التحديث السياسي بنسخته الأردنية.. من هندسة الانتخابات إلى هندسة الأحزاب
نيسان ـ نشر في 2024/01/19 الساعة 00:00
محمد قبيلات....
ربما بتنا، نحن كأردنيين، بأمس الحاجة لمراجعة المعاجم اللغوية للحصول على المعنى الوافي لكلمة تفريخ، لكن، من باب التيسير، وبدلا من تكبد مشقة نفض الغبار عن المعاجم القديمة، ما علينا إلّا أن ننهل من بركات الحياة السياسية ونستقي من عبرها معانيَ عملية لتحورات هذه الكلمة "المصطلح"، التي ربما أول ما ابتدعتها ألسنة البشر كان لضرورة التعبير عن مراحل التدجين الأولى، التي شملت استئناس الإنسان للكثير من صنوف النبات والحيوان.
عملت المنظومة السياسية على تفريخ الأحزاب البرامجية بمعنى إنتاجها، وتفريخ الأحزاب الجذرية بمعنى تحويلها إلى حالة من حالات الوداعة التدجينية، وبذلك مهدت، هذه الماكينة الجبارة، للمرحلة السياسية المقبلة وهيأتها لتكون بالمقاسات المطلوبة.
الطرق البدائية لتزبيط نتائج الانتخابات البرلمانية والبلدية، كانت تتم من خلال التدخل التعسفي المباشر في الصناديق، حيث نجح الكثير من أعضاء نادي التفاهة السياسية، في الانتخابات، بفعل فاعل وقح، كان لا يتورع عن حشو الصناديق بكروت الأصوات الزائفة، لترجيح نتيجة أتباعه على كفة الفائزين الحقيقيين.
اليوم، ومع قانون الانتخاب الجديد، ومع الرغبة الرسمية العارمة بدخول الأحزاب إلى ساحة اللعبة، كان لا بد للذهنية العرفية من أن تتمدد وتتجدد في حقول جديدة، فبدأت عملية هندسة الأحزاب لتوائم نتائج هذه المخاطرة والمصالح العليا للطبقة السياسية الرائدة، وأن تبقي النتائج بشكلها المعهود، ضمن عملية تبادل الأدوار المحسوبة جيدا وسلفا.
وهنا كان لا بد من تفريخ مجموعة كبيرة من الأحزاب البرامجية التي تلبي النداء إن أزفت الساعة، وبالمقابل كان لا بد من تفريخ، بالمعنى التدجيني، ديوك المعارضة التأريخية وحشرهم في أقنان ضيقة، وكل ذلك جرى برعاية رسمية للمحافظة على بقاء المشاركة الشعبية في الإدارة شحيحة أكثر مما يمكن.
وضمن عملية التفريخ الرسمية الجبارة إياها، وعلى صعيد الأحزاب المستهدفة من هذه العملية، وهي الأحزاب الجذرية، إسلامية ويسارية وقومية، كان لا بد من تفعيل الخلايا الأمنية النائمة في داخلها، وأن تقوم بخنق أي توجه جديد يأمل الشَّبَّ عن طوق الخنوع لمتطلبات المرحلة، فأخذت، تلك الخلايا، تعيث خرابًا وتعطيلًا، وتؤسس لانشقاقات وتجزيئات جديدة، لإبقاء الأحزاب المعارضة، التي قد تكون في لحظة ما مؤهلة للمنافسة، ضمن حالة السبات والبيات الشتوي التي دخلتها سابقا من جراء القمع والتضييق على مدى العقود الماضية.
ومن أجل أن تكتمل عناصر الفرجة والتشويق، كان لا بد من نثر الكثير من الأرغوزات، بملابسهم وأفكارهم الرثة، في طريق الأحزاب، فظهروا على هيئة منظرين، يهذرون بجمل غير مفهومة البتة، طبعا تمّ نشر هؤلاء في الأحزاب كافة، وتم شدهم بخيوط تمتد إلى مركز واحد، وهو الذي بات يحركهم أنى وحيث يشاء.
