والدي وحمّاد والخمسون ألف دولار!
نيسان ـ نشر في 2023/09/08 الساعة 00:00
هو مجرّد تواصل من شخص لن أذكر إسمه، وسألني على سبيل المداعبة: تُرى لو قبل والدك الخمسين ألف دولار لتأسيس صحيفة، في العام سبعين، في عزّ الأحداث الايلولية، هل كُنت ستحتاج إلى انتظار راتبك الشهري الضئيل من الضمان الاجتماعي كلّ آخر شهر؟
ولمّا لم أجب فوراً، وربّما ظنّ أنّني سأهاجمه بطريقتي القاسية حين أغضب، زاد في قوله: لا تفهمني خطأ، فأنا أحيي والدك بأثر رجعي، ولم يبخل عليّ بكلمات الاطراء!
في سيرة حياة الراحل جمعة حماد يقول أستاذنا، في معرض حديثه عن والدي إبراهيم، وكنت أعدت نشره أمس عند وصول الكتاب لي، هدية من نجله الحبيب حسن حماد: لقد كان فقيدنا صحفياً نزيهاً، ووطنياً لا يستهويه المال الحرام، وليست تُنسى قصّة الملحق الأجنبي الذي دخل عليه وعرض عليه ٥٠ ألف دولار لتأسيس جريدة، وكانت اجابته الرفض التام..
كُنت أعرف تلك القصة من والدي، ولم يذكرها لأحد غيري قطّ، لأنّه لم يكن متبجّحاً، متفاخراً بما فعله، ويفعله، وأعرف أكثر أنّ الملحق المعني كان من السفارة الأميركية، وأنّ الوحيد الذي عرف عنها هو الراحل جمعة حماد الذي أخذه فضوله للاستماع بما صار بين الملحق ووالدي.
في أربعين أبي، في العام ١٩٩١، كان الحاج يذكر تلك الواقعة أمام حشد لم تتسع له قاعة المركز الثقافي الملكي الرئيسية، وها هو يذكرها أيضاً في كتاب عمره، باعتبارها الأهمّ في تاريخ النزاهة والمصداقية والوطنية لصحافتنا الأردنية.
بالطبع، كان لإبراهيم ان يكون مليونيراً، وصاحب كلّ ما تشتهيه النفوس من أملاك، ولكنّه آثر أن يموت كما ولدته أمّه عفيفة، وهذا هو اسم جدّتي، نقياً صافياً يورّث زوجته وعائلته الصغيرة السمعة الطيبة، والنقاء والصفاء، ورحل وعليه ديون صغيرة لا تكاد تُذكر، وذلك مؤكد في حصر الإرث الشرعي، ولكنّ حصر الارث العام أكّد أنّه كان مليارديراً في الاخلاق والوطنية، وللحديث بقية في كتاب ”إعسار صحافي”!.
ولمّا لم أجب فوراً، وربّما ظنّ أنّني سأهاجمه بطريقتي القاسية حين أغضب، زاد في قوله: لا تفهمني خطأ، فأنا أحيي والدك بأثر رجعي، ولم يبخل عليّ بكلمات الاطراء!
في سيرة حياة الراحل جمعة حماد يقول أستاذنا، في معرض حديثه عن والدي إبراهيم، وكنت أعدت نشره أمس عند وصول الكتاب لي، هدية من نجله الحبيب حسن حماد: لقد كان فقيدنا صحفياً نزيهاً، ووطنياً لا يستهويه المال الحرام، وليست تُنسى قصّة الملحق الأجنبي الذي دخل عليه وعرض عليه ٥٠ ألف دولار لتأسيس جريدة، وكانت اجابته الرفض التام..
كُنت أعرف تلك القصة من والدي، ولم يذكرها لأحد غيري قطّ، لأنّه لم يكن متبجّحاً، متفاخراً بما فعله، ويفعله، وأعرف أكثر أنّ الملحق المعني كان من السفارة الأميركية، وأنّ الوحيد الذي عرف عنها هو الراحل جمعة حماد الذي أخذه فضوله للاستماع بما صار بين الملحق ووالدي.
في أربعين أبي، في العام ١٩٩١، كان الحاج يذكر تلك الواقعة أمام حشد لم تتسع له قاعة المركز الثقافي الملكي الرئيسية، وها هو يذكرها أيضاً في كتاب عمره، باعتبارها الأهمّ في تاريخ النزاهة والمصداقية والوطنية لصحافتنا الأردنية.
بالطبع، كان لإبراهيم ان يكون مليونيراً، وصاحب كلّ ما تشتهيه النفوس من أملاك، ولكنّه آثر أن يموت كما ولدته أمّه عفيفة، وهذا هو اسم جدّتي، نقياً صافياً يورّث زوجته وعائلته الصغيرة السمعة الطيبة، والنقاء والصفاء، ورحل وعليه ديون صغيرة لا تكاد تُذكر، وذلك مؤكد في حصر الإرث الشرعي، ولكنّ حصر الارث العام أكّد أنّه كان مليارديراً في الاخلاق والوطنية، وللحديث بقية في كتاب ”إعسار صحافي”!.
نيسان ـ نشر في 2023/09/08 الساعة 00:00