عقاب المسلمين في ميانمار

أحمد منصور
نيسان ـ نشر في 2015/11/12 الساعة 00:00
مسلمو الروهانجيا في ميانمار الذين يبلغ عددهم مليون مسلم هم أكثر الأقليات اضطهادا في العالم حسب تقارير الأمم المتحدة وأكثرها عرضة للانقراض والضياع، وقد سلطت المذابح والمجازر والمحارق الوحشية التي أقامها البوذيون لهم منذ عام 2012 وحتى الآن الضوء على مأساتهم غير أن المأساة أصبحت تحت أضواء الدنيا بعدما قررت الحكومة البوذية في ميانمار حرمانهم من حقوق المواطنة في الترشح والأنتخاب في أول انتخابات برلمانية حرة تجرى في البلاد منذ خمسة وعشرين عاما وذلك بعد حملات تهجير وقمع وطرد وتشريد وسجون واعتقالات طوال السنوات الماضية. ولأن الشعب الذي تزيد عدد الأقليات فيه على 50 عرقية وأقلية دينية يعاني من اضطهاد البوذيين وتسلط العسكر فقد خرج أكثر من 80 % ممن لهم حق الانتخاب للتصويت أملا في التخلص من الديكتاتورية الدينية والعسكرية التي تحكم البلاد، ولأن عدد العرقيات الدينية والعرقية كبير فقد أسس هؤلاء ما يزيد على 90 حزبا سياسيا خاضت الانتخابات لكن الصراع الحقيقي كان بين حزب التضامن والتنمية الذي يعتبر الذراع الحاكم للجيش الذي يهيمن على مقاليد السلطة الفعلية في البلاد ويحتفظ بـ25% من مقاعد البرلمان يحصل عليها دون انتخابات، وحزب المعارضة الرئيسي الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية الذي تتزعمه المعارضة البارزة أونغ سان سوتشي ورغم النجاح الساحق الذي حققه حزب سوتشي إلا أن هذا لن يغير كثيرا من أوضاع المسلمين المضطهدين في البلاد حيث لم تقم سوتشي طوال سنوات اضطهاد المسلمين وحرقهم وتهجيرهم بإدانة أعمال الحكومة والمتطرفين البوذيين المتواطئين معها مما يعني أن السيدة وحزبها إن لم يكونوا مؤيدين للجرائم التي ترتكب ضد مسلمي ميانمار فإنهم لا يمانعون في حدوثها. دخل الإسلام إلى ميانمار على يد التجار في القرن السابع الميلادي وانتشر في منطقة أركان التي أسست فيها مملكة إسلامية دام حكمها 350 عاما بين عامي 1430 و1780، وحكمها 48 ملكا مسلما، وفي العام 1824 احتلت بريطانيا ميانمار مع أركان، لكن مسلمي الروهانجيا انتفضوا ضد الاستعمار البريطاني مما جعل البريطانيين يقيمون مجزرة كبيرة لهم في العام 1924 قتل فيها ما يزيد على مائة ألف مسلم، وبعد استقلال ميانمار عن بريطانيا عام 1948، تعرض المسلمون لموجات اضطهاد وتهجير عديدة كان أبرزها في الستينيات حينما وصلت أعداد كبيرة منهم للسعودية التي توجد بها جالية روهانجية كبيرة، لكن لازال هناك أكثر من مليون مسلم يذوقون ألوانا شتى من الإقصاء وكل أملهم ليس أن يحكموا ولكن أن يعترف بهم كمواطنين. الوطن القطرية
    نيسان ـ نشر في 2015/11/12 الساعة 00:00