فأر مأرب
نيسان ـ نشر في 2023/09/12 الساعة 00:00
جاء في الأساطير حول مملكة سبأ ومصيرها المأساوي أن زوجة الملك رأت رؤيا أزعجتها فقالت للملك: ( رأيت غياماً أبرق.. ورعداً طويلاً ثم أصعق.. ووقع على كل شيء وأحرق... )، والمعنى أنها رأت في رؤيتها الخراب وفئراناً تعود من جديد لتخرب البلاد..
وبناء على هذه الاسطورة، صار العرب يعتقدون أن الفئران هي التي أهلكت سد مأرب إلى أن تهدّم، وأغرق المدينة بسيل العَرِم، حتى عادت سبأ بعد هذا السيل إلى صحراء كما كانت قبل إنشاء السد، وتفرق العرب "أيدي سبأ".
... بغض النظر عن صدق هذه الأسطورة من عدمه، والأكيد أنها ليست صحيحة، لأن السد على الأغلب انهار جراء زلزال أصابه.. لكن العبرة منه هي الأساس، وهي: "كيف يستطيع عنصر صغير هدم صرح كبير".
وإذا لم يستطع فأر صغير أن ينقض سداً عظيماً على الحقيقة، فإنه في مجال الدول، يستطيع فأر صغير في مؤسسة حكومية يختبئ في المكاتب وبين معاملات المواطنين، وبممارسات صغيرة قد لا يؤبه لها، إن يودي في النهاية إلى هدم المؤسسة، وقد يودي بدول ويشرّد بشراً..
مؤسسات الدولة، وأخص بذلك المؤسسات الخدمية، ولا أستثني باقي المؤسسات، لكن الخدمية تهمنا لقربها من المواطن وتأثيرها على سلوكه، لأن سلوكه تجاه الدولة وفكرته عنها، سيكون انعكاساً لكيفية أداء المؤسسة وخدمتها له، فإما أن يمدح أو يذم، يرضى أو يسخط..
والموظف الذي يؤدي الخدمة هو الذي يعطي الانطباع عن المؤسسة، فإن كان فاسداً فسيظل ينخر في جسم المؤسسة بممارساته الفاسدة حتى يهدمها، وهو بذلك قام بما قام به فأر سد مأرب سيئ السمعة.
في مؤسساتنا الكثير من الفئران التي تقضم القانون، وتتصرف بخدمات المؤسسة على مزاجها، فتخدم من تشاء، وتحجب خدمة المؤسسة عمن تشاء، وهي بذلك تراكم السخط والقهر من متلقي الخدمة، حتى لا تقوى المؤسسة على تحمله فيصيبها ما أصاب سد مأرب.
والذي جعل هذا الفار الموبوء يستمر في نخرها حتى هدمها هو غياب المؤسسية والقانون، ففي غياب القانون والرقابة ووجود الترهل الإداري يستطيع فأر موبوء أن يهدم مؤسسة ويهدم بلداً كاملاً مهما كانت قوته وإمكاناته..
وبناء على هذه الاسطورة، صار العرب يعتقدون أن الفئران هي التي أهلكت سد مأرب إلى أن تهدّم، وأغرق المدينة بسيل العَرِم، حتى عادت سبأ بعد هذا السيل إلى صحراء كما كانت قبل إنشاء السد، وتفرق العرب "أيدي سبأ".
... بغض النظر عن صدق هذه الأسطورة من عدمه، والأكيد أنها ليست صحيحة، لأن السد على الأغلب انهار جراء زلزال أصابه.. لكن العبرة منه هي الأساس، وهي: "كيف يستطيع عنصر صغير هدم صرح كبير".
وإذا لم يستطع فأر صغير أن ينقض سداً عظيماً على الحقيقة، فإنه في مجال الدول، يستطيع فأر صغير في مؤسسة حكومية يختبئ في المكاتب وبين معاملات المواطنين، وبممارسات صغيرة قد لا يؤبه لها، إن يودي في النهاية إلى هدم المؤسسة، وقد يودي بدول ويشرّد بشراً..
مؤسسات الدولة، وأخص بذلك المؤسسات الخدمية، ولا أستثني باقي المؤسسات، لكن الخدمية تهمنا لقربها من المواطن وتأثيرها على سلوكه، لأن سلوكه تجاه الدولة وفكرته عنها، سيكون انعكاساً لكيفية أداء المؤسسة وخدمتها له، فإما أن يمدح أو يذم، يرضى أو يسخط..
والموظف الذي يؤدي الخدمة هو الذي يعطي الانطباع عن المؤسسة، فإن كان فاسداً فسيظل ينخر في جسم المؤسسة بممارساته الفاسدة حتى يهدمها، وهو بذلك قام بما قام به فأر سد مأرب سيئ السمعة.
في مؤسساتنا الكثير من الفئران التي تقضم القانون، وتتصرف بخدمات المؤسسة على مزاجها، فتخدم من تشاء، وتحجب خدمة المؤسسة عمن تشاء، وهي بذلك تراكم السخط والقهر من متلقي الخدمة، حتى لا تقوى المؤسسة على تحمله فيصيبها ما أصاب سد مأرب.
والذي جعل هذا الفار الموبوء يستمر في نخرها حتى هدمها هو غياب المؤسسية والقانون، ففي غياب القانون والرقابة ووجود الترهل الإداري يستطيع فأر موبوء أن يهدم مؤسسة ويهدم بلداً كاملاً مهما كانت قوته وإمكاناته..
نيسان ـ نشر في 2023/09/12 الساعة 00:00