شامتون على مواقع التواصل
نيسان ـ نشر في 2023/07/24 الساعة 00:00
إذا نشرت نشاطك مهما كان نوعه وأنت تنظر إلى جمهورك الذي تنتمي إليه على أنهم "شامتون" دون مبرر للشماتة، أو ينتظرون أي هفوة "فيس بوكية" لك ليمارسوا شماتتهم، وأنت بالمقابل لابد لك من أن تعكر مزاجهم بالظهور في هواتفهم بحركة وشكل تظن "وحدك" أنه يغيظهم، وتترجم كل ما تعانيه من أوهام إلى منشور يجعل خوارزميات مواقع التواصل تخاطبهم على لسان "مارك" بقول المتنبي:
وتجلدي للشامتين أريهمُ/ أني لريب الدهر لا(أتزعزع)...!!
هي (أتضعضع)، لكن "مارك" نطقها هكذا لعجمته.
مظاهر تعاملك مع الناس على أنهم شامتون وأنت ترد عليهم، تتمثل في: اظهار الفرح المبالغ فيه.. تضخيم الذات حتى تملأ الافق،
مع أن الأمر في نظر المتابع السوي، لا يتعدى حالة تتكرر لكل الناس يومياً، فالكل يذهب إلى عمله والى مدرسته ويأكل ويشرب ويمارس نشاطاته المعتادة، وهناك من يلبس لباس الوظيفة، يمازح زملاءه أو يظهر نفسيته المتعبة لهم، إلا أن الإنسان الذي يعاني من النرجسية يضخم ما هو فيه لعدم إحساسه بالآخر.. فهو لا يرى إلا نفسه، وكأنه يسير وأمامه مرآة لا تريه إلا نفسه، ويشعر أن الحياة تدب في قلبه هو "وحده" دون العالمين، وأن ما هو فيه لن يتكرر على مدى عمر البشرية وأنه ينشر ذلك ليغيظ الشامتين المتخيلين، ويتخيل كل هذا وهو في قوقعته متجاهلاً أن الناس حوله يرأفون بحاله، ويتساءلون كيف لو انقلبت القوقعة ولم يستطع إعادتها إلى وضعها الصحيح؟!!.
العاقل يضع نفسه مكان الآخرين، وينظر لصورته التي تبهره بعيون الآخرين وليس بعينه، إن فعل ذلك فسيموت الانبهار من قلبه وسيراها عادية، لأن صورتك في عينك ما هي إلا شعورك الجامح بالفخر بشكلك،
أما صورتك في سيارتك أو في عملك فأنت مثل الملايين والآلاف من معارفك يركبون السيارات، ولهم أعمال مهما تواضعت فهي مهمة للشخص وللبلد، وكل شخص في موقعه مهم وكبير.. وكما قال أجدادنا:(الحجر في مكانه قنطار).
إذا أردت أن يشاركك الناس فرحتك فاجعلها عادية لا تتعدى حدود المعقول، أما إذا جمحت فرحتك بشكل مبالغ فيه فأنت تخاطب الشامتين المحتملين، وتعامل الجميع، من يفرح ومن يغتم لفرحك على أنهم شامتون!! وأنت الآن تنتقم منهم وترش الملح في عيون الجميع حسب شعورك.. ولا ينفع عندها تعبير (مقصودة)..
صورتك شكلك ملابسك عقلك فكرك اخلعها جميعا وانظر لها بعين الموضوعية، حاول أن تنظر لنفسك بعين الآخر، حتى تسلم من نزق الشخصية، وتعامل الناس بموضوعية.. وإذا غلب على ظنك أن الناس شامتون، وأنت بنشرك أي شيء إنما تعاقبهم على شماتتهم، فأعد النظر في سلوكك وعالج نفسك فستجد انه وهم يسكنك وعليك التخلص منه..
وتجلدي للشامتين أريهمُ/ أني لريب الدهر لا(أتزعزع)...!!
هي (أتضعضع)، لكن "مارك" نطقها هكذا لعجمته.
مظاهر تعاملك مع الناس على أنهم شامتون وأنت ترد عليهم، تتمثل في: اظهار الفرح المبالغ فيه.. تضخيم الذات حتى تملأ الافق،
مع أن الأمر في نظر المتابع السوي، لا يتعدى حالة تتكرر لكل الناس يومياً، فالكل يذهب إلى عمله والى مدرسته ويأكل ويشرب ويمارس نشاطاته المعتادة، وهناك من يلبس لباس الوظيفة، يمازح زملاءه أو يظهر نفسيته المتعبة لهم، إلا أن الإنسان الذي يعاني من النرجسية يضخم ما هو فيه لعدم إحساسه بالآخر.. فهو لا يرى إلا نفسه، وكأنه يسير وأمامه مرآة لا تريه إلا نفسه، ويشعر أن الحياة تدب في قلبه هو "وحده" دون العالمين، وأن ما هو فيه لن يتكرر على مدى عمر البشرية وأنه ينشر ذلك ليغيظ الشامتين المتخيلين، ويتخيل كل هذا وهو في قوقعته متجاهلاً أن الناس حوله يرأفون بحاله، ويتساءلون كيف لو انقلبت القوقعة ولم يستطع إعادتها إلى وضعها الصحيح؟!!.
العاقل يضع نفسه مكان الآخرين، وينظر لصورته التي تبهره بعيون الآخرين وليس بعينه، إن فعل ذلك فسيموت الانبهار من قلبه وسيراها عادية، لأن صورتك في عينك ما هي إلا شعورك الجامح بالفخر بشكلك،
أما صورتك في سيارتك أو في عملك فأنت مثل الملايين والآلاف من معارفك يركبون السيارات، ولهم أعمال مهما تواضعت فهي مهمة للشخص وللبلد، وكل شخص في موقعه مهم وكبير.. وكما قال أجدادنا:(الحجر في مكانه قنطار).
إذا أردت أن يشاركك الناس فرحتك فاجعلها عادية لا تتعدى حدود المعقول، أما إذا جمحت فرحتك بشكل مبالغ فيه فأنت تخاطب الشامتين المحتملين، وتعامل الجميع، من يفرح ومن يغتم لفرحك على أنهم شامتون!! وأنت الآن تنتقم منهم وترش الملح في عيون الجميع حسب شعورك.. ولا ينفع عندها تعبير (مقصودة)..
صورتك شكلك ملابسك عقلك فكرك اخلعها جميعا وانظر لها بعين الموضوعية، حاول أن تنظر لنفسك بعين الآخر، حتى تسلم من نزق الشخصية، وتعامل الناس بموضوعية.. وإذا غلب على ظنك أن الناس شامتون، وأنت بنشرك أي شيء إنما تعاقبهم على شماتتهم، فأعد النظر في سلوكك وعالج نفسك فستجد انه وهم يسكنك وعليك التخلص منه..
نيسان ـ نشر في 2023/07/24 الساعة 00:00