أحزاب شرق أوسطية
نيسان ـ نشر في 2023/06/13 الساعة 00:00
اجتمع الكثير.. وتزاحمت الأطقم القشيبة،.. اكتست الساحة بنمط واحد من اللباس، لا يكسِر النمط السائد إلا لباس عربي "عباءة وحطة بيضاء أو شماغ" عدا عن المنمنمات التي تصنعها ألوان ربطات العنق اللامعة.. توافد الكثير وكان لكل واحد هدف يتعلق بمكاسب تخصه وحده، دون الناس، ودون الوطن.
لكن الناس إذا اجتمعوا وكثر ازدحامهم يفقدون الرأي السديد، ولا تستطيع أن تأخذ منهم اتجاهاً يلظمهم في سلك واحد، أو يوصلون رسالة تعبر عن إرادتهم.!! لأنهم بلا رأس يترجم إرادتهم، ولا يوصفون الا أنهم كتلة بشرية، لا تصلح إلا لدعم صوت ورأي عابر يظهر لهم على المنصة.. فإذا لم يكن ذلك الذي يشرف عليهم من المنصة مخلصاً ومعبراً عن رأيهم ويستطيع استثمار اجتماعهم، فقد انتفى معنى اجتماعهم وصاروا عبارة عن كومة لا تعرف لها معالم، وتظل تضمحل حتى تتلاشى مع غياب الشمس.. وهذا غالباً الذي يحدث في أي حراك احتجاجي عربي.. وذلك لانعدام الكيان السياسي الذي ينظّم صوتهم ويوجهه الوجهة الصحيحة.. وإذا لم يوجد الحزب المخلص، ستبقى الأطقم والعبادات تحمل وجوهاً متعددة لا تلتقي على وجهة، لهم مصالح ومشارب متضادة لا تتنازل عن رأيها إلا للسلطة المتغلبة..
أما المغامرون عندما يرى كلُّ فرد فيهم أن المكاسب الشخصية التي أتوا من أجلها، يستأثر بها أشخاص دون آخرين، يبدؤون بالتململ والسخط، وتعصف حينها بهم ريحُ أبي سفيان فيركب كلٌّ ركوبته ويمتطي السواد منهم رجليه ويهربون، ولا يستطيعون الصمود لدعم حقوقهم ومستقبل بلادهم..
لا يجتمع الناس على رأي واحد وخلف قيادة إلا إذا تحققت مصلحتهم ولمسوا منفعة مباشرة، أو توقعوا منافع متحققة في المستقبل.. وهذا ينطبق على النخب المغامرة أو الساعين في طريق التجمع لتحقيق هدفهم عن طريق العامة، أما السياسي والرجل العام إن كان مخلصاً ووضع أمامه هدف تحقيق ما تسعى إليه العامة، وقع في المحظور، وصار عرضة وهدفاً سهلاً للأنظمة والقوى المضادة، فإما أن يسير في طريقه ويتحمل المشقة، وإما أن يضعف ويحققون له هدفه في المال والرخاء الفردي فيبيع قضيته ويصبح يعمل لشخصه ويحقق رخاءه ويشبع غرائزه وينتهي وينهي أحلام شعبه في التحرر، ويصير هو العبء، وهو العدو الأول للناس، وإن كان يظهر الود والحرص على المصلحة العامة، فكل ذلك يكون في الظاهر، وفي الباطن هو يعلم أنه يعمل لمصلحته وليس للمصلحة العامة، ويعلم أنه باعهم بعرض من الدنيا..
هكذا فشلت الأحزاب الكبيرة في العالم العربي، لأنها نشأت لهدف لا يصب في مصلحة الناس، حتى لو حقق جزءا من مصالحهم على الجانب المادي، لكنه يفشل في تحقيق تطلعاتهم للحرية في اختيار طريقهم وامتلاك أمرهم.. بسبب نشأته الخارجية، والتضارب بين مصلحة الشعب، ومصلحة القوة المسيطرة على المشهد السياسي.
في بداية الحياة السياسية المفترضة عندنا، ووجود نظرة تشاركية انسحابية أو متحجرة، يبقى الأمل في وجود رجال مخلصين يبنون أحزاباً مخلصة تستطيع المناورة في هذا الوسط الخطير، وبمدى مرونتها ووضوح هدفها، وتسللها المدروس بين الألغام، والتركيز على إخلاصها لأنه الأساس الذي يبرر لها ولقياداتها ومفكريها التحرك في وسط معين مع المحافظة على الأفكار ومصالح الشعب الذي يفوضها.. أما من يدخل هذا الطريق الصعب، بعقلية ال"أنا" المفردة الباحثة عن المجد الشخصي وعن المناصب، والتزلف للسلطة "لتحسب حسابه" في المناسبات والجاهات وتفرضه على رقاب العامة، ليكون لبنة في المشهد الأول الذي بدأنا به المقال، ممن يتباهون بالأطقم والعباءات، ليحققوا حالة آنية تزول مع زوال الشمس، ويعود كلٌ إلى فراشه و يتضاءل المشهد من مخيلته، حتى يكون صورة قاتمة في رأس كل واحد حضر ذلك المشهد، ثم تظل تبتعد الأصوات كل يوم وتتلاشى من رأسه حتى تصبح عبارة عن كلمتين.. (حضرت اللقاء).. ويصل القادة في النهاية إلى قيادة الجاهات...!!!
