انتبه .. الشارع مكتظ
نيسان ـ نشر في 2023/07/09 الساعة 00:00
في غمرة الازدحام الذي تشهده الطرق الداخلية في عمان والخارجية في محيطها تصبح الإشارات الإرشادية وحتى الضوئية عديمة التأثير وقد نحتاج إلى إشارة او إشارات تهيئنا إلى رحلة سلحفائية تعترضها الكثير من المخاطر والاستفزازات والمنغصات التي لم نتوقعها او نفكر في التحضير لها.
صحيح ان اعداد المركبات المرخص لها في الاردن قد قارب المليونين مركبة وصحيح ان اطوال الطرق في العاصمة لا يزال في حدود ال٨٠٠٠ كم . ولا اظن ان احدا ينكر ان هذا العدد يزيد عشرين مرة عن عدد المركبات المرخصة في مطلع السبعينيات.
منذ يومين كان لي شرف الالتقاء باللواء احمد أبو السعود المتقاعد من الامن العام منذ ما يزيد على ثلاثين عاما.
كان لقائي في الباشا الذي التحق في جهاز الامن العام نهاية الخمسينيات من القرن الماضي في دورة ضمت كوكبة من الرجال الذين قادوا الأجهزة الأمنية في البلاد وتركوا بصمات دامغة على المواقع التي حلوا فيها.
في تلك الحقبة كان غالب الضمور وعبدالوهاب النوايسة وعوض نصير ونعمان مطر ورمضان صلاح وعبدالعزيز المجالي حراسا للامن يبعث حضورهم على الطمأنينة.
وخلال اللقاء القصيرة الدافئ مع الباشا ابو السعود عادت بي الذاكرة الى نهاية السبعينيات ومنتصف الثمانينيات تلك السنوات المليئة بالزهو والعطاء والايمان بمكانة ومستقبل الإنسان.
نعم، لقد كان احمد ابو السعود واحدا من اهم رجالات الامن الذين تخصصوا في المجال المروري وتابعوا صنوف العلم وجلب الخبرة الدولية كان من الذين ابتدعوا مفاتيح التدريب للأفراد والضباط ممن احترفوا أعمال الترخيص والتخطيط المروري وضبط وتنظيم الحركة المرورية في شوارعنا المؤنسة رغم ضيقها .
في الامن العام الاردني كان المرور تخصصا مهما وميدان احتراف يدخله البعض في بواكير عملهم ولا يبرحوا مجالات الخدمة المرورية إلى بانتهاء خدماتهم
إلى جانب شيخ التنظيم والادارة المرحوم اللواء محمد علي الأمين كان احمد ابو السعود احد أبرز من ارتبطت أسماؤهم بالمرور و اعطوا لهذا الميدان سمعة حسنة واسسوا لاخلاقيات العمل المهني الجاد.
كان احمد ابو السعود يدرب ويخطط ويشارك في اختار الكفاءات التي أسفرت عن احتراف العشرات من خيرة الرجال حيث كان من بينهم المرحومين محمد الفارع وحسني علاءالدين وعشرات الضباط الميدانيين من امثال مصطفى نورالدين ومصطفى فريحات وحسين شحادة واكثم الكلوب وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم.
في تلك الأيام كان هزاع الذنيبات ينظم المرور على التقاطعات الأكثر ازدحاما يؤدي عمله بحب وينقل عدوى الإنجاز الاحترافي إلى كل من يراه.
مع كل المودة والاحترام لزملاء المهنة ممن يديرون قطاع المرور اليوم ومع ادراكنا للفوارق في اعداد المركبات بين الامس واليوم وحجم الامكانات المتوفرة لأجهزة اليوم مقارنة بأجهزة تلك الأيام الا ان الاوضاع قد تغيرت كثيرا وبشكل يستدعي القيام باجراءات وتدخلات تفضي إلى حلول مختلفة.
خلال الأسابيع القليلة الماضية لاحظت العديد من الممارسات المرورية التي تستوجب الانتباه . لا استطيع ان احصي عدد المرات التي تاخرت فيها على مواعيد كنت قد جهزت نفسي للوصول قبل الوقت المحدد دون فائدة فالحركة المرورية في عمان لم تعد كما كانت وليس بوسع اي واحد منا ان يتنبأ بالوقت الذي يحتاجه لقطع المسافة بين نقطتين .
