مواقع التواصل الإجتماعي ما بين الداعم والهادم

مروان رواشدة
نيسان ـ نشر في 2023/11/25 الساعة 00:00
التطور التكنولوجي السريع أتاح للأفراد طرق متعددة في دعمهم للقضايا المختلفة، فسهولة الوصول لهذه المواقع وسهولة النشر عليها جعلت الإقبال عليها يزداد يومًا بعد يوم.
فمواقع التواصل الإجتماعي التي أصبحت متاحة للجميع والتي يستخدمها أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية بمعدل ساعتين ونصف يوميًا للمستخدم الواحد وبمعدل 10 مليارات ساعة يوميًا لكل سكان العالم (حسب آخر الإحصائيات) مكنت العالم من التعبير عن رأيه بكل سهولة.
لكن، هل إستطاع العالم العربي إستغلال هذه المواقع لصالح قضية فلسطين؟
المواطن العربي تمكن من تصدير قضية فلسطين للمجتمعات الغربية واستطاع أن يغير الرأي العام الغربي ولو بشكل جزئي بخصوص فلسطين، فاستطاع من خلال نشره بلغات مختلفة أن يرفع من نسبة الوعي الغربي تجاه فلسطين واستطاع أن يغير أفكار الكثير من الأشخاص (الأجانب) الذين كانوا يعتقدون أن المقاومة حركة إرهابية بسبب تأثرهم بالرواية الإسرائيلية وتغيير نظرتهم إلى أن المقاومة هي حركة تحرر تقاوم الإحتلال.
لو نظرنا إلى الشعب الأردني، هل ساهم في تغيير الرأي العام الغربي؟
منذ بداية ٧ أكتوبر إلى اليوم لم يتوقف الشعب الاردني عن تصدير الرواية الفلسطينية الصحيحية للمجتمعات الغربية، ولم يتوقف عن نشر جرائم إسرائيل للمجتمع الدولي مخاطبهم بلغتهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حسب إحصائية "Makana360" تبين أن لدى الأردنيين أكثر من ٣٥ مليون تفاعل مع القضية الفلسطينية وأكثر من ٢.٥ مليون حوار عن القضية الفلسطينية ٣٥٪ منها باللغة الإنجليزية وذلك خلال أول ١٠ أيام من بداية معركة "طوفان الأقصى".
وهذا الأداء القوي بنظري كان على الصعيد الخارجي، لكن الرأي العام الداخلي على مواقع التواصل الإجتماعي يحتاج لوقفة وإعادة نظر، اليوم الرأي العام بإضطراب وغير مستقر، وهذا يعود لعدة أسباب :
أولًا : سهولة إنتشار الشائعات، فقد بينت الدراسات إلى أن الشائعة تنتشر بسرعة تفوق سرعة الخبر الصحيح بـ٦٠٪.
ثانيًا : غياب الوعي المجتمعي، فتعاطي المجتمع مع الأخبار أو المنشورات المظللة على أنها صحيحة ساهم في تشتيت الرأي العام الداخلي.
ثالثًا : وجود خطاب تظليلي هدفه زعزعة وحدة الصف الداخلي وهذا الخطاب مصدره حسابات وهمية موجهة تدار من جهات خارجية وجدت لها في مواقع التواصل الإجتماعي داخل الأردن بيئة خصبة لنشر هذه الأخبار وإرباك الرأي العام وإشغاله معها من أجل تخفيف التعاطي والنشر عن قضية فلسطين.
رابعًا : غياب القدوة أو المؤثر، اليوم نمتلك الكثير من المؤثرين على مواقع التواصل الإجتماعي، ولديهم عشرات الآلاف من المتابعين، إلا أنهم غابوا عن المشهد تمامًا ولم يقدموا خطاب توعوي ينافي الخطاب المظلل الذي يتم نشره.
في إطار الحل نجد أنه تم إستحداث قانون جرائم إلكترونية جديد، ودافعت عنه الحكومة بكل قوتها، الآن يجب أن نرى مبررات هذا الدفاع، ويجب أن يطبق هذا القانون بأن تتم مساءلة كل شخص عن الأخبار المظللة الكاذبة التي نشرها وشتت بها الرأي العام، وهذا أولًا.
ثانيًا : يجب أن يتم التحالف مع الوعي لدى مؤثري مواقع التواصل الإجتماعي وجعلهم يضبطون إيقاع مواقع التواصل الإجتماعي من خلال نشرهم للأخبار الصحيحة ونبذهم للعنصريات المنتشرة التي شتت البوصلة لدى الشعب.
    نيسان ـ نشر في 2023/11/25 الساعة 00:00