التيه الأخير
نيسان ـ نشر في 2023/05/23 الساعة 00:00
لم يكن التيه مقتصراً على اليهود في ماضيهم فقط، بل يشمل كل من يؤمن بروايتهم، ومن يقودهم إلى "تيه" غير محدود بزمن!.
فمن يؤمن بما يؤمنون به في شأن "الأرض المقدسة" لن يتخلص من التيه إلا بإعادة النظر في ما يؤمن به ويُخرج خرافاتهم من رأسه ويعود إلى عقله.
الحكومات الغربية وعلماء الآثار ومؤسسات الآثار الاستعمارية، تعلم أين ظهرت اليهودية والمسيحية، من خلال ما حصلت عليه من آثار من العالم العربي، ولكنهم يتجاهلون ذلك من أجل الأطماع الاستعمارية في البلاد العربية وشدة التنافس الاستعماري الأوروبي الأميركي، فالأديان للأسف شوهتها السياسة وسيطرة الدول ومصالحها..
بعد أن استيأست دولة الاحتلال من وجود أي أثر لدولة "بني اسرائيل" الاولى في فلسطين، ولم يعثر علماء الآثار الصهاينة، ولو على إثر واحد لمقدساتهم الضائعة في فلسطين، سوى أسماء أماكن أسماها "صندوق آثار فلسطين الإنجليزي"، ما أنزل الله بها من سلطان، وقبله فعل ذلك الرهبان الفرانسيسكان الذين جاؤوا إلى المنطقة في القرن الثالث عشر الميلادي فوضعوا أسماء توراتية لمعظم المناطق في فلسطين وشرق الأردن، على سبيل التوهم دون أن يعتمدوا على حقائق ثابتة، هم فقط يحملون التوراة ويقرؤون أسماء المناطق فيها ويسقطونها على أرض فلسطين، وهم يعلمون أنهم يزورون التاريخ...
الرهبنة الفرنسيسكانية هي من تتولى حماية الأراضي المقدسة "في فلسطين"، وبالأخص الكنائس. لذلك يسمى الرئيس العام للرهبنة الفرنسيسكانية، نظرًا للدور التاريخي المنوط به "حارس الأراضي المقدسة"، وهي مهمة متوارثة منذ عام 1217. وهذه المهمة السياسية التي تلبس لبوس الدين زوراً وبهتاناً جعلتهم يغيرون أسماء القرى والجبال إلى أسماء توراتية دون تمحيص، سوى أنهم توهموا ذلك، وفعلوا مثل ذلك في شرق الأردن، واشتروا أراض وأسموها بأسماء توراتية، كجبل نبو، ومكاور، حتى مادبا، وجلعاد في السلط، وغيرها من المناطق، كما أطلقوا أسماء توراتية على شعوب المنطقة تعسفًاً، كالكنعانيين والعمونيين، مكرسين بذلك تجاهل التوراة للتاريخ وفرض روايتهم على العالم والمنطقة!! والمشكلة أنهم بعد كل ما فعلوه من تزوير يدّعون حقهم الديني والتاريخي في هذه المناطق التي لا علاقة لهم بها "كانت تتبع في زمن التوراة إلى الإمبراطورية الأشورية"، وحتى لو كان لهم بها علاقة، فهذه المناطق يشغلها أهلها الأصليون حتى لو اعتنقوا المسيحية أو الاسلام فيبقون أصحابها ولا يفقدون حقهم فيها، وليس لمن يعتنق اليهودية حق فيها، لمجرد أنه أصبح يهودياً وبهذا اكتسب جينات "بني اسرائيل" أيام الرسالات، وصار وريثاً للوعد الإلهي المزعوم..
في السبعين السنة المنصرمة من عمر الاحتلال لم يترك علماء الآثار الصهاينة أي حجر، في أرض فلسطين إلا وقلبوه يبحثون عن دليل يثبت أن دولتهم الأولى كانت هنا.. فاستنكرتهم البلاد كما استنكرهم العباد، وحتى لا يفقدون الأمل وتنهار أحلامهم المجنحة، جرّهم "الفرانسيسكان" مرة أخرى إلى شرق الأردن، وها هم يبحثون وينقبون ويلفقون في مادبا والبترا وكل مكان ويدعون حقهم فيه، في صفاقة ليس لها مثيل، وعلى مسمع ومرأى من حكوماتنا، دون أن تتخذ خطوة لحماية بلادنا، ولا أحد في دائرة الآثار وعلماء الآثار قام بأي إجراء أو موقف علمي يبطل خزعبلاتهم، لا بل الكثير منهم "الاثاريين" وبعض المتدينين التقليديين يتبنون روايتهم المتهالكة، التي رفضها الجميع، حتى منظمة اليونسكو..
أما الشعوب التي ليس لها كيان يحافظ على ممتلكاتها ويدافع عن وجودها، وثقافتها وحضارتها، فلابد لها من وقفة شعبية ليست عشوائية آنية، بل تقوم على الوعي والحزم والتنظيم السياسي الذي يلم تبعثرهم ويضغط على الحكومات لتقوم بواجبها، في الدفاع عن مقدراتنا وبلادنا من هذه الغزوات الوقحة، التي تستهدف البلاد، والعباد، وتوقفهم عند حدهم، وتقرعهم في رؤوسهم المتعفنة من الخزعبلات والخرافات المجنحة، لعلهم يتخلصون من تيههم اللانهائي ...
