باسم عوض الله .. يظهر مجددا : (أنا هنا)
نيسان ـ نشر في 2015/11/12 الساعة 00:00
كتب محمد قبيلات
قام الدكتور باسم عوض الله، البارحة، بنشر صورة حديثة يظهر فيها الى جانب الرئيس الفانزويلي مادورو، على صفحته في " فيس بوك".
على الأغلب ستحرك هذه الصورة قريحة المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك الكثير منهم يتسقطون أخباره، وكل ما أثير سابقا من زوبعات إعلامية ضد الرجل كانت تبدأ على الأغلب بعد ظهوره في صورة.
لا شك أن شخصية باسم عوض الله مثيرة للجدل، رغم أن كثيرا من الذين عملوا معه أو عرفوه شهدوا له بالكفاءة والمهنية، وأشار بعضهم إلى أن من أسباب حملات الكراهية ضده، انحيازه لتطبيق القانون وتسييد المؤسسية بصرامة دون مراعاة لأساليب التنفيعات القديمة التي تعودت عليها الطبقة السياسية وبطانتها الإجتماعية.
لكن الفريق الآخر يحمّله المسؤولية عن فشل برنامج التحوّل الاقتصادي، وما رافقه من قضايا فساد كبير متعلق بالمنح وبيوع العقارات وبعض مؤسسات القطاع العام، وكل هذه الاتهامات لم ترقَ الى مستوى القضايا الكاملة الأطراف، فلا قرائن ولا أدلة، وهناك حديث عن أن هيئة مكافحة الفساد نبشت ملفاته ولم تعثر على ما يدينه.
وهذا أمر طبيعي أن تكثر التأويلات والإستنتاجات، في بلد تكاد أن تغيب الشفافية فيه تماما.
هناك من يأخذ على الدكتور باسم عوض الله أنه ناظر مدرسة بيع القطاع العام، وربما كان هذا صحيحا، وهذا لا يعيب الرجل، فهناك نظريات كثيرة تخص القطاع العام وأدائه وترى أن الإدارة الحكومية في دول متقدمة ليست بالكفاءة التي تؤهلها لإدارة منشآت اقتصادية وخدمية.
وحدث في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي أن قامت حكومة امرأة بريطانيا الحديدية بكثير من البيوعات للقطاع العام المملوك للدولة البريطانية، ما عاد على الإقتصاد البريطاني بالمنافع الكثيرة وانتشله من نهاية سوداوية كانت محتمة.
لكن من المؤكد أنه لم يكن هناك فساد، وأن الأمور تمت بمنتهى الشفافية.
ليس مناسبة هذا الحديث ظهور عوض الله الى جانب (سائق الحافلة) الذي أصبح رئيسا لفنزويلا فقط، بل إن هناك ما يثار في هذه الأيام حول عودة الرجل بقوة الى مواقع إدارية حساسة وبدعم قوي من دولة عربية شقيقة.
ومن الطبيعي - ونحن نرفل بـ (ديمقراطية الكلام) أن نفرد تساؤلات الشارع: ما الذي جدّ كي يعود الدكتور باسم عوض الله الى هذه المناصب، وأية إضافة متوقع أن يقدمها، وأية نتائج سنلمس من هذه التعديلات والتغييرات.
لا نعلم، ولا أحد يعلم، والجهل في مثل هذه الأمور - ربما - كان أجدى وأكثر منفعة وأقل مضرّة.
لمتابعة الكاتب على التويتر
@qubilatmohammad
نيسان ـ نشر في 2015/11/12 الساعة 00:00