تغيير استراتيجيات المعارضة
نيسان ـ نشر في 2023/08/21 الساعة 00:00
قبل أن ترتكب جريمة ألكترونية، عليك أن تحيط بالمشهد السياسي، في منطقتك، وتعرف القوى التي تتحرك في محيط وداخل بلدك، وتحاول معرفة الطرق التي تجعل بلدك أفضل ويسير باتجاه يجعله يتخلص من سطوة الدول الكبرى.
إذا وصلت إلى هذا الوعي، فلن ترتكب جريمة رأي لأنك ستنتقد سياسات وليس أشخاصاً، وبدل أن تصب جام غضبك على مسؤول لا يستطيع مواجهة هذه القوى، تستنهض الشعب ليدعموا أي تحرك يُخرج البلد برمته من التبعية.. فربما الكثير ممن يستلمون سلطة(دعونا من العملاء) يتمنون من الشعب المعارضة بوعي ليعرفوا أين يكمن الخلل، وكيف لهم أن يصنعوا وعياً ثم تكتلات تستطيع أن تتولى قيادة البلاد وإيصالها إلى بر الأمان، عن طريق أحزاب واعية تستطيع الضغط على القوى العظمي التي تدعي الديموقراطية والحرية!، وتفرض حقها في تولي السلطة، وإنتاج سياسيين يقودون البلد نحو تخفيف هيمنة الدول الكبرى، أو تغييرها والتحالف مع طرف، (مرحلياً) يستطيع إعطاء البلد فرصاً أكبر في بناء دولة مستقلة، أو تتحالف مع قوى ليست شريرة، حتى يصلوا إلى الإستقلال السياسي التام..
ممارسة السياسة العبثية القائمة على تلقي الأخبار اليومية ومتابعة تصريحات وتحركات المسؤولين وتبدأ بانتقاد مغلف بالشتائم، وإثارة زوبعة دون إدراك الواقع السياسي الدولي، ثم هذه الأصوات التي تتوقع من المسؤول أن يُغير، وهي تعلم أن المسؤول ليس حراً، ولا يستطيع أن يفعل شيئاً، واستراتيجية المعارضة هذه، هي التي يومئ إليها الناشطون السياسيون بالمثل العربي "أشبعتهم سباً وأودوا بالإبل" الشهيرة، وهم يعنون في ذلك أن هدف التحرك الشعبي في الأصل هو الفوز بالإبل وليس إيجاع اللصوص بالسباب، وعليه يجب أن تكون تحركاتهم عملية تستهدف إعادة الإبل بلا رفع صوت ولا سُباب، والتحرك بين الشعاب(تخفي) للإطاحة بالعدو والفوز بالابل.
والعبثية الاكبر، هي أن الذين يعارضون في بلادنا بهذه الطريقة، استوردوا معارضتهم من الغرب، الذي هو نفسه صدّر لنا أسلوبه في حكم المستعمرات..، فالمعارضة في الغرب أو عند الشعوب التي لديها دول قائمة ومؤسسات راسخة وتتلقى حقوقها كاملة، ويصدف أن ينزعجوا من مسؤول، أو يثير حفيظتهم قانون، فينتقدون ويرفعون أصواتهم ويخرجون للشارع حتى يعيدوا الوضع إلى مساره الذي تعاقدوا مع الدولة عليه، أما الذي فقد كل شيء وجلس تحت الشمس يراقب من يتمتعون بخيراته، ثم ينشغل بالكلام والسُباب، وإذا سئل عن سبب انزعاجه، يقول هناك شخص ممن يديرون بيتي لحساب من استولى عليه يتصرف بطريقة مزعجة!!، ومن قال لك إن من يستولي على بيدر، ينشغل بالطريقة التي يحب صاحبه إدارته بها؟!..
وهذا طبعاً يختلف عن الذين يستثمرون المتاح لتوعية شعبهم، وتنبيههم لينهضوا، دون سباب وشتائم، لماذا لا نترك هذا النهج ونجمع اشتاتنا ونوعي الشباب ليدافعوا عن حقوقهم وحياتهم ضمن ما تطرحه الدولة من مشاركة وإن كانت ضعيفة..!
مخاطبة المسؤول والتعدي على شخصه صغر أو كبر، لن يفيد في شيء، والمسؤول في ذلك أحد شخصين، إما أنه يعمل لذاته وليس في وارده بلد ولا أمة ولا شعب، وإما أنه مجبور ومختطف ومخدوع وقع في شباك طمعه، ولا يستطيع أن يُظهر موقفه خوفاً من خسارة وضعه وتحول نعمته إلى نقمة يدفع هو ثمنها وحيداً، مقابل أن يقولوا عنه بطل، ثم يُنسى... وكذلك من يوجعه بالكلام، لا يقدم شيئاً ويقولون عنه كان بطلاً متهوراً.. ثم ينسى... وتستمر المسيرة..
