بمدرسة لاوود الخيرية التي ستكون الحياة فيها أسوأ من نظيرتها في "الغرفة الحمراء"، ما سيوفر للكاتبة الفرصة للإمعان في فضح النظامين الخيري والتعليمي بشكل لم يكن له مثيل في الأدب الاجتماعي الإنجليزي ويعطي روايتها تلك النكهة الاجتماعية التي أشرنا إليها وسنعود بعد سطور.
وبعد ست سنوات من الدراسة في لاوود وسنتين من التعليم فيها ترى جين وقد باتت الآن صبية أن الوقت قد حان لها لتبحث عن حياة جديدة فتنتقل بنا الرواية إلى مرحلة تالية تدور في ثورنفيلد هال. فبعد أن تنشر جين إعلاناً في الصحيفة المحلية عن استعدادها للعمل مدرسة يصار إلى الاتفاق معاه للعمل في ثورن فيلد مربية للصغيرة آدال التي تعيش هنا بعد أن تركتها أمها وهي راقصة فرنسية في عهدة السيد روتشستر الذي لن تعرف جين ما إذا كان والد آدال أم أخاها. ولا تلتقي جين بهذا السيد إلا لاحقاً حين تكون عائدة إلى البيت وسط عاصفة ثلجية فيسقط فارس أمامها عن حصانه وتنقذه هي. ويتبين أن الفارس هو رب البيت ورجل كئيب غامض يدهش جين أنه يؤنبها بدلاً من أن يشكرها لكونها "سحرت حصانه فسقط به".
لاحقاً سيشكرها على إنقاذها له من نيران اشتعلت في البيت ويبدي تجاهها تعاطفاً، بل مشاعر ستبدو غامضة أول الأمر وقبل أن ينفضح سر عائلي تخبئه جدران المنزل وغرفة غامضة مقفلة فيه إلى آخر الحكاية التي باتت معروفة واقتبست في السينما مرات عدة منها مرة بالعربية في فيلم للفنانة ماجدة وأحمد مظهر نال نجاحاً كبيراً في الستينيات، من دون أن ينعكس ذلك النجاح عن شهرة لشارلوت برونتي أو أخواتها في الثقافة العربية.
ضد نظام تعليمي مرعب
ونعود هنا إلى الرواية وأهميتها الاستثنائية. ففي "جين آيير" في المقام الأول شجب للمدارس الداخلية، وربما لم تكن الظروف بالمدرسة في "كوان بريدج"، حيث درست الأخوات برونتي وأصيبت ماريا وإليزابيث بمرض السل الذي قتلهما بعيدة هنا. فعلى سبيل المثال قبل عدة عقود من تجربة الأخوات برونتي في "كوان بريدج"، أصيبت الكاتبة جين أوستن وشقيقتها كاساندرا بالتيفوس في مدرسة داخلية مماثلة، وتوفيت جين تقريباً. واستمر تعليم الشقيقات أوستن، مثل تعليم الأخوات برونتي في المنزل". وتحضر هنا ذكريات شارلوت الحية عن الحرمان في "كوان بريدج" من الطعام الهزيل والمفسد في بعض الأحيان، إلى نقص التدفئة والملابس الدافئة، والأوبئة الدورية للمرض مثل "الحمى المنخفضة"، وشدة العقوبات وتعسفها، وحتى قسوة بعض المعلمين.
وقد أكدت إليزابيث جاسكل، وهي صديقة شخصية وأول كاتبة لسيرة شارلوت، أن "كوان بريدج" كانت نموذج شارلوت في "جين آيير" وأصرت على أن الظروف هناك في أيام شارلوت كانت فظيعة بل أفظع مما سيصفه تشارلز ديكنز في رواياته.
لقاءات أدبية ونهاية حياة
مهما يكن، وبعد أن ذكرنا هذا الواقع الذي ميز وصفه رواية شارلوت الكبرى نعود إلى شارلوت نفسها لنذكر أنه بعد النجاح الساحق الذي حققته "جين آيير"، تعرضت شارلوت لضغوط من ناشرها جورج سميث للسفر إلى لندن لمقابلة جمهورها. وعلى الرغم من الحياء الشديد الذي كان يصيبها بالشلل بين الغرباء ويجعلها شبه غير قادرة على التعبير عن نفسها، وافقت شارلوت على فعل ذلك متفردة فيه عن أختيها. وفي لندن تعرفت على كتّاب كبار آخرين في ذلك العصر، بمن في ذلك هارييت مارتينو وويليام ميكبيس ثاكيراي، اللذان ارتبطت معهما بصداقة طويلة وأعجبت شارلوت بشكل خاص بثاكيراي، الذي بقيت صورته، معلقة في غرفة الطعام في بيت القسيس في قصر الكريستال.
خلق أسطورة
وخلال المعرض الكبير عام 1851 وفي إحدى المناسبات، قدم ثاكيراي شارلوت لوالدته. وخلال رحلتها إلى لندن زارت المعرض الكبير. وفي عام 1853 تعرفت على آرثر بيل نيكولز، الذي كان مشرفاً على بيت هاوورث لمدة سبع سنوات ونصف، وعلى الرغم من إعجابها بكرامته وصوته العميق، وكذلك بانهياره العاطفي شبه الكامل عندما رفضته أول الأمر، فقد وجدته جامداً وتقليدياً وضيق الأفق إلى حد ما "مثل كل القيمين"، عادت وتزوجته أخيراً في صيف 1854. وفي رسالة إلى صديقة لها تعود إلى عام 1854، كتبت "في الواقع إنه أمر جاد وغريب ومحفوف بالمخاطر بالنسبة للمرأة أن تصبح زوجة". وفي العام التالي توفيت عن 38 عاماً. كان سبب الوفاة الذي تم تقديمه في ذلك الوقت هو مرض السل، ولكن ربما كان الأمر معقداً بسبب حمى التيفوئيد والتقيؤ الحملي من حملها الذي كان في مرحلته المبكرة. وكتبت إليزابيث كليغورن جاسكل أول سيرة ذاتية لشارلوت بناء على طلب باتريك برونتي، نشرت عام 1857، ما ساعد على خلق أسطورة حول عائلة من العباقرة، تعيش في أجواء مؤلمة ورومانسية، كما الحال في العديد من روايات الشقيقات.
نيسان ـ نشر في 2023/04/23 الساعة 00:00