'هلوغرام'* ويقترب من التلاشي
نيسان ـ نشر في 2023/10/09 الساعة 00:00
الذي يتبنى المقاومة يتبناها لأن قوته غير متكافئة مع عدوه، ويحرّم عليه الموقف الدولي إنشاء جيش نظامي كونه يقع تحت احتلال استعماري لا يُقر بحقوقه، والموقف الدولي متواطئ مع المحتل، لذلك ليس له إلا طريق واحدة وهي استثمار أي فرصة للمقاومة يسمح بها الموقف الدولي، لأن السكوت على الاحتلال الغاشم من أجل السلامة الذليلة، سيضيّع الحق ويُميته بالتقادم..
استثمار الفرص تجلى في أن الموقف الدولي الآن سمح بجدع أنف اسرائيل وإيجاعها بسبب تمردها، ووضعها أمام مصير مجهول.. وإيقاظها لتقف عند حدها، وتعرف أين هي وأين تنام، وأنها لا تستطيع أن تغفو بأمان لولا اسيادها الاستعماريون، فكيف لها أن تتوسع في محيطها العربي جاعلة نفسها دولة استعمارية، دون أخذ الإذن من صاحب الشأن.. الذي أوجدها من العدم.
ثم أن دولة المغتصبين وهذا حالها، لا تستطيع حماية مدنييها وجيشها من أصحاب الحق الذين تبطش بهم كل حين لإجبارهم على التنازل عن حقوقهم وأرضهم.. وتُمني نفسها بالسيطرة على العالم العربي وهي كذبابة حطت على ظهر فيل.. وإن رضخ لها أنظمة الاستعمار فإن أهل فلسطين لا ينسون أرضهم ولا حريتهم، وكل يوم يزداد إصرارهم على المقاومة والتحرر.. مع كل هجمة على بيوتهم ومع كل شهيد يرتقي.. وهم ليسوا نداً لها إلا أن مقاومتهم تزرع في قلوب الصهاينة حقيقة أن فلسطين ليست ارضهم، وليست المكان الأمثل للعيش كما صوره لهم الصهاينة الأولون..
والأكثر من ذلك أن الدولة المارقة ستقتنع أن استثماراتها في الدول العربية وأطماعها في محيطها العربي ما هو إلا طيف "هيلوغرامي" صنعه الاستعمار في غير هذا الزمن، وقد طال عليه الأمد، فتغيرت المصالح والاصطفافات، وما عادت الصورة الهلوغرامية تناسب هذا الزمن وسيتلاشى عند انطفاء مصدر الضوء في الكيان الغاصب.. ومن يفقد الاستقرار في بيته لن يستطيع أن يتوسع في محيطه، ويبحث عن حق مزعوم مات قبل ثلاثة آلاف سنة وأصبح اساطير لا واقع لها، وليس له أثر يدل عليه..!!.
في الصراع مع الاحتلال، وبخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالطرف المقاوم لسلطة الاحتلال، الأمر لا يقاس بالنصر الكامل أو الهزيمة الكاملة، بل بما تحققه المقاومة، من اختراقات، تجعل الحق حياً عبر الأجيال، وكل عملية مقاومة تعيد النكبة للأجيال التي لم تعش احتلال فلسطين، "جذعة" كأنما حصلت البارحة، فتستمر في وجدان الأجيال، جيل يسلم الأمانة للآخر.. وسيرى العالم العربي والإسلامي أن دولة الاحتلال لم تكن إلا طيفاً هلوغرامياً ظهر في سمائنا في لحظة ضعف وتفرق، ثم تلاشى إلى غير رجعة..
* الهلوغرام: تقنية حديثة تسمح بإنشاء صور ثلاثية الأبعاد باستخدام أشعة الليزر، يراها الناظر كأنها حقيقة..
استثمار الفرص تجلى في أن الموقف الدولي الآن سمح بجدع أنف اسرائيل وإيجاعها بسبب تمردها، ووضعها أمام مصير مجهول.. وإيقاظها لتقف عند حدها، وتعرف أين هي وأين تنام، وأنها لا تستطيع أن تغفو بأمان لولا اسيادها الاستعماريون، فكيف لها أن تتوسع في محيطها العربي جاعلة نفسها دولة استعمارية، دون أخذ الإذن من صاحب الشأن.. الذي أوجدها من العدم.
ثم أن دولة المغتصبين وهذا حالها، لا تستطيع حماية مدنييها وجيشها من أصحاب الحق الذين تبطش بهم كل حين لإجبارهم على التنازل عن حقوقهم وأرضهم.. وتُمني نفسها بالسيطرة على العالم العربي وهي كذبابة حطت على ظهر فيل.. وإن رضخ لها أنظمة الاستعمار فإن أهل فلسطين لا ينسون أرضهم ولا حريتهم، وكل يوم يزداد إصرارهم على المقاومة والتحرر.. مع كل هجمة على بيوتهم ومع كل شهيد يرتقي.. وهم ليسوا نداً لها إلا أن مقاومتهم تزرع في قلوب الصهاينة حقيقة أن فلسطين ليست ارضهم، وليست المكان الأمثل للعيش كما صوره لهم الصهاينة الأولون..
والأكثر من ذلك أن الدولة المارقة ستقتنع أن استثماراتها في الدول العربية وأطماعها في محيطها العربي ما هو إلا طيف "هيلوغرامي" صنعه الاستعمار في غير هذا الزمن، وقد طال عليه الأمد، فتغيرت المصالح والاصطفافات، وما عادت الصورة الهلوغرامية تناسب هذا الزمن وسيتلاشى عند انطفاء مصدر الضوء في الكيان الغاصب.. ومن يفقد الاستقرار في بيته لن يستطيع أن يتوسع في محيطه، ويبحث عن حق مزعوم مات قبل ثلاثة آلاف سنة وأصبح اساطير لا واقع لها، وليس له أثر يدل عليه..!!.
في الصراع مع الاحتلال، وبخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالطرف المقاوم لسلطة الاحتلال، الأمر لا يقاس بالنصر الكامل أو الهزيمة الكاملة، بل بما تحققه المقاومة، من اختراقات، تجعل الحق حياً عبر الأجيال، وكل عملية مقاومة تعيد النكبة للأجيال التي لم تعش احتلال فلسطين، "جذعة" كأنما حصلت البارحة، فتستمر في وجدان الأجيال، جيل يسلم الأمانة للآخر.. وسيرى العالم العربي والإسلامي أن دولة الاحتلال لم تكن إلا طيفاً هلوغرامياً ظهر في سمائنا في لحظة ضعف وتفرق، ثم تلاشى إلى غير رجعة..
* الهلوغرام: تقنية حديثة تسمح بإنشاء صور ثلاثية الأبعاد باستخدام أشعة الليزر، يراها الناظر كأنها حقيقة..
نيسان ـ نشر في 2023/10/09 الساعة 00:00