إذا وصلت إلى هذا الوعي، فلن ترتكب جريمة رأي لأنك ستنتقد سياسات وليس أشخاصاً، وبدل أن تصب جام غضبك على مسؤول لا يستطيع مواجهة هذه القوى، تستنهض الشعب ليدعموا أي تحرك يُخرج البلد برمته من التبعية.. فربما الكثير ممن يستلمون سلطة(دعونا من العملاء) يتمنون من الشعب المعارضة بوعي ليعرفوا أين يكمن الخلل، وكيف لهم أن يصنعوا وعياً ثم تكتلات تستطيع أن تتولى قيادة البلاد وإيصالها إلى بر الأمان، عن طريق أحزاب واعية تستطيع الضغط على القوى العظمي التي تدعي الديموقراطية والحرية!، وتفرض حقها في تولي السلطة، وإنتاج سياسيين يقودون البلد نحو تخفيف هيمنة الدول الكبرى، أو تغييرها والتحالف مع طرف، (مرحلياً) يستطيع إعطاء البلد فرصاً أكبر في بناء دولة مستقلة، أو تتحالف مع قوى ليست شريرة، حتى يصلوا إلى الإستقلال السياسي التام..
ممارسة السياسة العبثية القائمة على تلقي الأخبار اليومية ومتابعة تصريحات وتحركات المسؤولين وتبدأ بانتقاد مغلف بالشتائم، وإثارة زوبعة دون إدراك الواقع السياسي الدولي، ثم هذه الأصوات التي تتوقع من المسؤول أن يُغير، وهي تعلم أن المسؤول ليس حراً، ولا يستطيع أن يفعل شيئاً، واستراتيجية المعارضة هذه، هي التي يومئ إليها الناشطون السياسيون بالمثل العربي "أشبعتهم سباً وأودوا بالإبل" الشهيرة، وهم يعنون في ذلك أن هدف التحرك الشعبي في الأصل هو الفوز بالإبل وليس إيجاع اللصوص بالسباب، وعليه يجب أن تكون تحركاتهم عملية تستهدف إعادة الإبل بلا رفع صوت ولا سُباب، والتحرك بين الشعاب(تخفي) للإطاحة بالعدو والفوز بالابل.
والعبثية الاكبر، هي أن الذين يعارضون في بلادنا بهذه الطريقة، استوردوا معارضتهم من الغرب، الذي هو نفسه صدّر لنا أسلوبه في حكم المستعمرات..، فالمعارضة في الغرب أو عند الشعوب التي لديها دول قائمة ومؤسسات راسخة وتتلقى حقوقها كاملة، ويصدف أن ينزعجوا من مسؤول، أو يثير حفيظتهم قانون، فينتقدون ويرفعون أصواتهم ويخرجون للشارع حتى يعيدوا الوضع إلى مساره الذي تعاقدوا مع الدولة عليه، أما الذي فقد كل شيء وجلس تحت الشمس يراقب من يتمتعون بخيراته، ثم ينشغل بالكلام والسُباب، وإذا سئل عن سبب انزعاجه، يقول هناك شخص ممن يديرون بيتي لحساب من استولى عليه يتصرف بطريقة مزعجة!!، ومن قال لك إن من يستولي على بيدر، ينشغل بالطريقة التي يحب صاحبه إدارته بها؟!..
وهذا طبعاً يختلف عن الذين يستثمرون المتاح لتوعية شعبهم، وتنبيههم لينهضوا، دون سباب وشتائم، لماذا لا نترك هذا النهج ونجمع اشتاتنا ونوعي الشباب ليدافعوا عن حقوقهم وحياتهم ضمن ما تطرحه الدولة من مشاركة وإن كانت ضعيفة..!
مخاطبة المسؤول والتعدي على شخصه صغر أو كبر، لن يفيد في شيء، والمسؤول في ذلك أحد شخصين، إما أنه يعمل لذاته وليس في وارده بلد ولا أمة ولا شعب، وإما أنه مجبور ومختطف ومخدوع وقع في شباك طمعه، ولا يستطيع أن يُظهر موقفه خوفاً من خسارة وضعه وتحول نعمته إلى نقمة يدفع هو ثمنها وحيداً، مقابل أن يقولوا عنه بطل، ثم يُنسى... وكذلك من يوجعه بالكلام، لا يقدم شيئاً ويقولون عنه كان بطلاً متهوراً.. ثم ينسى... وتستمر المسيرة..
نيسان ـ نشر في 2023/08/21 الساعة 00:00