على بالي
نيسان ـ نشر في 2023/06/14 الساعة 00:00
يربط الناس أحياناً بين نزعة البعض إلى التذمّر والشكوى والحنق وبين التقدّم في العمر. وقد يكون هذا صحيحاً (إلا في حالتي). يضعف صبر وأناة الإنسان عبر السنوات. وهناك أيضاً الحنين الذي ينتاب المرء عن سنواتٍ ضائعة. لكن الشكوى من مستوى الفن والغناء في العالم العربي لا يدخل في خانة تذمّر المتقدّمين في العمر. مَن ينفي أنّ مستوى الغناء تدهور بصورة كبيرة عن السنوات الماضية أو العقود الماضية؟ ما سبب ذلك؟ أنا أقول إنّ الزمن الناصري ركّز على الثقافة والفن، وكانت هناك إدارة وتشجيع من قبل الحكومة لإطلاق المواهب وتنظيمها في إنتاجات تفرض التنسيق والتعاون والتعاضد بين متنافسين (ومتحاربين، مثل عبد الحليم وفريد). أغنية «إنت عمري» كانت بتشجيع لا بل بِحثٍّ من قبل جمال عبد الناصر. وليس هناك مَن يحاول اليوم أن يقول إنّ ذلك كان من سمات ديكتاتوريّة عبد الناصر. ما حدث في عالم الفضائيات أنّ الصورة والشكل وتسليع المرأة (الذي برع ريادةً فيه تلفزيونا «أل بي سي» و«المستقبل»)، وتفضيل صورة المرأة على الموهبة، أدّى إلى نشر معايير ذكورية. أصبح مثلاً الوليد بن طلال هو الحَكَم على الذائقة الفنية للملايين من العرب. الوليد بن طلال مسؤول عن إطلاق ما يُسمّى بمواهب نشكو منها اليوم. (طبعاً الوليد بن طلال اليوم في الأسر وهو يضع قيداً إلكترونيّاً على كاحله وممنوع من السفر). قيصر الثقافة والفن اليوم هو تركي آل شيخ، والذي رأى ما جرى في الرياض قبل أشهر يعلم معاييره. كما أنّ هناك فقراً مدقعاً في الشعر الغنائي. هذا مقطع من قصيدة لراغب علامة:
«شفتا ولمحت عيونا صدفة وشي متل الكذبة قلبي حنّلا هي لي الزمن فرقني عنا ويلي بوقتا غنّيتلا وقلتلا آسف حبيبتي الوقت فات حبك وحبي بقو ذكريات هي هي هي حبيبة قلبي». كان في الإذاعة اللبنانية لجنة من خبراء في الموسيقى والغناء يصنّفون الفنانين ويمنعون الصعود على مَن يفتقر إلى الموهبة. وكان المطربون ينشدون أشعاراً وقصائد عصماء.
«شفتا ولمحت عيونا صدفة وشي متل الكذبة قلبي حنّلا هي لي الزمن فرقني عنا ويلي بوقتا غنّيتلا وقلتلا آسف حبيبتي الوقت فات حبك وحبي بقو ذكريات هي هي هي حبيبة قلبي». كان في الإذاعة اللبنانية لجنة من خبراء في الموسيقى والغناء يصنّفون الفنانين ويمنعون الصعود على مَن يفتقر إلى الموهبة. وكان المطربون ينشدون أشعاراً وقصائد عصماء.
نيسان ـ نشر في 2023/06/14 الساعة 00:00