أنا مش حيوان...
نيسان ـ نشر في 2015/04/21 الساعة 00:00
يغلب على اللغة أو الثقافة التربوية في معظم مدارس وجامعات المملكة لهجة التوبيخ والتقزيم ومسح شخصية الطالب أمام أستاذه ورفاقه.
أقولها من منطلق حوارات مع شباب بعمر الورد وبالأخص جيل التسعينات، هذه الوجوه النيرة الرائعة لم تعد كذلك، وكأنها شاحبة تُنذر بخلق دواعش صغار على أهُبة الإستعداد للإنقضاض على كل من يقف بطريقهم.
حين ينادي أستاذ على طالب بكل ثقة وإصرار وبلغة الغاب، وقتها لا مجال أمام الطالب إلا أن يقول: "أنا مش حيوان..."، وسلامتكم ساعتها لم يعرف من أين أتى "الكف الخمساوي على وجهه"...أو تنهال عليه الألحان المتمثلة ب: يا يا يا يا...
وهنا بيت القصيد، تنزل إلى الشارع تسمع ألفاظ من هؤلاء الفتية لا تعرف من أي "مزبلة حملوها"، يعودوا للبيت ينزلوا بالأخ الأصغر "شلاليط"...يُنادى لتناول طعام الغداء تراه ينفش ريشه كالطاووس معلقاً: بحبه وما بحبه "وهاظا طبيخ بايت"... وبعدين يا عمر الورد شو صارلكم !
إن المراهقين في مرحلة ما، يواجهون مشاكل في الصحة النفسية أشيعها الإكتئاب أو القلق، وما يزيد من مخاطر التعرض لتلك المشاكل تجارب العنف والإذلال والإنتقاص من القيمة والفقر، ناهيك عن مساهمة مواقع التواصل الإجتماعي في كسر حاجز الخوف، وزيادة التفاعل بين الأفراد، وكشف العيوب والأخطاء للأنظمة السياسية وتوثيقها بالصوت والصورة.
وللعلم فإن نسبة الأسر التي تمتلك انترنت منزلي في المملكة تُشكل 56،8 %، ونسبة الأفراد ممن أعمارهم 5 سنوات فأكثر من مستخدمي الحاسوب 50،2 %، هذا يعني أننا نُهيأ لهم سُبل التطور والإنفتاح على العالم الخارجي مقابل "يا ويلك إذا بتتنفس"..." وأقلب وجهك ما تجاوبنيش"...
يبدو أنه آن الأوان لنتعلم فن الحوار معهم وترك "النق والزق وتلطيش الكلام" فهم أذكى وأروع مما نتصور ونعلم تماماً أنهم "أغلى ما نملك...".
نيسان ـ نشر في 2015/04/21 الساعة 00:00