دلائل خسارة إسرائيل معركة الإعلام والانطباع
نيسان ـ نشر في 2023/11/22 الساعة 00:00
تتقادم مزيد من مؤشرات خسارة إسرائيل معركة الانطباع والإعلام والصورة والرأي العام، وهذه المرة من استطلاع للرأي ذي مصداقية من إحدى الجامعات الأميركية المميزة، أي أنه استطلاع أكاديمي على درجة من الحيادية والعلمية. تقول نتائج الاستطلاع إن 66 % من المستطلعة آراؤهم ممن هم تحت سن الخامسة والثلاثين لا يوافقون على ردة فعل إسرائيل بعد أحداث 7 أكتوبر، وهم بذات الوقت يرفضون ما حدث في ذلك اليوم، وهذه الفئة من الأميركيين تتعاطف مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين بنسبة تصل إلى 52 %، ويعتقدون أن أميركا تدعم إسرائيل بإفراط بنسبة 50 %. هذه النسب تذهب باتجاه معاكس تماما إذا ما كانت فئة المستطلعة آراؤهم أكبر من 65 عاما من العمر، ما يشير إلى تغير كبير وجوهري لفئة الشباب باتجاه مناوئ لإسرائيل وأفعالها وسلوكها. إسرائيل في عيون الشباب ليست تلك التي أحبها وتعاطف معها الكبار، بل شيء جدلي وسلبي.
أهمية هذه الاستطلاعات أنها علمية دقيقة لا سيما في الدول الديمقراطية، بنسبة خطأ تصل بأعلى الحدود لزائد أو ناقص 3 %، وهذا يعني أنها مؤشر صحيح لما يحدث على أرض الواقع. هذه الآراء المستطلعة سوف تنعكس على صناعة القرار عاجلا غير آجل، ففي الدول الديمقراطية التي فيها الانتخابات معيار لتبوؤ الموقع وصناعة القرار، يكون المرشحون حساسين لآراء الناخبين، فإن كانت فئة الشباب تنظر لإسرائيل سلبا بسبب سلوكها، فالمرشحون سوف يتماهون مع ذلك. ثمة لوبيات تعمل وهي مؤثرة وفاعلة وهذا صحيح، ولكن حتى هذه اللوبيات ستفقد قدرتها على العمل والتأثير في ظل التحول بالرأي العام. إنها معركة الحق والمنطق والإنسانية، والتي يقول لنا التاريخ إن كل أموال الدنيا لن تغلبها أو تتفوق عليها، والداعمون لإسرائيل هم ذاتهم سوف يبدأون بالضغط على إسرائيل لكي تبدل من سلوكها وأفعالها، لأن ما قامت وتقوم به منذ عقد من الزمان على الأقل جعلها تخسر كثيرا من التعاطف والانطباع الإيجابي عنها.
هذه الأرقام وغيرها لا بد وأن تقلق أي صانع قرار إسرائيلي، ولا بد أن يسألوا أنفسهم لماذا هذا يحدث؟ وما الخطأ الذي ارتكبته إسرائيل لكي تخسر معركة الانطباع؟. مراكز الدراسات والجامعات بإسرائيل لا بد أن تدرس ذلك وبعلمية، وعندها سوف تكتشف أن اليمين الإسرائيلي ومن هم على شاكلة بن غفير الذي ينتقص حق الإنسان الفلسطيني بالعيش، والآخرين الذين يستحضرون الروايات الدينية ليقرروا أن الأرض لهم ويجب طرد الفلسطينيين منها، هي ما يجعل إسرائيل تخسر من شكلها الدولي وتظهر بمظهر الدولة العنصرية المتجبرة على حق شعب بأكمله بالحياة والكرامة الوطنية. يتزامن ذلك مع وعي فلسطيني وعربي متنام بضرورة أنسنة الصراع، واستخدام وسائل تشكيل الانطباع السلمية والإنسانية المؤثرة لتغيير النمطية السائدة عن الفلسطينيين والعرب، وإظهار إسرائيل بما هي عليه من حقيقة.
إننا نكسب معركة الانطباع وهذا سيكسبنا معركة الحقوق السياسية.
الغد
أهمية هذه الاستطلاعات أنها علمية دقيقة لا سيما في الدول الديمقراطية، بنسبة خطأ تصل بأعلى الحدود لزائد أو ناقص 3 %، وهذا يعني أنها مؤشر صحيح لما يحدث على أرض الواقع. هذه الآراء المستطلعة سوف تنعكس على صناعة القرار عاجلا غير آجل، ففي الدول الديمقراطية التي فيها الانتخابات معيار لتبوؤ الموقع وصناعة القرار، يكون المرشحون حساسين لآراء الناخبين، فإن كانت فئة الشباب تنظر لإسرائيل سلبا بسبب سلوكها، فالمرشحون سوف يتماهون مع ذلك. ثمة لوبيات تعمل وهي مؤثرة وفاعلة وهذا صحيح، ولكن حتى هذه اللوبيات ستفقد قدرتها على العمل والتأثير في ظل التحول بالرأي العام. إنها معركة الحق والمنطق والإنسانية، والتي يقول لنا التاريخ إن كل أموال الدنيا لن تغلبها أو تتفوق عليها، والداعمون لإسرائيل هم ذاتهم سوف يبدأون بالضغط على إسرائيل لكي تبدل من سلوكها وأفعالها، لأن ما قامت وتقوم به منذ عقد من الزمان على الأقل جعلها تخسر كثيرا من التعاطف والانطباع الإيجابي عنها.
هذه الأرقام وغيرها لا بد وأن تقلق أي صانع قرار إسرائيلي، ولا بد أن يسألوا أنفسهم لماذا هذا يحدث؟ وما الخطأ الذي ارتكبته إسرائيل لكي تخسر معركة الانطباع؟. مراكز الدراسات والجامعات بإسرائيل لا بد أن تدرس ذلك وبعلمية، وعندها سوف تكتشف أن اليمين الإسرائيلي ومن هم على شاكلة بن غفير الذي ينتقص حق الإنسان الفلسطيني بالعيش، والآخرين الذين يستحضرون الروايات الدينية ليقرروا أن الأرض لهم ويجب طرد الفلسطينيين منها، هي ما يجعل إسرائيل تخسر من شكلها الدولي وتظهر بمظهر الدولة العنصرية المتجبرة على حق شعب بأكمله بالحياة والكرامة الوطنية. يتزامن ذلك مع وعي فلسطيني وعربي متنام بضرورة أنسنة الصراع، واستخدام وسائل تشكيل الانطباع السلمية والإنسانية المؤثرة لتغيير النمطية السائدة عن الفلسطينيين والعرب، وإظهار إسرائيل بما هي عليه من حقيقة.
إننا نكسب معركة الانطباع وهذا سيكسبنا معركة الحقوق السياسية.
الغد
نيسان ـ نشر في 2023/11/22 الساعة 00:00