عن الفائض الحزبي الأردني

د. فايز الهروط
نيسان ـ نشر في 2023/06/18 الساعة 00:00
هل نحن أردنيون حقا؟ هل نحن صدى لصوت ما أم اننا أصحاب فعل ينبع من حاجاتنا و تطلعاتنا ؟ وهل نحن شبح يبحث عن جسم يسكن فيه ام ان لدينا الفهم و القدرة و امتلاك زمام المبادرة للتغيير نحو ما هو أفضل؟
هل تغير الإصلاحات السياسية شيئا و قوانينها التي ما زالت تتملس طريقا يكاد يكون ضبابيا حينا ومعتما احيانا؟
أعلم اننا في الاردن كل (مايجب) ان يقال قد قيل، وان كل ما (لا يجب) ان يقال قد قيل أيضا.
واعلم ان التغني باردوغان وصل حد العراك مع ان الرجل لم يخدم سوى وطنه و شعبه، وان القدس لن يحررها الا الولي الفقيه و ان أقواله تستوجب التصديق و الاتباع.
ما زلنا نضع صورة الشهيد صدام حسين ونتمثل به( قولا) مع ان الرجل القى وديعته ومضى (ساوا اللي عليه) وكانت وديعته للعراق و فلسطين و الامة.
تشي غيفارا وغيره من المناضلين الامميين الذين خدموا اوطانهم و شعوبهم و دفعوا النفس و النفيس حبا و طوعا، ما زلنا نتمثل بهم( قولا ) بدليل اننا نحن حاملي الشعارات لم نغير ولم نتغير؛ فجاء الرد على كثير من هذه الشعارات التي تكاد تخلو من مضامينها بإنشاء أحزاب تدعي( الوطنية) بل تزاود على الآخرين باساليب مختلفة بأنها اكثر وطنية.
بمجرد ان أعلن قانون الاحزاب والانتخابات انتشرت هذة الاحزاب انتشار الفطر بعد صوت الرعد.
ما نود سؤاله لبعض المؤسسين و كثير من المنتسبين هو التالي :
هل هناك رؤية فكرية علمية تؤمنون بما انتم مقبلون عليه؟ وهل علم الحزبي بأنه يجب عليه ان يكون قدوة في الأخلاق الخاصة والعامة و نموذجا في العطاء والتضحية من أجل إنجاح الفكرة وان يبقى الاردن قويا منيعا؟ وان يكون أول من يضحي واخر من يستفيد وان يكون جسرا لكل المعذبين و أصحاب الحاجات وانه جاء للبناء لا للمنافع والمصالح الشخصية.
اذا كان كذلك فهو سنديانة وطن ونخلة كلما طال الزمان تجذرت وعانقت شواشيها السماء و اعطث أطيب الثمر .
عدا ذلك هو فطر نما على صوت رعد حتى إذا جاءت شمس حارقة تبخرت وانتهت سريعا.
من السهل صنع حالة عاطفية والتجييش لها لكنها لا تستمر مثل حالة فكرية جرى إعمال العقل لها لتكون متغيرة علميا بما يواكب من تغيرات وتحديات وجرى تأمل الذات والموضوع و استشراف المستقبل الامة وأماله، فالفعل الوطني ليس طفرة بل هو فعل منتم متنام.
حمى الله الاردن
    نيسان ـ نشر في 2023/06/18 الساعة 00:00