لا تتركوا أساتذة الجامعات وحدهم في مواجهة أسنان رأس المال الشرهة
نيسان ـ نشر في 2023/06/16 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات..
ينخرط بعض من أساتذة الجامعات الخاصة في حرب "لينة" حتى اللحظة، مع أصحاب رؤوس أموال جشعة يريدون خفض رواتبهم بنحو 17% .
الخطير أن الحرب تدور رحاها فيما يغمض المجتمع عيونه، وكأنها لا تعينه من قريب أو بعيد، ولا انعكاسات لها على مستقبل أجيال قادمة.
لقد قسمونا شعوباً وقبائل، وصارت معاركنا مفصلة تفصيلاً، كل حسب جيبه، وصرنا نكتفي بالفرجة من بعيد، وقد لا نكلف أنفسنا مجرد السؤال .
بالنسبة للأساتذة فإن المسألة وإن بدت في ظاهرها حقوقاً، ورواتب ومعاشات شهرية، لكنها تنطوي في جوهرها على دروس "عن بعد" للمجتمع بأكمله، دروس يريد صانعوها من الأساتذة ان يقولوا للناس :" لا تتنازلوا عن حقوقكم، ودافعوا عنها بأسنانكم.
معركة الأساتذة ليست سهلة، فهم بلا شك ليسوا على قلب رجل واحد، وهنا تكمن الخطورة، إذ يسعى رأس المال لفكفكة "طليعة" المحاربين، عبر دس "مخاوفه" حول استمرارية الجامعة، واحتمالية تعثر دفع الرواتب نتيجة ضعف المدخلات الأكاديمة.
تلك مخاوف نسمعها من التجار الاكاديميين كل يوم، لكن التخوفات الحقيقية هي في قدرة الجامعة على استقطاب أساتذة أكفاء متفرغين لرسالتهم العلمية، ومؤمنين بدورهم في تطوير المجتمعات وتحصينها، وقادرين على بناء ترسانة توعوعية أكاديمية تمكن المجتمع من تطوير ذاته.
نستطيع أن نفرد الكثير من الملاحظات على البيئات العلمية وقد غدت مرتعاً للجهلة والأميين من حملة الشهادات العلمية، ونستطيع تعداد سوءات المخرجات العلمية أيضاً، بعد أن صارت الرسالة العلمية ضرباً من ضروب الزينة والمفاخرة الاجتماعية.
ندرك أن المستوى التعليمي في بعض جامعاتنا واصل انحداره لسنوات طويلة، في الأثناء ظل رأس المال يراكم أرباحه ويشيع مخاوفه، فيما يطبطب على كتفه صاحب القرار، بعد ان تشكلت "علاقة غير شرعية" بين قطبي المعادلة، دفع ثمنها الطالب والمجتمع.
اليوم، نحن أمام اختبار حقيقي عنوانه "كرامة الأساتذة ومعاشاتهم" يخوضها أساتذة جامعيون بالإنانة عنا، وعن ما تبقى من علم وشيء من أحلام في رؤوس أبنائنا.
إذا نجح رأس المال بحربه، وكسر إرادة الأساتذة فلا تنتظروا بعد اليوم أن يتخرج أحد من الجامعة وبحوزته قليل من العلم، فحتما سيكون المدرس منشغلاً بقوت أبنائه وبكلف وفواتير حياته.
اشغلوا المدرسين في البحوث العلمية، اشغلوهم في تطوير مهارات الطلاب وأدواتهم المعرفية، فان انهماكهم بالمعاش وتحسين مداخليهم سيدق أخر مسمار من فقر أكاديمي وأخلاقي في جدارية المجتمع .
ينخرط بعض من أساتذة الجامعات الخاصة في حرب "لينة" حتى اللحظة، مع أصحاب رؤوس أموال جشعة يريدون خفض رواتبهم بنحو 17% .
الخطير أن الحرب تدور رحاها فيما يغمض المجتمع عيونه، وكأنها لا تعينه من قريب أو بعيد، ولا انعكاسات لها على مستقبل أجيال قادمة.
لقد قسمونا شعوباً وقبائل، وصارت معاركنا مفصلة تفصيلاً، كل حسب جيبه، وصرنا نكتفي بالفرجة من بعيد، وقد لا نكلف أنفسنا مجرد السؤال .
بالنسبة للأساتذة فإن المسألة وإن بدت في ظاهرها حقوقاً، ورواتب ومعاشات شهرية، لكنها تنطوي في جوهرها على دروس "عن بعد" للمجتمع بأكمله، دروس يريد صانعوها من الأساتذة ان يقولوا للناس :" لا تتنازلوا عن حقوقكم، ودافعوا عنها بأسنانكم.
معركة الأساتذة ليست سهلة، فهم بلا شك ليسوا على قلب رجل واحد، وهنا تكمن الخطورة، إذ يسعى رأس المال لفكفكة "طليعة" المحاربين، عبر دس "مخاوفه" حول استمرارية الجامعة، واحتمالية تعثر دفع الرواتب نتيجة ضعف المدخلات الأكاديمة.
تلك مخاوف نسمعها من التجار الاكاديميين كل يوم، لكن التخوفات الحقيقية هي في قدرة الجامعة على استقطاب أساتذة أكفاء متفرغين لرسالتهم العلمية، ومؤمنين بدورهم في تطوير المجتمعات وتحصينها، وقادرين على بناء ترسانة توعوعية أكاديمية تمكن المجتمع من تطوير ذاته.
نستطيع أن نفرد الكثير من الملاحظات على البيئات العلمية وقد غدت مرتعاً للجهلة والأميين من حملة الشهادات العلمية، ونستطيع تعداد سوءات المخرجات العلمية أيضاً، بعد أن صارت الرسالة العلمية ضرباً من ضروب الزينة والمفاخرة الاجتماعية.
ندرك أن المستوى التعليمي في بعض جامعاتنا واصل انحداره لسنوات طويلة، في الأثناء ظل رأس المال يراكم أرباحه ويشيع مخاوفه، فيما يطبطب على كتفه صاحب القرار، بعد ان تشكلت "علاقة غير شرعية" بين قطبي المعادلة، دفع ثمنها الطالب والمجتمع.
اليوم، نحن أمام اختبار حقيقي عنوانه "كرامة الأساتذة ومعاشاتهم" يخوضها أساتذة جامعيون بالإنانة عنا، وعن ما تبقى من علم وشيء من أحلام في رؤوس أبنائنا.
إذا نجح رأس المال بحربه، وكسر إرادة الأساتذة فلا تنتظروا بعد اليوم أن يتخرج أحد من الجامعة وبحوزته قليل من العلم، فحتما سيكون المدرس منشغلاً بقوت أبنائه وبكلف وفواتير حياته.
اشغلوا المدرسين في البحوث العلمية، اشغلوهم في تطوير مهارات الطلاب وأدواتهم المعرفية، فان انهماكهم بالمعاش وتحسين مداخليهم سيدق أخر مسمار من فقر أكاديمي وأخلاقي في جدارية المجتمع .
نيسان ـ نشر في 2023/06/16 الساعة 00:00