فمن يؤمن بما يؤمنون به في شأن "الأرض المقدسة" لن يتخلص من التيه إلا بإعادة النظر في ما يؤمن به ويُخرج خرافاتهم من رأسه ويعود إلى عقله.
الحكومات الغربية وعلماء الآثار ومؤسسات الآثار الاستعمارية، تعلم أين ظهرت اليهودية والمسيحية، من خلال ما حصلت عليه من آثار من العالم العربي، ولكنهم يتجاهلون ذلك من أجل الأطماع الاستعمارية في البلاد العربية وشدة التنافس الاستعماري الأوروبي الأميركي، فالأديان للأسف شوهتها السياسة وسيطرة الدول ومصالحها..
بعد أن استيأست دولة الاحتلال من وجود أي أثر لدولة "بني اسرائيل" الاولى في فلسطين، ولم يعثر علماء الآثار الصهاينة، ولو على إثر واحد لمقدساتهم الضائعة في فلسطين، سوى أسماء أماكن أسماها "صندوق آثار فلسطين الإنجليزي"، ما أنزل الله بها من سلطان، وقبله فعل ذلك الرهبان الفرانسيسكان الذين جاؤوا إلى المنطقة في القرن الثالث عشر الميلادي فوضعوا أسماء توراتية لمعظم المناطق في فلسطين وشرق الأردن، على سبيل التوهم دون أن يعتمدوا على حقائق ثابتة، هم فقط يحملون التوراة ويقرؤون أسماء المناطق فيها ويسقطونها على أرض فلسطين، وهم يعلمون أنهم يزورون التاريخ...
الرهبنة الفرنسيسكانية هي من تتولى حماية الأراضي المقدسة "في فلسطين"، وبالأخص الكنائس. لذلك يسمى الرئيس العام للرهبنة الفرنسيسكانية، نظرًا للدور التاريخي المنوط به "حارس الأراضي المقدسة"، وهي مهمة متوارثة منذ عام 1217. وهذه المهمة السياسية التي تلبس لبوس الدين زوراً وبهتاناً جعلتهم يغيرون أسماء القرى والجبال إلى أسماء توراتية دون تمحيص، سوى أنهم توهموا ذلك، وفعلوا مثل ذلك في شرق الأردن، واشتروا أراض وأسموها بأسماء توراتية، كجبل نبو، ومكاور، حتى مادبا، وجلعاد في السلط، وغيرها من المناطق، كما أطلقوا أسماء توراتية على شعوب المنطقة تعسفًاً، كالكنعانيين والعمونيين، مكرسين بذلك تجاهل التوراة للتاريخ وفرض روايتهم على العالم والمنطقة!! والمشكلة أنهم بعد كل ما فعلوه من تزوير يدّعون حقهم الديني والتاريخي في هذه المناطق التي لا علاقة لهم بها "كانت تتبع في زمن التوراة إلى الإمبراطورية الأشورية"، وحتى لو كان لهم بها علاقة، فهذه المناطق يشغلها أهلها الأصليون حتى لو اعتنقوا المسيحية أو الاسلام فيبقون أصحابها ولا يفقدون حقهم فيها، وليس لمن يعتنق اليهودية حق فيها، لمجرد أنه أصبح يهودياً وبهذا اكتسب جينات "بني اسرائيل" أيام الرسالات، وصار وريثاً للوعد الإلهي المزعوم..
في السبعين السنة المنصرمة من عمر الاحتلال لم يترك علماء الآثار الصهاينة أي حجر، في أرض فلسطين إلا وقلبوه يبحثون عن دليل يثبت أن دولتهم الأولى كانت هنا.. فاستنكرتهم البلاد كما استنكرهم العباد، وحتى لا يفقدون الأمل وتنهار أحلامهم المجنحة، جرّهم "الفرانسيسكان" مرة أخرى إلى شرق الأردن، وها هم يبحثون وينقبون ويلفقون في مادبا والبترا وكل مكان ويدعون حقهم فيه، في صفاقة ليس لها مثيل، وعلى مسمع ومرأى من حكوماتنا، دون أن تتخذ خطوة لحماية بلادنا، ولا أحد في دائرة الآثار وعلماء الآثار قام بأي إجراء أو موقف علمي يبطل خزعبلاتهم، لا بل الكثير منهم "الاثاريين" وبعض المتدينين التقليديين يتبنون روايتهم المتهالكة، التي رفضها الجميع، حتى منظمة اليونسكو..
أما الشعوب التي ليس لها كيان يحافظ على ممتلكاتها ويدافع عن وجودها، وثقافتها وحضارتها، فلابد لها من وقفة شعبية ليست عشوائية آنية، بل تقوم على الوعي والحزم والتنظيم السياسي الذي يلم تبعثرهم ويضغط على الحكومات لتقوم بواجبها، في الدفاع عن مقدراتنا وبلادنا من هذه الغزوات الوقحة، التي تستهدف البلاد، والعباد، وتوقفهم عند حدهم، وتقرعهم في رؤوسهم المتعفنة من الخزعبلات والخرافات المجنحة، لعلهم يتخلصون من تيههم اللانهائي ...
نيسان ـ نشر في 2023/05/23 الساعة 00:00