من عبور خط بارليف إلى عبور كوبري المندرة!
نيسان ـ نشر في 2015/11/05 الساعة 00:00
لم تعد أزمة السيسي مسألة الشرعية فقط! صحيح أن أزمة الشرعية لدى السيسي ونظامه تتفاقم كل يوم، وخاصة مع كل استحقاق انتخابي لا يخرج فيه المصريون للتصويت، لتحقيق انتصار في معركة "اللجان الخاوية"، إلا أن ما يواجهه النظام الانقلابي في مصر الآن صار بالنسبة له مسألة حياة أو موت.
الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر في الثالث من يوليو جاء نتيجة زواج غير شرعي في سهرة حمراء بين العسكر والعلمانيين، فأنتجوا معا هذا الانقلاب الذي ولد مشوها، وسط احتفال إقليمي - وخاصة إسرائيلي - بالمولود الجديد، الذي أثبت أن النظام العسكري في مصر لم يصل بعد إلى مرحلة العقم، ويمكنه أن ينجب مولودا يرث تركة الخيانة والاستبداد، والتبعية للأمريكان والتحالف مع الصهاينة، وهي التركة التي أرساها آباؤه!
ورغبة في إنجاح هذا الانقلاب تعهد أمراء الخليج من الأعراب على الإبقاء على "الحبل السري" الذي يربط هذه الدويلات بالمولود الجديد. ولا شك أن الدعم النقدي والدولاري الخليجي لعب الدور الرئيسي في حياة الانقلاب حتى الآن! لكن هذا الحبل السري مهدد الآن بالانقطاع! فالدول الداعمة للسيسي بدأت تعاني من مشكلات تجعلها غير قادرة على دعم السيسي، حتى لو كانت راغبة في ذلك. ولا يتهمن أحد أنصاف الدول بالخليج "حسب وصف السيسي" أنها أقل دعما له من دعم إيران لبشار؛ وأنها ستتخلى عنه طواعية، فحسب صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في إبريل الماضي فإن إيران دعمت بشار الأسد بـ 35 مليار دولار، بينما في هذا الوقت كان في حكم المؤكد أن السيسي تلقى - وفق تسريبات مكتب السيسي- ما يقارب من 50 مليار دولار من "الأرز" الخليجي! لكن الاقتصاديات الخليجية بدأت تعاني بقسوة جراء الانخفاض المستمر في أسعار البترول، إلى الدرجة التي دفعت صندوق النقد الدولي إلى التنبؤ أن المملكة العربية السعودية ستفلس في غضون خمس سنوات حسبما نقلت صحيفة الاندبندنت البريطانية، مع توقعات بعجز في الموازنة السعودية في العام القادم وحده بـ 100 مليار دولار! بينما بدأت الإمارات توقف دعم البترول عن المواطنين الإماراتيين للشهر الثالث على التولي، وأعلن أمير الكويت انخفاض عائدات البترول إلى النصف! هل يستطيع السيسي أن يستمر مع انخفاض الدعم الخليجي له؟ وحتى متى؟ *
الزيارات الخارجية للسيسي ربما كانت في السابق حلا لأزمة الشرعية التي يعاني منها، لكن هذه الإستراتيجية كانت تعتمد على الحصول على اعتراف دولي بالسرقة التي حدثت في الثالث من يوليو، ثم إجراء انتخابات جديدة تعزز شرعية 30 يونيو، لمحو الشرعية الأصيلة التي انقلبوا عليها، وهو ما فشلوا فيه فشلا ذريعا حتى الآن! وبدا أن هذه الدول (وخاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا) تستقبل السيسي فقط لأنه يقدم لهم رشى سياسية بعقد صفقات بالمليارات لا تستفيد منها مصر بشيء، مقابل بضع لقاءات يجريها المسؤولون هناك، ولقطات يحصل عليها السيسي فوق السجادة الحمراء! فما الذي ستستفيد منه مصر حقا من هذه الزيارات سوى الشو الإعلامي، كالذي حصل عليه السيسي يوم افتتاح القناة، وبعدها مباشرة ارتفع سعر الدولار؟؟ ثم إنه بمرور الوقت صارت هذه الزيارات الخارجية مصدر إزعاج للنظام، الذي أصبح عليه أن يسمع صرخات المعارضين في ألمانيا، وتحمل صفعاتهم في نيويورك، ويخشى من الدعاوى القضائية رفعوها في بريطانيا وجنوب إفريقيا! وأصبح إحراج السيسي والوفد المرافق له عملا بطوليا يتنافس عليه الجميع! وبمرور الوقت أيضا تحول النظام من الحديث عن مصر التي ستصبح قد الدنيا إلى البحث عن كبش فداء لكارثة غرق الإسكندرية أو ارتفاع سعر الدولار! صرنا نرى استقالات في جسد النظام (محافظ البنك المركزي ومحافظ الإسكندرية)، وصار هطول الأمطار في الشتاء (وهو أمر يحدث سنويا في مصر منذ آلاف السنين) مصدر قلق للحكومة ورعب للمسؤولين، وكأنهم يواجهون زلزالا أو إعصارا جامحا! تحولت آمال المصريين من الطريق إلى إيلات إلى الطريق نحو آخر الشارع! ومن عبور خط بارليف إلى عبور كوبري المندرة الشهير في الإسكندرية! والذي مات فيه قبطانا بحريا منذ أسبوعين! وبعد أن عانينا من مذبحة بحر البقر الشهيرة صرنا نسمع عن كارثة في قرية صغيره إسمها ''عفونه '' في وادي النطرون في البحيرة غرقت بالكامل وتدمر 87 منزلا فيها كليا، وتوفي 9 مواطنين، 6 غرقاً و3 صعقا بالكهرباء. وصار على الإعلام أن يقوم بمجهود أكبر كي يبعد عن السيسي وانقلابه مسؤولية هذه الكوارث والجثث التي تموت غرقا أو صعقا بالكهرباء! *
هناك حالة من التشكك في قدرة السيسي على الاستمرار، وفي أن ينجو من الغرق وسط الأزمات التي تتصاعد! فلا السياسة بخير، ولا الاقتصاد يتعافى، ولا سيناء تحت السيطرة! السياحة في الحضيض، والأسعار في السماء، ومياه الأمطار دخلت كل بيت! شركات الطيران الألمانية والبريطانية والفرنسية والخليجية علقت رحلاتها إلى سيناء! وسيناء لا يبدو أنها تحت السيطرة! ويوما بعد يوم ينفض بعض مؤيدي السيسي عنه، شاعرين بأن الرياح قد تغيرت، وأن وقت التغيير قد حان، وسط دعوات متزايدة للعودة إلى الميدان! كلمتي
ورغبة في إنجاح هذا الانقلاب تعهد أمراء الخليج من الأعراب على الإبقاء على "الحبل السري" الذي يربط هذه الدويلات بالمولود الجديد. ولا شك أن الدعم النقدي والدولاري الخليجي لعب الدور الرئيسي في حياة الانقلاب حتى الآن! لكن هذا الحبل السري مهدد الآن بالانقطاع! فالدول الداعمة للسيسي بدأت تعاني من مشكلات تجعلها غير قادرة على دعم السيسي، حتى لو كانت راغبة في ذلك. ولا يتهمن أحد أنصاف الدول بالخليج "حسب وصف السيسي" أنها أقل دعما له من دعم إيران لبشار؛ وأنها ستتخلى عنه طواعية، فحسب صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في إبريل الماضي فإن إيران دعمت بشار الأسد بـ 35 مليار دولار، بينما في هذا الوقت كان في حكم المؤكد أن السيسي تلقى - وفق تسريبات مكتب السيسي- ما يقارب من 50 مليار دولار من "الأرز" الخليجي! لكن الاقتصاديات الخليجية بدأت تعاني بقسوة جراء الانخفاض المستمر في أسعار البترول، إلى الدرجة التي دفعت صندوق النقد الدولي إلى التنبؤ أن المملكة العربية السعودية ستفلس في غضون خمس سنوات حسبما نقلت صحيفة الاندبندنت البريطانية، مع توقعات بعجز في الموازنة السعودية في العام القادم وحده بـ 100 مليار دولار! بينما بدأت الإمارات توقف دعم البترول عن المواطنين الإماراتيين للشهر الثالث على التولي، وأعلن أمير الكويت انخفاض عائدات البترول إلى النصف! هل يستطيع السيسي أن يستمر مع انخفاض الدعم الخليجي له؟ وحتى متى؟ *
