جدار العزل الإسرائيلي، وماذا يقول الأردن؟
نيسان ـ نشر في 2023/09/07 الساعة 00:00
المفكر الفرنسي روجيه جارودي اطلق على المشروع الصهيوني وانشاء الدولة العبرية اسم «دولة الغيتوات «.
فالغيتو الذي عاشه اليهود في اوروبا ترجم في المشروع الصهيوني الى اشكال وطرزات اخرى. و فكرة العزلة والانعزال عن العالم، والهوية القاتلة المغلقة، وبقيت بصيغ وتجليات، وهي المرجعية الايدولوجية الحاكمة للمشروع الصهيوني.
و من اول تلك الاشكال كان جدار العزل.. واسرائيل شيدت جدار العزل داخل اراضي الضفة الغربية في زمن تتساقط به الجدران والعوازل. جدار برلين تحول الى اطلال وشاهد تاريخي، والصين في عظمة تاريخها تخرج من وراء سورها الكبير، وتطل على العالم في هوية انفتاحية اقتصاديا وثقافيا، و سياسيا.
و سور الصين يعني تاريخيا عزلة الصين والانكفاء على الذات، والصين حتى قرون قريبة لم يكن لديهم وزارة خارجية وشؤون قنصلية خارجية. و اسرائيل تحيى اوهاما واساطير، وتحتفل في بناء جدران عزل واسيجة مع دول جوار الكيان المحتل. للجدار معان مادية ورمزية، والجدار يعني الحماية والوقاية من عوامل ومخاطر خارجية، وايضا يعني السجن. كل يهودي صهيوني يحمل في داخله غاتو وسجنا صغيرا وكبيرا بلا جدران واسقف. و هذه مفاهيم وخيالات نابعة من اساطير توراتية ورؤى للتاريخ والعالم والحياة، والاخر.
الانعزالية اليهودية، وعبر عنها في الادبيات الصهيونية، بان اليهود غير قادرين على الاندماج في مجتمعات الغير، وذلك بسبب عقدة تميزهم التاريخي والاصطفاء الالهي، وانهم شعب الله المختار.
و في المرويات اليهودية يقولون : ان اليهود خلقوا من طينة مغايرة لطينة البشر.. وما بين فرضتين، سوى ان عزلة اليهود نابعة من فكرة شعب الله المختار ام ان الفكرة وليدة ونتيجة لعقيدة العزلة.
اسرائيل تبني اليوم جدرانا واسيجة مع الاردن وعلى حدودها الشمالية والجنوبية مع لبنان ومصر.. والجدران والاسيجة مرسومة على خرائط اسرائيلية منذ ولادتها بعد حرب 48 ووعد بلفور 1918، ومؤتمر بال 1897.
و في السرديات الاسطورية التوراتية يتحدث سياسيون ورجال دين يهود عن تغيير اسم نهر الاردن.. وعلى خرائط اسرائيل، والكتب في مناهج المدارس الاسرائيلية يسمونه النهر المنحدر المقدس.
و ما بعد محمود عباس.. يروج اسرائيليا لخطة تقترح نهاية السلطة الوطنية في رام الله، واقامة مدن سبعة محلية. وتؤسس نواتها على اسس عشائرية، وكل امارة تحرص على امنها وامن اسرائيل.و يؤسس مجلس تنسيق مشترك لادارة شؤون الامارات الفلسطنيية السبعة. الخطة المقترحة اسرائيليا تروج لها انظمة ووسائل اعلام عربية.
من جدار العزل الى امارات وكنتونات الحكم المحلي في الضفة الغربية، هو مشروع اسرائيل الكبير في دولة يهودية وتهويد القدس وهدمه المسجد الاقصى، وبناء هيكل سليمان، وتفريغ الجفرافيا الفلسطينية من السكان.. وحشر بقايا الفلسطينيين وراء جدران عزل، والحل النهائي وتسوية القضية الفلسطينية على حساب الاردن.
سياسيا، فان اسرائيل ترسم على الارض تضييق الخناق ممتد على الاردن، وسياسة الامر الواقع، والرهان على الضغوطات والظروف والتحديات الصعبة من الاقتصاد الى السياسة، الجبهة الداخلية، والامن التي تواجه الاردن اليوم.
