صوت الأردن... فارس عوض

ذكرني ما كتبه الأستاذ الكاتب والمفكر سعود قبيلات على صفحته فيما يتعلق بمشاركته بكلمة تحدث بها أول أمس 18 أيلول في ذكرى رحيل فارس الأغنية الأردنية فارس عوض، ضمن الاحتفال الاستذكاري الذي اقامته مديرية ثقافة مادبا ووزارة الثقافة.
مازلت أذكر يوم وصلنا نبأ رحيل فارس عوض، كنا نحتفل يوم جمعة في عرس أحد أبناء عمومتي، نزل الخبر صاعقاً على الحفل، توقفت الصبايا عن الغناء حيث سري الهمس... فارس عوض مات... يارب سترك.. شلون مات.. معقول... كيف؟! متى؟!.. أكدت إحداهن وقد تكون من جاءت بالخبر :توني سمعته "عالرادو"... يقولون حادث سير... ردت أخرى منفعلة من هول الصدمة.. اذبحوه.. غيرة منه...
ظل فارس حديث ذلك اليوم.. الكل يتوجد عليه... قالت قريبة لي :ترى غناوة فارس "يا خيي شقر الجدايل حيرني وأسرني" غناها على بنات البادية... احنا بادية الشمال..يوم شارك "وشاف" بنات البدو... واقسمت إنها حضرت ذاك العرس الذي غنى به هذه الأغنية وكانت في الدبكة ليلتها.... قد يكون لهذه القصة سببها حيث أن من معظم بنات بدو الشمال الجميلات جدا- ولا أقول الجميلات تحيزاً وإن جاز لي ذلك -"فمن الزين خذ وخلي" كن وعلى ما درج من موضة، يقمن معظمهن بصبغن ظفائرهن باللون الأشقر، و الأشقر يناسب بشراتهن وشفاههن الوردية، وكانت تشتهر صبغة تسمى"شقور" ياما رافقتهن في صغري لشرائها من عند الباعة الباكستانية الذين كانوا منتشرين في مدينة المفرق َيختصون في بيع كل ما يتعلق بمستلزمات تجميل نساء ذاك الوقت... نساء البهجة والحياة.." وماقبل التمكين. وقرضك فرصتك"...
رحم الله صوت الأردن الذي كان صوته ينسرب إلى القلب، ويحض على الفرح والجمال... صوت فارس كان يشبه الأرض ووجوه محبيه....