لم تنعطفْ لتحرِّر الساقيةَ من غموض البئر
نيسان ـ نشر في 2023/09/02 الساعة 00:00
الشبيهةُ بأيامي الخالية،
الخاليةِ من روتين النايات؛
الشبيهةُ بالمعاني الشعرية
المتحررةِ من بلاغة السلفيين..
أيامي التي صارت حليباً للفئران،
طعاماً للجرذان
للدود ينبشُ لحمَ الأب الحيِّ في قبر الحياةْ،
للحياةِ المطليةِ بدهان البيلسان،
للحياة المفقودة
للقتلة المباركينَ،
المفتونين بنعمة الغيومْ؛
بأَجْرِهم المجزي يوم النشور.
هم يُشْبهون شظايا الفخار المطمورة منذ عهد الإسكندر.
الفيلةُ التي يركبها جنود كسرى وصلت إلى الحيرة،
مغنية الراب حرقت قميصها الشفافَ
على مسرح الدمى.
الشبيهة بخيانة بيلاطوس،
بخيانة سُراق العناوين الشعرية؛
سُرّاق القصائد؛
سراق الكلمات وهم يلهثون خلف فتات المعاني
الساقطةِ من أحذية الغبار
يدبجون المديح للزهرة الذابلة،
يحجبون الظلَّ عن كأس البياض.
شعثُ الحروبِ،
فشل القمح بين أيديهم،
شعورهم مقصوصة، حسب القوافي،
أظافرهم مسودةٌ من نبش الفحم الأفريقي،
مشتغلين بحفاوة الدواب الهرمة،
متشبثين بزهو الزرافات مكسورة الرقاب.
الشبيهة بالمحرقة،
تلك التي لم يعترفْ بها الوشاة؛
تلك التي اندلعت في ورق المحرر الجبان
حين انتهى الموسيقيُّ من عدِّ درجات المَطهر.
حطَّ غرابٌ أشيبُ عند نافذة المودةْ،
المقبرةُ القديمة لم تكترثْ لمرور الجنازات،
السور المتآكل لم يأبه لعبور الطيور.
الشبيهةُ بتلك الرسالة كانت أيامي التاليةْ.
ضحكت عليَّ الداية،
وهي تقطع حبل المشيمةِ؛
مِن هذا الشريط الرفيع جئتَ للفلسفة،
من هذا الحبل الطري شربت حليبَ الإغاثة.
دون فراش دافئٍ،
دون تَبتُّلاتٍ كثيرة،
هزمتَ طنينَ القطط الملهوفة،
هربتَ كجلدِ الماعز الرقيق من فوهات الطبول.
منْ تخلت عنه القدرةُ الربانية؛
من تخلَّى عنه آلهة الأولمب،
لن يسكنَ أرضاً تنعم بالرضا،
فاخترْ طريقك الوثنيةَ،
أو عدْ إلى بلادك المنتقاة بلا ضمير،
المشتراة، بلا مزادٍ، من جحيم السوق.
يا أبي
لمَ لمْ تشترِ لي وطناً من عهن منفوشٍ
أركله بقدميَّ،
يقفز فوق سور الدار،
يركله ابنُ الجيران نحوي،
نلعب به كما تلعب الشمس بخيوطها الصفراء،
بأعشابها النديةِ،
بعبادها الطائعين.
سامحك الله يا أبتي،
لمْ تحرك ساكناً،
لم تغدر بالطمأنينة،
لم تطعمْ فرسَ الخيانة سكَّراً؛
التزمتَ الحيادَ،
بقيتَ تحلم بالفراشات تهطل بالرزق والأرض ناشفةٌ..
الأرض التي حملتها بين يديك لم تتشبثْ بنا،
لم تُحررْنا من الجوع،
ولم تفسر لنا معنى الفقدان.
الشبيهة بأيّامك، يا أبي،
لم تنعطفْ لتحرِّرَ الساقيةَ من غموض البئر،
لم تنتبه لبكاء الدوالي
وأنت تسكبُ دموعَ الزيتون في معصرة النار،
في خابية العمر البعيد،
البعيدُ أنتَ، اليومَ،
البعيدُ، هناكَ،
هنا...
هُنااااااااك،
في باطن النسيانْ.
