رسالة إلى قيادات م.ت.ف
نيسان ـ نشر في 2015/11/07 الساعة 00:00
أصبح من الضروري أن توّجه رسالة إلى كل الذين أيّدوا مسار اتفاق أوسلو، ولا سيما إلى الذين أصرّوا عليه بعد استشهاد ياسر عرفات، ومضوا مع محمود عباس في مسار التنسيق الأمني والمفاوضات ثم المفاوضات إلى أن ارتطمت بالحائط، وما زالوا مصرين على هذا النهج، ولم يعد لديهم أي أمل فيه. فصار سيرهم على هذا الدرب غاية بحد ذاتها.
ولهذا تراهم اليوم يسعون إلى إجهاض الانتفاضة، وإن بخجل ومكر شديدَيْن. الأمر الذي سمح لوزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري بالإصرار على تسمية ساحة المسجد الأقصى بجبل الهيكل، وهو يطالب نتنياهو بالالتزام بالحفاظ على الوضع القائم (الستاتيكو) تجنبا من انتقال الانتفاضة الراهنة إلى انتفاضة شاملة تحقق أكثر من تراجع نتنياهو عن التقسيم الزماني للصلاة في المسجد الأقصى.
ما يجب أن تقوله الرسالة في الوقت الحاضر، يتلخص في ما يلي:
أولا: على الرغم من صعوبة تفهّم موقفكم، أساسا قادة حركة فتح، من التخلي عن المنطلقات والثوابت التي تأسّست عليها، وأطلقت الرصاصة الأولى تحت رايتها، وحافظت عليها عند تسلّم قيادة م.ت.ف وإصدار الميثاق الوطني عام 1968.
ثم على الرغم من صعوبة تفهم موقفكم، أساسا قادة حركة فتح وكوادرها، من توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 والسير على نهجه حتى 2000، وما جرى من إدانة للكفاح المسلح ومطاردة للمقاومين،
فإن من شبه المحال تفهّم استمراركم على هذا النهج بعد استشهاد ياسر عرفات والمضيّ بعيدا في التنسيق الأمني والمفاوضات التي راح الاستيطان في القدس والضفة يتضاعف في ظلها، ثم دخل عدم الفهم، في المحال نفسه، حين لم تقفوا في ظل الانتفاضة الراهنة، لتراجعوا أو، في الأدّق، لتسقطوا نهائيا نهج اتفاق أوسلو. وتوقفوا التنسيق الأمني. وتنتهوا من مهزلة التفاوض والعودة إلى التفاوض.
ثانيا: إن كل من يلتقيهم المرء من قيادات فتح وكوادها، ومن قيادات فصائل م.ت.ف التي سارت على نهج أوسلو وكوادها لا يسمع إلاّ قولاً واحداً بأن طريق التسوية فشل وانتهى، ولا أمل في أمريكا أو في أوروبا، أو في القيادة الصهيونية، في تحقيق دولة للفلسطينيين، ولا حتى سلطة تحت الاحتلال، ولا وقفا للاستيطان أو لتهويد القدس، أو لاستمرار العمل لتقسيم المسجد الأقصى أو حتى هدمه.
