هزيمة الغرب ديموغرافياً

صابر العبادي
نيسان ـ نشر في 2023/09/05 الساعة 00:00
على الإنسان أن لا يرتهن لواقعه، ولا يترك الأحداث الآنية تسيطر عليه، فيغفل عن مسار البشرية الموغل في القدم و البعيد في المستقبل..
في الماضي وعبر آلاف السنين، وقعت حروب وأسفرت عن هجرات كثيرة، شكلت واقعنا الديموغرافي الحالي، وهذا الواقع مرشح للتغير والتبدل لنفس السبب..
في الامبروطوريات والحضارات القديمة كالكلدانيين والأشوريين وقبلهما الثموديين، وبعدهم اليونانيون والرومان والفرس، تشكلت ديوغرافيا جراء الحروب والهجرات.. ومع ظهور الدولة الإسلامية أيضاً تشكل واقع ديموغرافي، يختلف عن ما قبله بشكل كبير جراء الهجرات والرحيل رغباً أو رهباً، ثم في الحروب التي حصلت بين أوروبا والعالم الاسلامي، صنعت واقعاً ديموغرافيا جديداً،
والأحداث التي جعلت العرب ينتقلون من جزيرة العرب، إلى أفريقيا التي شكلت واقعها الحالي، حتى الحروب العالمية الأخيرة فعلت نفس الشيء.
أما الواقع الديموغرافي الجديد الذي سيتشكل خلال القرن القادم في اوروبا
سيكون واقع جديد تشكله الهجرات التي تسببت فيها أوروبا جراء السيطرة الاستعمارية على العالم، وإفقار البشرية حتى هاجر الكثير إلى أوروبا واميركا للبحث عن حياة أفضل، والعامل الثاني هو القوانين التي تفرضها الحكومات الأوروبية التي تدعم المثلية الجنسية، والأجهاض، عدا عن العزوف عن الزواج أو تأخر سنه، وقلة المواليد في الأسر الغربية، لذلك سيحصل على مدى جيلين على الأقل عملية استبدال طبيعية، وسينتشر في أوروبا وأميركا أقوام أخرى من آسيا وأفريقيا، ولن يكونوا أمثال الأوربيين، الذين سيتركون الساحة، وينسحبوا ديموغرافياً وفكرياً ودينياً.. أمام قوة هذه الثلاثة عند المهاجرين..
    نيسان ـ نشر في 2023/09/05 الساعة 00:00