الشبيهة بالنعامة أياميَ،
أيامُك لم تسفرْ عن نتيجة لصالح الياسمينَ،
ظَلّ الحطبُ الناشف وسيلةَ النجاة لديك؛
دربَكَ للوصول إلى دفء الكلماتِ،
ظلّ الدخانُ يأكلُ صدرَك حتى ورثتَ سوادَ الليالي،
قعقعةَ الصخور المنهارةِ في روزنا الحصاد.
الشبيهة بالطحالب أياميَ
تتنامى، عند حوافِ الكسل.
بالميتين من أهلي،
بالحريصين على دحر الذاكرة لتعشوشب الفضيلةُ
بالداعين إلى ابتعاد الأذى عن (زينة السنوات)،
بالمقتصرين باللمعانِ،
بالساكتين على جرح الإهمالِ،
بالذين يؤْثرون القليلََ،
يسكنون منازل الرحيلِ
لا يتشبثون بشيءٍ من حرص المُورِثينَ،
لم يتدخلوا في شؤون الله،
إلا بما يليق بصلاة الطيور،
تنازلوا عن حفنة الهواءِ
لصالح البساتين المقهورة،
حملوا ذكرياتهم
ومضَوْا..
مضوْا إلى كفن السكينةِ.
أولئك، الذين كتبوا وصاياهم على ماء الغيابِ،
لم يطلبوا ثمن الأبوة،
حملوا ديدانهم الطيبة وغابوا..
آه غابوا في التلاشي؛
غابوا في سكون الريحِ.
آه!
غابوا،
تركوا كلّ الأماني وراء ظهورهم،
وما نزعوا ملابس الصلاة.
الشبيهةُ بماء الخيانةِ،
برحيق التماهي،
تقطع فلاة اللهِ؛
تقطع صحراء الوجودِ،
ترسم فوق الفراغ،
حكمةَ الأمواتِ،
تصرخ بأعلى نداء!
الشبيهة بكما أياميَ
تلهو بعيداً عن حقل النسيان،
تنمو في غفلة من النجوم،
تصرخ يا سماء،
يا.....
سماء،
ياااااااااا سماء
تريَّثي بهم قليلاً ..
احمليهم بخفة الملائكة.
الخاليةِ من روتين النايات؛
الشبيهةُ بالمعاني الشعرية
المتحررةِ من بلاغة السلفيين..
أيامي التي صارت حليباً للفئران،
طعاماً للجرذان
للدود ينبشُ لحمَ الأب الحيِّ في قبر الحياةْ،
للحياةِ المطليةِ بدهان البيلسان،
للحياة المفقودة
للقتلة المباركينَ،
المفتونين بنعمة الغيومْ؛
بأَجْرِهم المجزي يوم النشور.
هم يُشْبهون شظايا الفخار المطمورة منذ عهد الإسكندر.
الفيلةُ التي يركبها جنود كسرى وصلت إلى الحيرة،
مغنية الراب حرقت قميصها الشفافَ
على مسرح الدمى.
الشبيهة بخيانة بيلاطوس،
بخيانة سُراق العناوين الشعرية؛
سُرّاق القصائد؛
سراق الكلمات وهم يلهثون خلف فتات المعاني
الساقطةِ من أحذية الغبار
يدبجون المديح للزهرة الذابلة،
يحجبون الظلَّ عن كأس البياض.
شعثُ الحروبِ،
فشل القمح بين أيديهم،
شعورهم مقصوصة، حسب القوافي،
أظافرهم مسودةٌ من نبش الفحم الأفريقي،
مشتغلين بحفاوة الدواب الهرمة،
متشبثين بزهو الزرافات مكسورة الرقاب.
الشبيهة بالمحرقة،
تلك التي لم يعترفْ بها الوشاة؛
تلك التي اندلعت في ورق المحرر الجبان
حين انتهى الموسيقيُّ من عدِّ درجات المَطهر.
حطَّ غرابٌ أشيبُ عند نافذة المودةْ،
المقبرةُ القديمة لم تكترثْ لمرور الجنازات،
السور المتآكل لم يأبه لعبور الطيور.
الشبيهةُ بتلك الرسالة كانت أيامي التاليةْ.