ويردّد القول نفسه المقرّبون من محمود عباس، وعلى لسانه، بأن لا أمل في أن يخرج من أمريكا أو نتنياهو غير الذي خرج حتى الآن. ولكنه من ناحية أخرى، وبالرغم من يأسه التام من نهج التسوية والمفاوضات، إلاّ أنه يرفض رفضاً قاطعاً التخلي عنه ويرفض أكثر الانتفاضة والمقاومة الشبابية الجارية الآن، وسيبذل كل جهد لديه من أجل العودة إلى التهدئة. ثالثا: أصبح شعار محمود عباس عمليا، وإن لم يعلنه بعد: لا شيء يأتي من نهج التسوية والمفاوضات خير، وأفضل، من تحرير الضفة والقدس من خلال الانتفاضة والمقاومة. أي نحن أمام عقدة نفسية لا حلّ لها وأمام عناد طفولي لا براء منه، وإلاّ كيف يمكن أن يفسَّر هذا التمسّك بالخط السياسي الفاشل والذي تكرّر فشله منذ العام 1993 حتى اليوم، أي على مدى 22 عاما بغير العقدة النفسية والعناد الطفولي. ثم زد على ذلك وجود قناعة لديه بأن نتنياهو وأمريكا (راضية أو نصف راضية) لم يعطياه شيئاً، ولن يعطياه شيئاً، بل أخذا منه مناطق (أ) التي أعطاها اتفاق أوسلو، وقد عاد إليها الاحتلال. - حقا نحن أمام عجب عجاب. - العقدة النفسية والعناد الطفولي يمكن أن يصاب بهما الفرد، أما أن ينتقلا إلى حركة كبيرة وإلى عدّة فصائل فأمرٌ لم يسبق له مثيل في الأقل في التجربة الفلسطينية من قبل. وذلك لأن الوضع الفلسطيني الراهن لا يستطيع الاستمرار على البقاء تحت الاحتلال واستشراء الاستيطان وتهويد القدس وتهديد المسجد الأقصى، ناهيك عن استمرار حصار قطاع غزة، وعدم إطلاق الأسرى. ثم ناهيك أكثر عن أن القضية الفلسطينية: قضية تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وعودة كل اللاجئين وورثتهم، لا تحتمل أن تستمر على الوضع الراهن وما تعانيه من أخطار وتحديّات التصفية، فضلاً عن إشكالات التجاهل وإبعادها عن موقع القضية المركزية للعرب والمسلمين. رابعا: ليس المقصود هنا التحريض لإبعاد محمود عباس. وذلك استنادا، بالدرجة الأولى، إلى قاعدة: "إرضَ بمنحوسك لئلا يجيء الأنحس". ولكن المقصود أن تأخذ قيادة فتح وكوادرها وكذلك فصائل م.ت.ف، قرارا ينزل إلى التنفيذ فورا ويقضي بوقف التنسيق الأمني. ثم بالانخراط فورا بالانتفاضة الحالية باعتبار الانتفاضة الشعبية الشاملة وما يتوّلد من أشكال المقاومة هما الاستراتيجية الكفيلة بدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات: أي تحرير الضفة والقدس وفك حصار غزة وإطلاق كل الأسرى، وبلا قيد أو شرط. أي، بلا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات. وبعيدا من منهج البحث عن حل للقضية الفلسطينية أكان مرحليا أم دائما. وقد أثبتت كل التجارب أنه مدمّر ومقدّم لتنازلات مجانية. نعم آن الأوان، أن يؤخذ هذا القرار الذي يمنع إجهاض الانتفاضة أو تمييعها، بل يُصعّدها. ومن ثم يقال لمحمود عباس إبقَ رئيسا بلا صلاحيات كما طالبت ياسر عرفات، (طبعا ليس رمزا لأنك لا تحب أن تكون كذلك ولا تستطيع أن تكون كذلك)، واتركنا والانتفاضة والشباب والشابات والفتيان والفتيات والشعب لبضعة أشهر، أو لمدة أقصاها عام، حتى يندحر الاحتلال وتفكك المستوطنات وبلا قيد أو شرط. وسترى بالواقع الملموس أي استراتيجية أصحّ وأي أهداف أصحّ كما رأيت بالواقع الملموس فشل استراتيجية التسوية والمفاوضات، فشل أولوية هدف بناء دويلة على أراضي ما قبل حزيران 1967. بل فشل حتى سلطة حكم ذاتي وفقا لاتفاقية أوسلو. عربي 21
فإن من شبه المحال تفهّم استمراركم على هذا النهج بعد استشهاد ياسر عرفات والمضيّ بعيدا في التنسيق الأمني والمفاوضات التي راح الاستيطان في القدس والضفة يتضاعف في ظلها، ثم دخل عدم الفهم، في المحال نفسه، حين لم تقفوا في ظل الانتفاضة الراهنة، لتراجعوا أو، في الأدّق، لتسقطوا نهائيا نهج اتفاق أوسلو. وتوقفوا التنسيق الأمني. وتنتهوا من مهزلة التفاوض والعودة إلى التفاوض.
ثانيا: إن كل من يلتقيهم المرء من قيادات فتح وكوادها، ومن قيادات فصائل م.ت.ف التي سارت على نهج أوسلو وكوادها لا يسمع إلاّ قولاً واحداً بأن طريق التسوية فشل وانتهى، ولا أمل في أمريكا أو في أوروبا، أو في القيادة الصهيونية، في تحقيق دولة للفلسطينيين، ولا حتى سلطة تحت الاحتلال، ولا وقفا للاستيطان أو لتهويد القدس، أو لاستمرار العمل لتقسيم المسجد الأقصى أو حتى هدمه.
