مجزرة سياسية في الأردن .. قانون الأحزاب يعدم 19حزباً من أصل 56
نيسان ـ نشر في 2023/05/14 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات..
نعيش اليوم كارثة سياسية في البلاد، ونحن نشهد إعدام 19 حزباً سياسياً مع سبق الإصرار والترصد، على مقصلة اسمها "عدم تصويب الأوضاع السياسية وفق اشتراطات القانون الجديد".
ماذا يعني إفراغ الساحة السياسة من كل هذه الأحزاب دفعة واحدة؟ ولمصلحة من سفك دمائها على عتبات تحديث المنظومة السياسية؟
علينا أن نعترف أن ما يحدث أشبه بمجزرة سياسية في البلاد، وسط صمت يراد له "إسكات" الجميع وتهيئة الأحزاب المرخصة لدخول المرحلة القادمة من أوسع الأبواب، بعيداً عن المعارضة السياسية؛ الشكلية منها قبل الحقيقية، وصولاً إلى بلاد تخلو تماماً من السياسة، وكل من يمتلك وجهة نظر سياسية مخالفة للحكومة.
هي لغة برمجة سياسية يسندها قانون الأحزاب الجديد، بوصفه أبرز مخرجات تحديث المنظومة السياسية، الساعية إلى تبسيط "تحزب" المجتمع، والبعد عن تعقيده، لكن يبدو أننا ذاهبون لمرحلة شديدة القتامة والغموض.
وفق القانون الجديد واشتراطاته، تبخرت الاحزاب السياسية، وتقلصت من (56) حزباً إلى ( 26) حزباً فقط، تمكنت أو "مُكنت" من استيفاء شروط توفيق الأوضاع والتاسيس، في مشهد أقرب ما يكون لتدمير المنظومة السياسية وليس تحديثها.
نحن هنا لا ندافع عن الأحزاب التي تخلت _في مجملها_ عن قيمها وأدابها مبكراً، وصارت أقرب ما تكون لـ "أكشاك" تبيع سجائر ومكسرات سياسية لا أكثر، لقاء منافع معروفة، لكن "نزع" أرواحها، وفي هذا الوقت الذي يتغنون به بأهمية التحديث والتطوير السياسي، يعني أن الطريق مغلقة بسبب "حفريات" قانونية، تسعى "لإعادة الروح للأحكام العرفية بزي حداثوي".
مقربون من مراكز القرار يرددون صباح مساء أن "الغربلة" الحزبية القاسية تهدف إلى "الانتقال بالأردن من أحزاب الفرد الواحد أو العائلة الواحدة إلى شكلها البرامجي والمؤسسي".
أقسم أن العنوان جاذب بل وأخاذ أيضاً، ويطرب الآذان ويرقّص الأبدان سياسياً، لكن تحقيقه سيبقى مجرد وهم لن يصدقه عاقل، فتجارب الناس لم تعد تقبل العناوين البراقة.
سياسي عتيق علق على اختفاء 19 حزباً بقوله "وكأن البلاد صارت تضيق بأهلها وناسها قبل حزبييها "الشكليين" و"الحقيقيين".
مررنا في الأردن بتجارب سابقة، أرادوها "بيضة" القبان السياسية، وقالوا عنها :" انطلاقة لحصان السياسية الأصيل"، وبعد مرور الوقت تبين أنها "للاستخدام اللحظي"، وبمجرد انتهاء دورها الوظيفي، دفنت في مقابر خاصة، بعد أن قبض بعض أمواتها ثمن أكفانهم وغداء تربتهم بـ"أحافير حزبية" وجب طمرها .
نعيش اليوم كارثة سياسية في البلاد، ونحن نشهد إعدام 19 حزباً سياسياً مع سبق الإصرار والترصد، على مقصلة اسمها "عدم تصويب الأوضاع السياسية وفق اشتراطات القانون الجديد".
ماذا يعني إفراغ الساحة السياسة من كل هذه الأحزاب دفعة واحدة؟ ولمصلحة من سفك دمائها على عتبات تحديث المنظومة السياسية؟
علينا أن نعترف أن ما يحدث أشبه بمجزرة سياسية في البلاد، وسط صمت يراد له "إسكات" الجميع وتهيئة الأحزاب المرخصة لدخول المرحلة القادمة من أوسع الأبواب، بعيداً عن المعارضة السياسية؛ الشكلية منها قبل الحقيقية، وصولاً إلى بلاد تخلو تماماً من السياسة، وكل من يمتلك وجهة نظر سياسية مخالفة للحكومة.
هي لغة برمجة سياسية يسندها قانون الأحزاب الجديد، بوصفه أبرز مخرجات تحديث المنظومة السياسية، الساعية إلى تبسيط "تحزب" المجتمع، والبعد عن تعقيده، لكن يبدو أننا ذاهبون لمرحلة شديدة القتامة والغموض.
وفق القانون الجديد واشتراطاته، تبخرت الاحزاب السياسية، وتقلصت من (56) حزباً إلى ( 26) حزباً فقط، تمكنت أو "مُكنت" من استيفاء شروط توفيق الأوضاع والتاسيس، في مشهد أقرب ما يكون لتدمير المنظومة السياسية وليس تحديثها.
نحن هنا لا ندافع عن الأحزاب التي تخلت _في مجملها_ عن قيمها وأدابها مبكراً، وصارت أقرب ما تكون لـ "أكشاك" تبيع سجائر ومكسرات سياسية لا أكثر، لقاء منافع معروفة، لكن "نزع" أرواحها، وفي هذا الوقت الذي يتغنون به بأهمية التحديث والتطوير السياسي، يعني أن الطريق مغلقة بسبب "حفريات" قانونية، تسعى "لإعادة الروح للأحكام العرفية بزي حداثوي".
مقربون من مراكز القرار يرددون صباح مساء أن "الغربلة" الحزبية القاسية تهدف إلى "الانتقال بالأردن من أحزاب الفرد الواحد أو العائلة الواحدة إلى شكلها البرامجي والمؤسسي".
أقسم أن العنوان جاذب بل وأخاذ أيضاً، ويطرب الآذان ويرقّص الأبدان سياسياً، لكن تحقيقه سيبقى مجرد وهم لن يصدقه عاقل، فتجارب الناس لم تعد تقبل العناوين البراقة.
سياسي عتيق علق على اختفاء 19 حزباً بقوله "وكأن البلاد صارت تضيق بأهلها وناسها قبل حزبييها "الشكليين" و"الحقيقيين".
مررنا في الأردن بتجارب سابقة، أرادوها "بيضة" القبان السياسية، وقالوا عنها :" انطلاقة لحصان السياسية الأصيل"، وبعد مرور الوقت تبين أنها "للاستخدام اللحظي"، وبمجرد انتهاء دورها الوظيفي، دفنت في مقابر خاصة، بعد أن قبض بعض أمواتها ثمن أكفانهم وغداء تربتهم بـ"أحافير حزبية" وجب طمرها .
نيسان ـ نشر في 2023/05/14 الساعة 00:00