ندوة بمنتدى الفكر العربي تناقش كتاب (أغصان الكرمة : المسيحيّون العرب)
نيسان ـ نشر في 2015/11/02 الساعة 00:00
اجمع مشاركون في ندوة اشهار ومناقشة كتاب "أغصان الكرمة : المسيحيّون العرب" لمؤلفه عبد الحسين شعبان ، ان الحروب والنزاعات الاهلية والاوضاع الاقتصادية وغياب العدالة الاجتماعية، اسباب دفعت بالمسيحيين العرب لمغادرة اوطانهم.
وحث المشاركون في الندوة ، التي اقامها مساء الأحد ، منتدى الفكر العربيّ بالتعاون مع المعهد الملكي للدراسات الدينية والجمعية الأردنية للعلوم والثقافة، على تبني مفهوم الهوية العربية كأساس للانطلاق والنهوض العربي وتحريره من كل التناحرات والمناكفات الذهنية، التي تمايز بين العرب على اساس ديني مذهبي او طائفي.
ودعوا في الندوة التي رعاها سمو الامير الحسن بن طلال، الى عصرنة قيم الاسلام العظيمة وتوقيره للمسيحية ونبيها عليه السلام، وروادها الاوائل باعتبارهم جزءا اصيلا من كل عربي متكامل.
وقال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة المهندس سمير الحباشنة، ان المطلوب اليوم هو تقديم خطاب حداثي ينطلق من طبيعة العرب التاريخية لإعادة لملمة الجسد العربي المتشظي، مؤكدا ان حضارتنا لم تفهم العروبة على اساس عرقي.
واضاف، ان كتاب اغصان الكرمة، يدعونا للخروج من الاطارات النخبوية لنشرح للعرب حقيقتهم الازلية، ونخلص الاسلام مما علق به من خزعبلات وبدع، تمكنت من ثقافتنا في عصور الظلام، معتبرا ان تلك البدع غطت على جوهر الاسلام السمح الذي يعترف بحق الاخر بالاختلاف.
وقال الوزير الاسبق جريس سماوي ان اهمية الكتاب تبرز في شجاعة مؤلفه العلمية وموقفه الاخلاقي ودحضه لمقتضيات الكراهية والانشقاق والظلامية خصوصا ما يتعلق بتلك المكونات الاصيلة في مجتمعاتنا العربية ومنهم العرب المسيحيون.
واعتبر ان اشارة المؤلف لهجرة المسيحيين المتزايدة، ينبغي ان تجيب على عديد الاسئلة المتعلقة بالمساواة وعدم التمييز، مؤكدا ان المسؤولية فيما سبق هي بالدرجة الاولى مسؤولية اسلامية عربية تقع على عاتق اصحباب الدولة العصرية.
ورفض سماوي مصطلح "التسامح" الذي اورده المؤلف في كتابه حول قضية التعايش، كمصطلح يقارن بين طرفين احدهما قوي والآخر ضعيف، معتبرا ان البديل عن هذا، هو العدل والمساواة في اطار سيادة القانون وتطبيق التشريعات التي تحرم وتجرم الطائفية.
واثنى الوزير الاسبق الدكتور منذر حدادين، على ما جاء في كتاب الدكتور شعبان، بأن المسيحيين العرب هم عرب قبل ان يكونوا مسيحيين، لا سيما وانهم لم يتكتلوا تاريخيا كمسيحيين بل كانت تكتلاتهم قبلية، مشيرا الى ان الحرب التي دارت بين داحس والغبراء كانت بين قبيلتين مسيحيتين.
واعتبر ان الكتاب يحوي ملاحظة غاية بالدقة، لمن يظن بأن العرب المسيحيين يميلون للغرب المسيحي، مشيرا الى تغافل البعض عن دور المسيحيين العرب في مواجهة الفرنجة حينما ارادوا اقامة مملكة الله في البلاد المقدسة مرتدين لبوس الدين للتغطية على مطامعهم الدنيوية.
وذكّر حدادين موق بموقف النبي محمد عليه السلام حينما خص المسيحيين في نجران وخارجها بقوله، "لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين".
واعتبر امين عام منتدى الفكر العربي الدكتور محمد ابو حمور ان الكتاب يعد صورة من الفكر الاصيل الذي تسعى اليه المؤسسات الفكرية بروح التجديد، داعيا الى ترسيخه ونشره بين النخب وقادة الرأي، بغية ايجاد حالة عامة من الادراك والوعي بمقاصده.
وقال ان المواجهة الفكرية لما نشهده اليوم من اضطرابات على الساحة العربية، هي في مقدمة الوسائل لإعادة تصحيح مسارات الامة نحو دورها المأمول ومكانتها المنتظرة.
واكد ابو حمور اهمية منهج الحكمة والعقلانية في ظلال الايمان الراسخ باعتباره سلاحا يفوق السلاح المادي.
من جهته اكد الدكتور شعبان مؤلف كتاب "أغصان الكرمة: المسيحيّون العرب" ان ثمة ستة عناصر للوحدة بين اقطار الوطن العربي، هي التنمية والتحرر السياسي والديمقراطية والانبعاث الحضاري، باستنهاض طاقات الامة، والعدالة الاجتماعية، مستبعدا جدوى أي حديث عن مشروع عربي جوهري في ظل حالة تخيم فيها اجواء الفقر والجهل، وغياب المواطنة.
وفي تعريجه على هجرة المسيحيين في الشرق، قال شعبان، انها بدأت بفلسطين قبل عام 1948، وبصورة منظمة، حين تناقص عددهم من اكثر من 20 بالمئة، الى ما نسبته 5ر1 بالمئة راهنا، مشيرا الى ان القدس وحدها كانت تحتض 50 الفا، لكنهم اليوم لا يزيدون فيها على 5 آلاف.
واشار الى ان ثمة تمييزا قانونيا لدى بعص البلدان العربية بحق المسيحيين وغياب المواطنة السليمة المتمثلة بعناصر اساسية كالحرية والمساواة والشراكة والعدالة الاجتماعية.
وارجع شعبان في كتابه اسباب هجرة المسيحيين العرب الى بروز المذهبية ودور الاعلام، واشتعال نار الطائفية في عديد البلدان العربية، مؤكدا ان للمشروعين الايراني والتركي دورا، في ظل غياب المشروع العربي النهضوي.
نيسان ـ نشر في 2015/11/02 الساعة 00:00