فماذا لدى الاردن لكي يواجه التضييق والضغط، والابتزاز الاسرائيلي ؟ وفي ازمات وصراعات وحروب الاقليم اين يقف الاردن ؟ ومن هو عدو الاردن الحقيقي والتاريخي ؟الدستور
فالغيتو الذي عاشه اليهود في اوروبا ترجم في المشروع الصهيوني الى اشكال وطرزات اخرى. و فكرة العزلة والانعزال عن العالم، والهوية القاتلة المغلقة، وبقيت بصيغ وتجليات، وهي المرجعية الايدولوجية الحاكمة للمشروع الصهيوني.
و من اول تلك الاشكال كان جدار العزل.. واسرائيل شيدت جدار العزل داخل اراضي الضفة الغربية في زمن تتساقط به الجدران والعوازل. جدار برلين تحول الى اطلال وشاهد تاريخي، والصين في عظمة تاريخها تخرج من وراء سورها الكبير، وتطل على العالم في هوية انفتاحية اقتصاديا وثقافيا، و سياسيا.
و سور الصين يعني تاريخيا عزلة الصين والانكفاء على الذات، والصين حتى قرون قريبة لم يكن لديهم وزارة خارجية وشؤون قنصلية خارجية. و اسرائيل تحيى اوهاما واساطير، وتحتفل في بناء جدران عزل واسيجة مع دول جوار الكيان المحتل. للجدار معان مادية ورمزية، والجدار يعني الحماية والوقاية من عوامل ومخاطر خارجية، وايضا يعني السجن. كل يهودي صهيوني يحمل في داخله غاتو وسجنا صغيرا وكبيرا بلا جدران واسقف. و هذه مفاهيم وخيالات نابعة من اساطير توراتية ورؤى للتاريخ والعالم والحياة، والاخر.
الانعزالية اليهودية، وعبر عنها في الادبيات الصهيونية، بان اليهود غير قادرين على الاندماج في مجتمعات الغير، وذلك بسبب عقدة تميزهم التاريخي والاصطفاء الالهي، وانهم شعب الله المختار.
و في المرويات اليهودية يقولون : ان اليهود خلقوا من طينة مغايرة لطينة البشر.. وما بين فرضتين، سوى ان عزلة اليهود نابعة من فكرة شعب الله المختار ام ان الفكرة وليدة ونتيجة لعقيدة العزلة.
اسرائيل تبني اليوم جدرانا واسيجة مع الاردن وعلى حدودها الشمالية والجنوبية مع لبنان ومصر.. والجدران والاسيجة مرسومة على خرائط اسرائيلية منذ ولادتها بعد حرب 48 ووعد بلفور 1918، ومؤتمر بال 1897.
و في السرديات الاسطورية التوراتية يتحدث سياسيون ورجال دين يهود عن تغيير اسم نهر الاردن.. وعلى خرائط اسرائيل، والكتب في مناهج المدارس الاسرائيلية يسمونه النهر المنحدر المقدس.
و ما بعد محمود عباس.. يروج اسرائيليا لخطة تقترح نهاية السلطة الوطنية في رام الله، واقامة مدن سبعة محلية. وتؤسس نواتها على اسس عشائرية، وكل امارة تحرص على امنها وامن اسرائيل.و يؤسس مجلس تنسيق مشترك لادارة شؤون الامارات الفلسطنيية السبعة. الخطة المقترحة اسرائيليا تروج لها انظمة ووسائل اعلام عربية.
من جدار العزل الى امارات وكنتونات الحكم المحلي في الضفة الغربية، هو مشروع اسرائيل الكبير في دولة يهودية وتهويد القدس وهدمه المسجد الاقصى، وبناء هيكل سليمان، وتفريغ الجفرافيا الفلسطينية من السكان.. وحشر بقايا الفلسطينيين وراء جدران عزل، والحل النهائي وتسوية القضية الفلسطينية على حساب الاردن.
سياسيا، فان اسرائيل ترسم على الارض تضييق الخناق ممتد على الاردن، وسياسة الامر الواقع، والرهان على الضغوطات والظروف والتحديات الصعبة من الاقتصاد الى السياسة، الجبهة الداخلية، والامن التي تواجه الاردن اليوم.
فماذا لدى الاردن لكي يواجه التضييق والضغط، والابتزاز الاسرائيلي ؟ وفي ازمات وصراعات وحروب الاقليم اين يقف الاردن ؟ ومن هو عدو الاردن الحقيقي والتاريخي ؟الدستور
نيسان ـ نشر في 2023/09/07 الساعة 00:00