لكن الناس إذا اجتمعوا وكثر ازدحامهم يفقدون الرأي السديد، ولا تستطيع أن تأخذ منهم اتجاهاً يلظمهم في سلك واحد، أو يوصلون رسالة تعبر عن إرادتهم.!! لأنهم بلا رأس يترجم إرادتهم، ولا يوصفون الا أنهم كتلة بشرية، لا تصلح إلا لدعم صوت ورأي عابر يظهر لهم على المنصة.. فإذا لم يكن ذلك الذي يشرف عليهم من المنصة مخلصاً ومعبراً عن رأيهم ويستطيع استثمار اجتماعهم، فقد انتفى معنى اجتماعهم وصاروا عبارة عن كومة لا تعرف لها معالم، وتظل تضمحل حتى تتلاشى مع غياب الشمس.. وهذا غالباً الذي يحدث في أي حراك احتجاجي عربي.. وذلك لانعدام الكيان السياسي الذي ينظّم صوتهم ويوجهه الوجهة الصحيحة.. وإذا لم يوجد الحزب المخلص، ستبقى الأطقم والعبادات تحمل وجوهاً متعددة لا تلتقي على وجهة، لهم مصالح ومشارب متضادة لا تتنازل عن رأيها إلا للسلطة المتغلبة..
أما المغامرون عندما يرى كلُّ فرد فيهم أن المكاسب الشخصية التي أتوا من أجلها، يستأثر بها أشخاص دون آخرين، يبدؤون بالتململ والسخط، وتعصف حينها بهم ريحُ أبي سفيان فيركب كلٌّ ركوبته ويمتطي السواد منهم رجليه ويهربون، ولا يستطيعون الصمود لدعم حقوقهم ومستقبل بلادهم..
لا يجتمع الناس على رأي واحد وخلف قيادة إلا إذا تحققت مصلحتهم ولمسوا منفعة مباشرة، أو توقعوا منافع متحققة في المستقبل.. وهذا ينطبق على النخب المغامرة أو الساعين في طريق التجمع لتحقيق هدفهم عن طريق العامة، أما السياسي والرجل العام إن كان مخلصاً ووضع أمامه هدف تحقيق ما تسعى إليه العامة، وقع في المحظور، وصار عرضة وهدفاً سهلاً للأنظمة والقوى المضادة، فإما أن يسير في طريقه ويتحمل المشقة، وإما أن يضعف ويحققون له هدفه في المال والرخاء الفردي فيبيع قضيته ويصبح يعمل لشخصه ويحقق رخاءه ويشبع غرائزه وينتهي وينهي أحلام شعبه في التحرر، ويصير هو العبء، وهو العدو الأول للناس، وإن كان يظهر الود والحرص على المصلحة العامة، فكل ذلك يكون في الظاهر، وفي الباطن هو يعلم أنه يعمل لمصلحته وليس للمصلحة العامة، ويعلم أنه باعهم بعرض من الدنيا..
هكذا فشلت الأحزاب الكبيرة في العالم العربي، لأنها نشأت لهدف لا يصب في مصلحة الناس، حتى لو حقق جزءا من مصالحهم على الجانب المادي، لكنه يفشل في تحقيق تطلعاتهم للحرية في اختيار طريقهم وامتلاك أمرهم.. بسبب نشأته الخارجية، والتضارب بين مصلحة الشعب، ومصلحة القوة المسيطرة على المشهد السياسي.
في بداية الحياة السياسية المفترضة عندنا، ووجود نظرة تشاركية انسحابية أو متحجرة، يبقى الأمل في وجود رجال مخلصين يبنون أحزاباً مخلصة تستطيع المناورة في هذا الوسط الخطير، وبمدى مرونتها ووضوح هدفها، وتسللها المدروس بين الألغام، والتركيز على إخلاصها لأنه الأساس الذي يبرر لها ولقياداتها ومفكريها التحرك في وسط معين مع المحافظة على الأفكار ومصالح الشعب الذي يفوضها.. أما من يدخل هذا الطريق الصعب، بعقلية ال"أنا" المفردة الباحثة عن المجد الشخصي وعن المناصب، والتزلف للسلطة "لتحسب حسابه" في المناسبات والجاهات وتفرضه على رقاب العامة، ليكون لبنة في المشهد الأول الذي بدأنا به المقال، ممن يتباهون بالأطقم والعباءات، ليحققوا حالة آنية تزول مع زوال الشمس، ويعود كلٌ إلى فراشه و يتضاءل المشهد من مخيلته، حتى يكون صورة قاتمة في رأس كل واحد حضر ذلك المشهد، ثم تظل تبتعد الأصوات كل يوم وتتلاشى من رأسه حتى تصبح عبارة عن كلمتين.. (حضرت اللقاء).. ويصل القادة في النهاية إلى قيادة الجاهات...!!!
نيسان ـ نشر في 2023/06/13 الساعة 00:00