ويردّد القول نفسه المقرّبون من محمود عباس، وعلى لسانه، بأن لا أمل في أن يخرج من أمريكا أو نتنياهو غير الذي خرج حتى الآن. ولكنه من ناحية أخرى، وبالرغم من يأسه التام من نهج التسوية والمفاوضات، إلاّ أنه يرفض رفضاً قاطعاً التخلي عنه ويرفض أكثر الانتفاضة والمقاومة الشبابية الجارية الآن، وسيبذل كل جهد لديه من أجل العودة إلى التهدئة. ثالثا: أصبح شعار محمود عباس عمليا، وإن لم يعلنه بعد: لا شيء يأتي من نهج التسوية والمفاوضات خير، وأفضل، من تحرير الضفة والقدس من خلال الانتفاضة والمقاومة. أي نحن أمام عقدة نفسية لا حلّ لها وأمام عناد طفولي لا براء منه، وإلاّ كيف يمكن أن يفسَّر هذا التمسّك بالخط السياسي الفاشل والذي تكرّر فشله منذ العام 1993 حتى اليوم، أي على مدى 22 عاما بغير العقدة النفسية والعناد الطفولي. ثم زد على ذلك وجود قناعة لديه بأن نتنياهو وأمريكا (راضية أو نصف راضية) لم يعطياه شيئاً، ولن يعطياه شيئاً، بل أخذا منه مناطق (أ) التي أعطاها اتفاق أوسلو، وقد عاد إليها الاحتلال. - حقا نحن أمام عجب عجاب. - العقدة النفسية والعناد الطفولي يمكن أن يصاب بهما الفرد، أما أن ينتقلا إلى حركة كبيرة وإلى عدّة فصائل فأمرٌ لم يسبق له مثيل في الأقل في التجربة الفلسطينية من قبل. وذلك لأن الوضع الفلسطيني الراهن لا يستطيع الاستمرار على البقاء تحت الاحتلال واستشراء الاستيطان وتهويد القدس وتهديد المسجد الأقصى، ناهيك عن استمرار حصار قطاع غزة، وعدم إطلاق الأسرى. ثم ناهيك أكثر عن أن القضية الفلسطينية: قضية تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وعودة كل اللاجئين وورثتهم، لا تحتمل أن تستمر على الوضع الراهن وما تعانيه من أخطار وتحديّات التصفية، فضلاً عن إشكالات التجاهل وإبعادها عن موقع القضية المركزية للعرب والمسلمين. رابعا: ليس المقصود هنا التحريض لإبعاد محمود عباس. وذلك استنادا، بالدرجة الأولى، إلى قاعدة: "إرضَ بمنحوسك لئلا يجيء الأنحس". ولكن المقصود أن تأخذ قيادة فتح وكوادرها وكذلك فصائل م.ت.ف، قرارا ينزل إلى التنفيذ فورا ويقضي بوقف التنسيق الأمني. ثم بالانخراط فورا بالانتفاضة الحالية باعتبار الانتفاضة الشعبية الشاملة وما يتوّلد من أشكال المقاومة هما الاستراتيجية الكفيلة بدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات: أي تحرير الضفة والقدس وفك حصار غزة وإطلاق كل الأسرى، وبلا قيد أو شرط. أي، بلا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات. وبعيدا من منهج البحث عن حل للقضية الفلسطينية أكان مرحليا أم دائما. وقد أثبتت كل التجارب أنه مدمّر ومقدّم لتنازلات مجانية. نعم آن الأوان، أن يؤخذ هذا القرار الذي يمنع إجهاض الانتفاضة أو تمييعها، بل يُصعّدها. ومن ثم يقال لمحمود عباس إبقَ رئيسا بلا صلاحيات كما طالبت ياسر عرفات، (طبعا ليس رمزا لأنك لا تحب أن تكون كذلك ولا تستطيع أن تكون كذلك)، واتركنا والانتفاضة والشباب والشابات والفتيان والفتيات والشعب لبضعة أشهر، أو لمدة أقصاها عام، حتى يندحر الاحتلال وتفكك المستوطنات وبلا قيد أو شرط. وسترى بالواقع الملموس أي استراتيجية أصحّ وأي أهداف أصحّ كما رأيت بالواقع الملموس فشل استراتيجية التسوية والمفاوضات، فشل أولوية هدف بناء دويلة على أراضي ما قبل حزيران 1967. بل فشل حتى سلطة حكم ذاتي وفقا لاتفاقية أوسلو. عربي 21
نيسان ـ نشر في 2015/11/07 الساعة 00:00