اسلامية المعرفة ليست اسلاما وليست معرفة
نيسان ـ نشر في 2023/08/31 الساعة 00:00
يمثل المعهد العالمي للفكر الإسلامي نموذجاً للمشاريع الإسلاموية العصرية التي استخدمت الحداثة وفرص الغرب وعطاياه وحظيت بدعم مالي كبير لتنشئ حالة محيرة، إن لم تكن مريبة، من صراع الحضارات والتميز الإسلامي الخالي من العلم والمعرفة والمعنى والجدوى لتؤول في المحصلة إلى الوهم الإسلاموي بلا عطاء معرفي أو علمي، ليس سوى الانعزال عن العالم مع الانتفاع بمزاياه وعطاياه ورفض آفاقه وفرصه المعرفية والعلمية، لم يكن في واقع الحال سوى شعوذة أنيقة حداثوية لم تنشئ معرفة إسلامية ولا معرفة معاصرة، ولم يُقدّم، برغم عشرات الملايين التي أنفقها، إضافة علمية أو معرفية تذكر، سواء إلى الثقافة الإسلامية نفسها أو إلى المعارف العلمية المتخصصة في سائر فروعها وحقولها. لم يكن هناك من فائدة تذكر لهذه الجماعات والمؤسسات سوى أنّها عزلت المثقفين الإسلاميين عن عالمهم وتخصصاتهم المعرفية، ثم ساقتهم بعيداً إلى ضد أهدافهم وغاياتهم كما تساق العجول إلى المسالخ.
وفي الضفة الشيعية من عالم الإسلام تشكلت حوزات ومؤسسات دينية تحظى بمئات المليارات، لم تضف إلى المعرفة الإسلامية والعلمية شيئاً يذكر، لكنّها أنشأت جماعات هائلة من المتعصبين المدربين تدريباً عسكرياً متقدماً والمشحونين بالكراهية التي تختص إخوانهم المسلمين دون سائر الناس.
تاريخياً يشار دائماً إلى الحداثة الإسلامية باعتبارها مبادرات ريادية من شخصيات إسلامية استوعبت الإسلام والعصر، مثل جمال الدين الأفغاني، وخير الدين التونسي، ومحمد عبده، وعبد الرحمن الكواكبي، لكنّها مبادرات وبرامج على أهميتها وقيمتها العالية كانت مشروعات أمّة وليس دولة مركزية، ارتبطت بمرحلة ما قبل الدولة المركزية، وكانت تظن أنّ الإمبراطوريات الواسعة مؤبدة، ولم تكن الدولة الحديثة فكرة متصورة بعد. لقد صعدت الدولة المركزية بديلاً تنظيمياً وسياسياً وإيديولوجياً أيضاً، فأنشأت هويات وروابط ومؤسسات جديدة لم تكن معروفة من قبل، وكان يجب بطبيعة الحال أن ينشأ فكر تنظيمي وسياسي حول الدولة المركزية ونهضة المجتمعات والأوطان، وقد ساهمت جماعات ومؤسسات الأسلمة في مشروعها الاسترجاعي في تأخير وإفشال الاستيعاب العلمي والمعرفي المعاصر الذي تشكلت حوله الأمم الجديدة، وأنشأت انفصالات عميقة بين حاجات الناس وتطلعاتهم وبين مشاعر قوية من الحنين إلى الماضي والتميز والتفوق التاريخي، دون اعتبار كافٍ للمقومات الفعلية والمادية للإصلاح والتنمية. وعطلت وأهدرت موارد الأمم، وشاركت في انصرافها إلى غايات بعيدة عن المبررات الحقيقية لنشوء الدول والمدن والمؤسسات.
وفي الضفة الشيعية من عالم الإسلام تشكلت حوزات ومؤسسات دينية تحظى بمئات المليارات، لم تضف إلى المعرفة الإسلامية والعلمية شيئاً يذكر، لكنّها أنشأت جماعات هائلة من المتعصبين المدربين تدريباً عسكرياً متقدماً والمشحونين بالكراهية التي تختص إخوانهم المسلمين دون سائر الناس.
تاريخياً يشار دائماً إلى الحداثة الإسلامية باعتبارها مبادرات ريادية من شخصيات إسلامية استوعبت الإسلام والعصر، مثل جمال الدين الأفغاني، وخير الدين التونسي، ومحمد عبده، وعبد الرحمن الكواكبي، لكنّها مبادرات وبرامج على أهميتها وقيمتها العالية كانت مشروعات أمّة وليس دولة مركزية، ارتبطت بمرحلة ما قبل الدولة المركزية، وكانت تظن أنّ الإمبراطوريات الواسعة مؤبدة، ولم تكن الدولة الحديثة فكرة متصورة بعد. لقد صعدت الدولة المركزية بديلاً تنظيمياً وسياسياً وإيديولوجياً أيضاً، فأنشأت هويات وروابط ومؤسسات جديدة لم تكن معروفة من قبل، وكان يجب بطبيعة الحال أن ينشأ فكر تنظيمي وسياسي حول الدولة المركزية ونهضة المجتمعات والأوطان، وقد ساهمت جماعات ومؤسسات الأسلمة في مشروعها الاسترجاعي في تأخير وإفشال الاستيعاب العلمي والمعرفي المعاصر الذي تشكلت حوله الأمم الجديدة، وأنشأت انفصالات عميقة بين حاجات الناس وتطلعاتهم وبين مشاعر قوية من الحنين إلى الماضي والتميز والتفوق التاريخي، دون اعتبار كافٍ للمقومات الفعلية والمادية للإصلاح والتنمية. وعطلت وأهدرت موارد الأمم، وشاركت في انصرافها إلى غايات بعيدة عن المبررات الحقيقية لنشوء الدول والمدن والمؤسسات.
نيسان ـ نشر في 2023/08/31 الساعة 00:00