الشعب التركي يستعيد وعيه ؟
نيسان ـ نشر في 2015/11/03 الساعة 00:00
خلال زيارة قمت بها لتركيا في الشهر الماضي كنت أتجول مع أحد الأصدقاء وكلما مررنا بإنجاز من الانجازات الهائلة التي حققها حزب العدالة والتنمية خلال سنوات حكمه في تركيا من العام 2002 وحتى الآن يقول لي : ألم يفقد الشعب التركي وعيه وعقله حينما تحققت له هذه الانجازات خلال هذه السنوات القصيرة علي يد العدالة والتنمية ثم يذهب ويصوت لأحزاب إما عرفت بفسادها وعدم إنجازها أو عدم وجود أية مشروعات سياسية أو برامج اقتصادية لها ؟ .
ولم يكن صديقي وحده الذي يقول هذا الكلام بل كل الذين عرفوا تركيا قبل سنوات حكم العدالة والتنمية وما بعدها كانوا يقولون نفس الكلام ويتعجـبــون وكأن الجميع كان في شبه إجماع على أن الشعب الذي يسحب ثقته من حكومة حققت له خلال اثني عشر عاما ما عجزت كل الحكومات التركية أن تحققه منذ سقوط الخلاقة العثمانية رسميا عام 1924 يعتــبر شعبا قد فقد وعيه، لكن الفترة التي قضاها الشعب التركي بين الانتخابات الأولى التي جرت في 7 يونيـــو الماضي وانتخابات الأول من نوفمبر (أول أمس)، كانت كافية ليراجع نفسه ويستعيد وعيه مرة أخرى ويدرك أن كل المكاسب التي حقــقـها يمكن أن يطيح بها لو فكـــر في هذه المرحلة علي الأقل أن ينتخب حزبا آخر أو يتلاعب في نسبة التصويت كما حدث في انتخابات يونيو الماضي، لاشك أن هناك أخطاء ارتكبها حزب العدالة والتنمية في الإنتخابات الماضية سعى لتصحيحها في هذه الإنتخابات مثل الاصرار على عدم ترشيح كل من قضى ثلاث دورات برلمانية لافساح المجال للوجوه الجديدة وأعاد هذه المرة ترشيح ما يقرب من سبعين من قياداته ورموزه التي لم تدخل الانتخابات الماضية وتمكن هؤلاء بالفعل مع عوامل أخرى من تعديل الموازين واستعادة الحزب لأغلبيته التي يتمكن من خلالها أن يدير الدولة ويحقق مشروعاته وبرامجه سواء الداخلية أو الخارجية دون عوائق، إن انتخابات تركيا لم تجر في تركيا وحدها وإنما كانت كل عواصم العالم وكل الشعوب العربية والإسلامية تتابعها وتعيش أحداثها لحظة بلحظة لأن نتائجها سوف تنعكس على الجميع وليس على الشعب التركي وحده.
نيسان ـ نشر في 2015/11/03 الساعة 00:00