نعتقد ان المرور قد يكون افضل في ايام الجمعة والسبت من كل أسبوع لكن ذلك لا يحصل دائما ففي بعض الاوقات تمتلي الطرقات بكل انواع السيارات والحافلات لدرجة تشعرك وكأن كافة السكان تركوا بيوتهم ليشاركوا في جولات لا مقاصد لها .
الرحلات التي يمكن ان ناخذها من مكان إلى آخر هذه الايام مضنية فالقيادة متهورة والشوارع مكتظة واخلاقيات السواقين متفاوتة . بعض الشباب ينظر إلى المركبة التي يقودها كعربة مجنزرة يمكن ان يدوس بجنازيرها كل من يعترضه. والبعض قد يعاقبك بأن يسير بين مسربين ليعيق كل من هم على الطريق.
في شوارعنا الكثير من الأخطار على كل مستخدم للطريق. قليلة هي الشوارع التي تبين المسارب ومن غير المستبعد ان تصادف في اكثر الشوارع استعمالا حفرة عميقة تهز أوصال المركبة او تتسبب في اضرار آنية لك وللالية التي تستخدم الطريق.
على مداخل الجسور والتقاطعات يوجد شرطة مرور قد يوقفوك لعشرة دقائق او اكثر على الرغم من ان السير قد ينساب على الطريق الرئيسي... البعض ينتظر ان يأتيه الأمر من المشرف على الموقع والبعض قد يهمك في مكالمة هاتفية تاخذ بعض الوقت.
لقد تعلمنا من اساتذتنا الذين درسونا في منتصف السبعينيات ان للمرور عناصر يأتي في مقدمتها الإنسان سواء كان سائقا ام راجلا وتتظافر مع عناصر المركبة والطريق لتشكيل بيئة مرورية أمنة .
المؤسف اننا نسارع إلى وضع مطبات لخلق عوائق أمام السائقين ونحد من كفاءة الطريق وندمر المركبات وننصب كمائن لمخالفة السائقين بدلا من مراقبة ورصد المخالفات المتحركة بصفتها الاخطر على حياة الافراد وسلامة المستخدمين.
اتمنى للجميع قيادة آمنة ورحلات سعيدة في أجواء خالية من الاستفزاز وعديمة المخالفات ومنزوعة التوتر.
صحيح ان اعداد المركبات المرخص لها في الاردن قد قارب المليونين مركبة وصحيح ان اطوال الطرق في العاصمة لا يزال في حدود ال٨٠٠٠ كم . ولا اظن ان احدا ينكر ان هذا العدد يزيد عشرين مرة عن عدد المركبات المرخصة في مطلع السبعينيات.
منذ يومين كان لي شرف الالتقاء باللواء احمد أبو السعود المتقاعد من الامن العام منذ ما يزيد على ثلاثين عاما.
كان لقائي في الباشا الذي التحق في جهاز الامن العام نهاية الخمسينيات من القرن الماضي في دورة ضمت كوكبة من الرجال الذين قادوا الأجهزة الأمنية في البلاد وتركوا بصمات دامغة على المواقع التي حلوا فيها.
في تلك الحقبة كان غالب الضمور وعبدالوهاب النوايسة وعوض نصير ونعمان مطر ورمضان صلاح وعبدالعزيز المجالي حراسا للامن يبعث حضورهم على الطمأنينة.
وخلال اللقاء القصيرة الدافئ مع الباشا ابو السعود عادت بي الذاكرة الى نهاية السبعينيات ومنتصف الثمانينيات تلك السنوات المليئة بالزهو والعطاء والايمان بمكانة ومستقبل الإنسان.
نعم، لقد كان احمد ابو السعود واحدا من اهم رجالات الامن الذين تخصصوا في المجال المروري وتابعوا صنوف العلم وجلب الخبرة الدولية كان من الذين ابتدعوا مفاتيح التدريب للأفراد والضباط ممن احترفوا أعمال الترخيص والتخطيط المروري وضبط وتنظيم الحركة المرورية في شوارعنا المؤنسة رغم ضيقها .