الزيارات الخارجية للسيسي ربما كانت في السابق حلا لأزمة الشرعية التي يعاني منها، لكن هذه الإستراتيجية كانت تعتمد على الحصول على اعتراف دولي بالسرقة التي حدثت في الثالث من يوليو، ثم إجراء انتخابات جديدة تعزز شرعية 30 يونيو، لمحو الشرعية الأصيلة التي انقلبوا عليها، وهو ما فشلوا فيه فشلا ذريعا حتى الآن! وبدا أن هذه الدول (وخاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا) تستقبل السيسي فقط لأنه يقدم لهم رشى سياسية بعقد صفقات بالمليارات لا تستفيد منها مصر بشيء، مقابل بضع لقاءات يجريها المسؤولون هناك، ولقطات يحصل عليها السيسي فوق السجادة الحمراء! فما الذي ستستفيد منه مصر حقا من هذه الزيارات سوى الشو الإعلامي، كالذي حصل عليه السيسي يوم افتتاح القناة، وبعدها مباشرة ارتفع سعر الدولار؟؟ ثم إنه بمرور الوقت صارت هذه الزيارات الخارجية مصدر إزعاج للنظام، الذي أصبح عليه أن يسمع صرخات المعارضين في ألمانيا، وتحمل صفعاتهم في نيويورك، ويخشى من الدعاوى القضائية رفعوها في بريطانيا وجنوب إفريقيا! وأصبح إحراج السيسي والوفد المرافق له عملا بطوليا يتنافس عليه الجميع! وبمرور الوقت أيضا تحول النظام من الحديث عن مصر التي ستصبح قد الدنيا إلى البحث عن كبش فداء لكارثة غرق الإسكندرية أو ارتفاع سعر الدولار! صرنا نرى استقالات في جسد النظام (محافظ البنك المركزي ومحافظ الإسكندرية)، وصار هطول الأمطار في الشتاء (وهو أمر يحدث سنويا في مصر منذ آلاف السنين) مصدر قلق للحكومة ورعب للمسؤولين، وكأنهم يواجهون زلزالا أو إعصارا جامحا! تحولت آمال المصريين من الطريق إلى إيلات إلى الطريق نحو آخر الشارع! ومن عبور خط بارليف إلى عبور كوبري المندرة الشهير في الإسكندرية! والذي مات فيه قبطانا بحريا منذ أسبوعين! وبعد أن عانينا من مذبحة بحر البقر الشهيرة صرنا نسمع عن كارثة في قرية صغيره إسمها ''عفونه '' في وادي النطرون في البحيرة غرقت بالكامل وتدمر 87 منزلا فيها كليا، وتوفي 9 مواطنين، 6 غرقاً و3 صعقا بالكهرباء. وصار على الإعلام أن يقوم بمجهود أكبر كي يبعد عن السيسي وانقلابه مسؤولية هذه الكوارث والجثث التي تموت غرقا أو صعقا بالكهرباء! *
هناك حالة من التشكك في قدرة السيسي على الاستمرار، وفي أن ينجو من الغرق وسط الأزمات التي تتصاعد! فلا السياسة بخير، ولا الاقتصاد يتعافى، ولا سيناء تحت السيطرة! السياحة في الحضيض، والأسعار في السماء، ومياه الأمطار دخلت كل بيت! شركات الطيران الألمانية والبريطانية والفرنسية والخليجية علقت رحلاتها إلى سيناء! وسيناء لا يبدو أنها تحت السيطرة! ويوما بعد يوم ينفض بعض مؤيدي السيسي عنه، شاعرين بأن الرياح قد تغيرت، وأن وقت التغيير قد حان، وسط دعوات متزايدة للعودة إلى الميدان! كلمتي
نيسان ـ نشر في 2015/11/05 الساعة 00:00