الاموات وحدهم لا يخطئون
نيسان ـ نشر في 2015/11/08 الساعة 00:00
من لا يعمل لا يخطئ ومن لا يخطئ لا يتعلم .. هذه المقولة بكل حروفها وتفاصيلها تطبق على الكثير من المؤسسات ، بفارق بسيط وهو ان من لا يعمل في بلادنا يبحث عن اخطاء الاخرين لتبرير تقصيره الشخصي والاخلاقي.
يقول زعيم الثورة البلشفية في الاتحاد السوفيتي فلاديمِرلينن ان " من لا يعمل لا يخطئ، ويسترسل بالقول ان" الأموات وحدهم الذين لا يخطئون" ، والكن اللذين لا يعملون في اوطاننا يقبعون خلف مقاماتهم الوثيرة لتوجيه اللوم لهذا ومحاباة ذاك والنيل من هذا والتقليل من شأن ذاك .
هذا الخلط بين من يعمل ومن لا يعمل وبين من الحقائق والاوهام شكل امرا مفرطا في الحساسية، ولكنه بالنسبة للمسؤولين غير قابل النقاش اما لانهم حزء من هذا الواقع او لكونهم اكثر المستفيدين منه .
في الحقيقة لا يوجد وضع، سواء في دولة، أو مؤسسة، تعتبر المسؤول او متخذي القرار منزهين عن الخطأ ولا يأتيهم الباطل من بين يديهم او من خلفهم.
ليس عيباً أن نخطئ، لكن العيب الأكبر أن نستمر على مواصلة الخطأ ونصر عليه، ونعتبره امرا محسوما لا جدال فيه، وهنا تتدخل النفس البشرية حينما تنغمس في المكابرة وعدم الاعتراف بالإخفاق والفشل، لتقودك إلى مزيد من الأخطاء، بل المزيد من الابتذال ونكران عمل الاخرين الذي يستحقون المكافئة والتقدير.
ولكي نستطيع قراءة ما يجري من اخفاقات او احتى تفكيك بعض التصرفات البعض من الجالسين بلا حراك، لا بد من النظر الى الواقع بتجرد..
مجرد اطلالة على مخرجات التعليم ندرك ان المصيبة في الاسس، وفي طبيعة العلاقة الغير متوازنة بين المدراء والمدرسين في الميدان.
فعلى سبيل المثال يصر البعض على ان الانتماء للوطن ما هو إلا إلغاء للآخر، وبتعبير أدق «أسفنة الأآخر» الذي التزم بالدوام وتقديم ما هو مطلوب منه، بل أضاف جديدا وربما ابتكر شيئا ولكنه نسي أن يقف باستعداد أمام ساري العلم.
وفي التجارب اليومية ما يدل على هذا الانحراف القيمي الغير مبرر.. احد اولياء الامور اضطر لتقديم هدية قيمة لاحد المدرسين خوفا من يقوم الاخير بترسيب ابنه في مادة الانجليزي ، علما ان المذكور يمضي معظم وقته في التلاعب بهاتفه تاركا التلاميذ دون مساعدة..
بينما مدرس اخر يتفانى في تعليم الطلاب وبذل كل طاقته لمساعدتهم تلقى عقوبة من المدير لانه نسي ترتيب الطلاب صباحا امام المسؤول القادم من الوزارة.
هذا الخلط يجعلنا في حيرة من امرنا ويضع المعيقات امامنا بحيث يصعب علينا التفريق بين الحقائق والاوهام كونهما ضرورة منطقية واخلاقية وتربوية
نيسان ـ نشر في 2015/11/08 الساعة 00:00