في الامن العام الاردني كان المرور تخصصا مهما وميدان احتراف يدخله البعض في بواكير عملهم ولا يبرحوا مجالات الخدمة المرورية إلى بانتهاء خدماتهم
إلى جانب شيخ التنظيم والادارة المرحوم اللواء محمد علي الأمين كان احمد ابو السعود احد أبرز من ارتبطت أسماؤهم بالمرور و اعطوا لهذا الميدان سمعة حسنة واسسوا لاخلاقيات العمل المهني الجاد.
كان احمد ابو السعود يدرب ويخطط ويشارك في اختار الكفاءات التي أسفرت عن احتراف العشرات من خيرة الرجال حيث كان من بينهم المرحومين محمد الفارع وحسني علاءالدين وعشرات الضباط الميدانيين من امثال مصطفى نورالدين ومصطفى فريحات وحسين شحادة واكثم الكلوب وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم.
في تلك الأيام كان هزاع الذنيبات ينظم المرور على التقاطعات الأكثر ازدحاما يؤدي عمله بحب وينقل عدوى الإنجاز الاحترافي إلى كل من يراه.
مع كل المودة والاحترام لزملاء المهنة ممن يديرون قطاع المرور اليوم ومع ادراكنا للفوارق في اعداد المركبات بين الامس واليوم وحجم الامكانات المتوفرة لأجهزة اليوم مقارنة بأجهزة تلك الأيام الا ان الاوضاع قد تغيرت كثيرا وبشكل يستدعي القيام باجراءات وتدخلات تفضي إلى حلول مختلفة.
خلال الأسابيع القليلة الماضية لاحظت العديد من الممارسات المرورية التي تستوجب الانتباه . لا استطيع ان احصي عدد المرات التي تاخرت فيها على مواعيد كنت قد جهزت نفسي للوصول قبل الوقت المحدد دون فائدة فالحركة المرورية في عمان لم تعد كما كانت وليس بوسع اي واحد منا ان يتنبأ بالوقت الذي يحتاجه لقطع المسافة بين نقطتين .
نعتقد ان المرور قد يكون افضل في ايام الجمعة والسبت من كل أسبوع لكن ذلك لا يحصل دائما ففي بعض الاوقات تمتلي الطرقات بكل انواع السيارات والحافلات لدرجة تشعرك وكأن كافة السكان تركوا بيوتهم ليشاركوا في جولات لا مقاصد لها .
الرحلات التي يمكن ان ناخذها من مكان إلى آخر هذه الايام مضنية فالقيادة متهورة والشوارع مكتظة واخلاقيات السواقين متفاوتة . بعض الشباب ينظر إلى المركبة التي يقودها كعربة مجنزرة يمكن ان يدوس بجنازيرها كل من يعترضه. والبعض قد يعاقبك بأن يسير بين مسربين ليعيق كل من هم على الطريق.
في شوارعنا الكثير من الأخطار على كل مستخدم للطريق. قليلة هي الشوارع التي تبين المسارب ومن غير المستبعد ان تصادف في اكثر الشوارع استعمالا حفرة عميقة تهز أوصال المركبة او تتسبب في اضرار آنية لك وللالية التي تستخدم الطريق.
على مداخل الجسور والتقاطعات يوجد شرطة مرور قد يوقفوك لعشرة دقائق او اكثر على الرغم من ان السير قد ينساب على الطريق الرئيسي... البعض ينتظر ان يأتيه الأمر من المشرف على الموقع والبعض قد يهمك في مكالمة هاتفية تاخذ بعض الوقت.
لقد تعلمنا من اساتذتنا الذين درسونا في منتصف السبعينيات ان للمرور عناصر يأتي في مقدمتها الإنسان سواء كان سائقا ام راجلا وتتظافر مع عناصر المركبة والطريق لتشكيل بيئة مرورية أمنة .
المؤسف اننا نسارع إلى وضع مطبات لخلق عوائق أمام السائقين ونحد من كفاءة الطريق وندمر المركبات وننصب كمائن لمخالفة السائقين بدلا من مراقبة ورصد المخالفات المتحركة بصفتها الاخطر على حياة الافراد وسلامة المستخدمين.
اتمنى للجميع قيادة آمنة ورحلات سعيدة في أجواء خالية من الاستفزاز وعديمة المخالفات ومنزوعة التوتر.
نيسان ـ نشر في 2023/07/09 الساعة 00:00