الفلسطينيون بين الدم والحبر!!
نيسان ـ نشر في 2023/11/26 الساعة 00:00
مع ضخامة التضحيات في غزة والضفة الغربية وبشاعة القتل والتدمير الصهيوني الذي يواجهه الفلسطينيون على أرضهم بصمود أسطوري ، لا يزال البعض مصر على خياراته البائسة والقيام بتقديم أنفسهم كبديل عن مقاومة الشعب الفلسطيني متبرئون مما قامت به هذه المقاومةيوم ٧ أكتوبر المجيد مصرون على أنهم الشرعية التي تمثل الفلسطينيين ، وأنهم لا زالوا يمدون أيدبهم للسلام .
من غير المفهوم كيف يفكر هؤلاء وكيف يتعاملون مع القضية ، و لا زالوا يعتقدون أن الاتفاقيات التي وقعت مع إسرائيل لا زالت على
قيد الحياة ، ويذهب بعضهم إلى أكثر من ذلك عندما يقولون أن العالم يرفض التعامل إلا معهم على أساس أن الآخر يمارس الإرهاب " المقاومة " ، وينظر هؤلاء للواقع من خلف عدسة سميكة وهم غير قادرين على أن يقروا أن من اتهم المقاومة الفلسطينية في بداية الحرب بالإرهاب نزل اليوم عن الشجرة وتعامل معها حين تمت صفقة التبادل حسب شروطها .
لم يجبر هؤلاء أحد على هذا الواقع ، فهم من أوصلوا أنفسهم إليه ، حين راهنوا على عدو لا يفهم إلا لغة الغدر والقتل وعدم اعترافه بالآخر وعدم التزامه باتفاق أو عهد " أوكلما عاهدوا عهدا نقضه فريق منهم ".
لقد قدمت السلطة في رام الله كل ما لديها للإسرائيليين من تنازلات ، وفي كثير كانت هذه التنازلات المنعطفات على أمل أن يقدم الإسرائيلي شيئا، ولو لذر الرماد في العيون ، ولكن أصرت إسرائيل أن تفقد السلطة كل شيء حتى لم يعد يحسب لها حساب في ملف القضية ، وحتى اللحظة وبعد كل ما حصل في غزة يصر كثير من رجالها على أنه لا زال هناك أمل في العودة للتعامل مع إسرائيل ، واللافت في هذه الظروف أنه حتى لم يقم أحد ممن في رام الله بتقديم استقالته أو القيام بأي تحرك احتجاجا على ما يجري في غزة ، هذا يعني أنهم باقون على قناعاتهم.. بداية الحرب تفتحت عيون وآمال قيادات كثيرة في رام الله على دخول غزة كبديل عن المقاومه وسرعان ما حسم نتنياهو الأمر واكد أنه لا يعترف ولا يثق بهم وذهب إلى أكثر من ذلك حينما وصفهم بالإرهابيين ورفض التعامل معهم ، وعاد القوم بكفي حنين،
الفلسطينيون لا يريدون لأحد ان يقرر مصيرهم ، وهم من سيختارون هذا المصير وبوصلته الوطنية .
بالتأكيد أن الرئيس الشهيد ياسر عرفات لم يكن يريد من الاتفاقيات مبنى في رام الله وموظفين كبار فقط يحصلون على امتيازات متعددة ، بل كانت إرادته أن يحصل على بقعة أرض داخل فلسطين حتى ينتقل النضال وتنتقل المقاومة إلى الداخل ليكون فعلهما أعمق جدوى في مواجهة العدو على على الساحة الوطنية ، وبالتأكيد أن "فتح" هي أول الثورة وأول الرصاص ، وقدمت قافلة طويلة من الشهداء على طريق مسيرة التحرر الوطني الفلسطيني ، ولكنها اليوم بحاجة لإعادة ترتيب أوراقها وأولوياتها حتى تستطيع أن تسترد مكانها الطبيعي في ملحمة المقاومة الفلسطينية التي تقول حماس أنها ليست لوحدها فيها بل مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية على اختلاف توجهاتها ، فلماذا تظل فتح رهينة السياسة التي أثبتت عدم جدواها .