ضحكت عليَّ الداية،
وهي تقطع حبل المشيمةِ؛
مِن هذا الشريط الرفيع جئتَ للفلسفة،
من هذا الحبل الطري شربت حليبَ الإغاثة.
دون فراش دافئٍ،
دون تَبتُّلاتٍ كثيرة،
هزمتَ طنينَ القطط الملهوفة،
هربتَ كجلدِ الماعز الرقيق من فوهات الطبول.
منْ تخلت عنه القدرةُ الربانية؛
من تخلَّى عنه آلهة الأولمب،
لن يسكنَ أرضاً تنعم بالرضا،
فاخترْ طريقك الوثنيةَ،
أو عدْ إلى بلادك المنتقاة بلا ضمير،
المشتراة، بلا مزادٍ، من جحيم السوق.
يا أبي
لمَ لمْ تشترِ لي وطناً من عهن منفوشٍ
أركله بقدميَّ،
يقفز فوق سور الدار،
يركله ابنُ الجيران نحوي،
نلعب به كما تلعب الشمس بخيوطها الصفراء،
بأعشابها النديةِ،
بعبادها الطائعين.
سامحك الله يا أبتي،
لمْ تحرك ساكناً،
لم تغدر بالطمأنينة،
لم تطعمْ فرسَ الخيانة سكَّراً؛
التزمتَ الحيادَ،
بقيتَ تحلم بالفراشات تهطل بالرزق والأرض ناشفةٌ..
الأرض التي حملتها بين يديك لم تتشبثْ بنا،
لم تُحررْنا من الجوع،
ولم تفسر لنا معنى الفقدان.
الشبيهة بأيّامك، يا أبي،
لم تنعطفْ لتحرِّرَ الساقيةَ من غموض البئر،
لم تنتبه لبكاء الدوالي
وأنت تسكبُ دموعَ الزيتون في معصرة النار،
في خابية العمر البعيد،
البعيدُ أنتَ، اليومَ،
البعيدُ، هناكَ،
هنا...
هُنااااااااك،
في باطن النسيانْ.
الشبيهة بالنعامة أياميَ،
أيامُك لم تسفرْ عن نتيجة لصالح الياسمينَ،
ظَلّ الحطبُ الناشف وسيلةَ النجاة لديك؛
دربَكَ للوصول إلى دفء الكلماتِ،
ظلّ الدخانُ يأكلُ صدرَك حتى ورثتَ سوادَ الليالي،
قعقعةَ الصخور المنهارةِ في روزنا الحصاد.
الشبيهة بالطحالب أياميَ
تتنامى، عند حوافِ الكسل.
بالميتين من أهلي،
بالحريصين على دحر الذاكرة لتعشوشب الفضيلةُ
بالداعين إلى ابتعاد الأذى عن (زينة السنوات)،
بالمقتصرين باللمعانِ،
بالساكتين على جرح الإهمالِ،
بالذين يؤْثرون القليلََ،
يسكنون منازل الرحيلِ
لا يتشبثون بشيءٍ من حرص المُورِثينَ،
لم يتدخلوا في شؤون الله،
إلا بما يليق بصلاة الطيور،
تنازلوا عن حفنة الهواءِ
لصالح البساتين المقهورة،
حملوا ذكرياتهم
ومضَوْا..
مضوْا إلى كفن السكينةِ.
أولئك، الذين كتبوا وصاياهم على ماء الغيابِ،
لم يطلبوا ثمن الأبوة،
حملوا ديدانهم الطيبة وغابوا..
آه غابوا في التلاشي؛
غابوا في سكون الريحِ.
آه!
غابوا،
تركوا كلّ الأماني وراء ظهورهم،
وما نزعوا ملابس الصلاة.
الشبيهةُ بماء الخيانةِ،
برحيق التماهي،
تقطع فلاة اللهِ؛
تقطع صحراء الوجودِ،
ترسم فوق الفراغ،
حكمةَ الأمواتِ،
تصرخ بأعلى نداء!
الشبيهة بكما أياميَ
تلهو بعيداً عن حقل النسيان،
تنمو في غفلة من النجوم،
تصرخ يا سماء،
يا.....
سماء،
ياااااااااا سماء
تريَّثي بهم قليلاً ..
احمليهم بخفة الملائكة.
نيسان ـ نشر في 2023/09/02 الساعة 00:00