ربما بتنا، نحن كأردنيين، بأمس الحاجة لمراجعة المعاجم اللغوية للحصول على المعنى الوافي لكلمة تفريخ، لكن، من باب التيسير، وبدلا من تكبد مشقة نفض الغبار عن المعاجم القديمة، ما علينا إلّا أن ننهل من بركات الحياة السياسية ونستقي من عبرها معانيَ عملية لتحورات هذه الكلمة "المصطلح"، التي ربما أول ما ابتدعتها ألسنة البشر كان لضرورة التعبير عن مراحل التدجين الأولى، التي شملت استئناس الإنسان للكثير من صنوف النبات والحيوان.
عملت المنظومة السياسية على تفريخ الأحزاب البرامجية بمعنى إنتاجها، وتفريخ الأحزاب الجذرية بمعنى تحويلها إلى حالة من حالات الوداعة التدجينية، وبذلك مهدت، هذه الماكينة الجبارة، للمرحلة السياسية المقبلة وهيأتها لتكون بالمقاسات المطلوبة.
الطرق البدائية لتزبيط نتائج الانتخابات البرلمانية والبلدية، كانت تتم من خلال التدخل التعسفي المباشر في الصناديق، حيث نجح الكثير من أعضاء نادي التفاهة السياسية، في الانتخابات، بفعل فاعل وقح، كان لا يتورع عن حشو الصناديق بكروت الأصوات الزائفة، لترجيح نتيجة أتباعه على كفة الفائزين الحقيقيين.
اليوم، ومع قانون الانتخاب الجديد، ومع الرغبة الرسمية العارمة بدخول الأحزاب إلى ساحة اللعبة، كان لا بد للذهنية العرفية من أن تتمدد وتتجدد في حقول جديدة، فبدأت عملية هندسة الأحزاب لتوائم نتائج هذه المخاطرة والمصالح العليا للطبقة السياسية الرائدة، وأن تبقي النتائج بشكلها المعهود، ضمن عملية تبادل الأدوار المحسوبة جيدا وسلفا.
وهنا كان لا بد من تفريخ مجموعة كبيرة من الأحزاب البرامجية التي تلبي النداء إن أزفت الساعة، وبالمقابل كان لا بد من تفريخ، بالمعنى التدجيني، ديوك المعارضة التأريخية وحشرهم في أقنان ضيقة، وكل ذلك جرى برعاية رسمية للمحافظة على بقاء المشاركة الشعبية في الإدارة شحيحة أكثر مما يمكن.
وضمن عملية التفريخ الرسمية الجبارة إياها، وعلى صعيد الأحزاب المستهدفة من هذه العملية، وهي الأحزاب الجذرية، إسلامية ويسارية وقومية، كان لا بد من تفعيل الخلايا الأمنية النائمة في داخلها، وأن تقوم بخنق أي توجه جديد يأمل الشَّبَّ عن طوق الخنوع لمتطلبات المرحلة، فأخذت، تلك الخلايا، تعيث خرابًا وتعطيلًا، وتؤسس لانشقاقات وتجزيئات جديدة، لإبقاء الأحزاب المعارضة، التي قد تكون في لحظة ما مؤهلة للمنافسة، ضمن حالة السبات والبيات الشتوي التي دخلتها سابقا من جراء القمع والتضييق على مدى العقود الماضية.
ومن أجل أن تكتمل عناصر الفرجة والتشويق، كان لا بد من نثر الكثير من الأرغوزات، بملابسهم وأفكارهم الرثة، في طريق الأحزاب، فظهروا على هيئة منظرين، يهذرون بجمل غير مفهومة البتة، طبعا تمّ نشر هؤلاء في الأحزاب كافة، وتم شدهم بخيوط تمتد إلى مركز واحد، وهو الذي بات يحركهم أنى وحيث يشاء.
نيسان ـ نشر في 2024/01/19 الساعة 00:00