الذين يصدرون أنفسهم اليوم ليقوموا على أشلاء الغزيين فإن فألهم سيخيب وقد خاب أصلا ، ويعرفون جيدا من الذي ارتقى إلى سماء ملحمة المقاومة الوطنية الفلسطينية ومن الذي رضي أن يظل أسير أحلام صدق إسرائيل ، وفي النهاية لن يستطيع الحبر الجاف أن يغطي على دم حار طاهر ينتصب عامود نور بين السماء والأرض .
من غير المفهوم كيف يفكر هؤلاء وكيف يتعاملون مع القضية ، و لا زالوا يعتقدون أن الاتفاقيات التي وقعت مع إسرائيل لا زالت على
قيد الحياة ، ويذهب بعضهم إلى أكثر من ذلك عندما يقولون أن العالم يرفض التعامل إلا معهم على أساس أن الآخر يمارس الإرهاب " المقاومة " ، وينظر هؤلاء للواقع من خلف عدسة سميكة وهم غير قادرين على أن يقروا أن من اتهم المقاومة الفلسطينية في بداية الحرب بالإرهاب نزل اليوم عن الشجرة وتعامل معها حين تمت صفقة التبادل حسب شروطها .
لم يجبر هؤلاء أحد على هذا الواقع ، فهم من أوصلوا أنفسهم إليه ، حين راهنوا على عدو لا يفهم إلا لغة الغدر والقتل وعدم اعترافه بالآخر وعدم التزامه باتفاق أو عهد " أوكلما عاهدوا عهدا نقضه فريق منهم ".
لقد قدمت السلطة في رام الله كل ما لديها للإسرائيليين من تنازلات ، وفي كثير كانت هذه التنازلات المنعطفات على أمل أن يقدم الإسرائيلي شيئا، ولو لذر الرماد في العيون ، ولكن أصرت إسرائيل أن تفقد السلطة كل شيء حتى لم يعد يحسب لها حساب في ملف القضية ، وحتى اللحظة وبعد كل ما حصل في غزة يصر كثير من رجالها على أنه لا زال هناك أمل في العودة للتعامل مع إسرائيل ، واللافت في هذه الظروف أنه حتى لم يقم أحد ممن في رام الله بتقديم استقالته أو القيام بأي تحرك احتجاجا على ما يجري في غزة ، هذا يعني أنهم باقون على قناعاتهم.. بداية الحرب تفتحت عيون وآمال قيادات كثيرة في رام الله على دخول غزة كبديل عن المقاومه وسرعان ما حسم نتنياهو الأمر واكد أنه لا يعترف ولا يثق بهم وذهب إلى أكثر من ذلك حينما وصفهم بالإرهابيين ورفض التعامل معهم ، وعاد القوم بكفي حنين،
الفلسطينيون لا يريدون لأحد ان يقرر مصيرهم ، وهم من سيختارون هذا المصير وبوصلته الوطنية .
بالتأكيد أن الرئيس الشهيد ياسر عرفات لم يكن يريد من الاتفاقيات مبنى في رام الله وموظفين كبار فقط يحصلون على امتيازات متعددة ، بل كانت إرادته أن يحصل على بقعة أرض داخل فلسطين حتى ينتقل النضال وتنتقل المقاومة إلى الداخل ليكون فعلهما أعمق جدوى في مواجهة العدو على على الساحة الوطنية ، وبالتأكيد أن "فتح" هي أول الثورة وأول الرصاص ، وقدمت قافلة طويلة من الشهداء على طريق مسيرة التحرر الوطني الفلسطيني ، ولكنها اليوم بحاجة لإعادة ترتيب أوراقها وأولوياتها حتى تستطيع أن تسترد مكانها الطبيعي في ملحمة المقاومة الفلسطينية التي تقول حماس أنها ليست لوحدها فيها بل مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية على اختلاف توجهاتها ، فلماذا تظل فتح رهينة السياسة التي أثبتت عدم جدواها .
الذين يصدرون أنفسهم اليوم ليقوموا على أشلاء الغزيين فإن فألهم سيخيب وقد خاب أصلا ، ويعرفون جيدا من الذي ارتقى إلى سماء ملحمة المقاومة الوطنية الفلسطينية ومن الذي رضي أن يظل أسير أحلام صدق إسرائيل ، وفي النهاية لن يستطيع الحبر الجاف أن يغطي على دم حار طاهر ينتصب عامود نور بين السماء والأرض .
نيسان ـ نشر في 2023/11/26 الساعة 00:00