رفح بين الدبلوماسيةوالحرب ..
نيسان ـ نشر في 2024/02/17 الساعة 00:00
ما يجري على حدود مدينة رفح في قطاع غزة من إحتدام سياسي ودبلوماسي من جهة وتحشيد عسكري إسرائيلي من جهة أخرى ، بموازاة ضغوطات تمارس على إسرائيل من قبل كثير من دول العالم لعدم اجتياح المدينة التي يتكدس بها مليون ونصف المليون فلسطيني ، نزحوا من شمال ووسط القطاع إليها على افتراض أنها آمنة ، هذا الوضع يشير إلى أمرين الأول أن دول القرار الدولي تستشعر مدى بشاعة نتائج الاجتياح الإسرائيلي للمدينة إذا وقع حيث سيخلف مجازر بشرية كبيرة ،إضافة إلى أن المدينة تشكل الحاجز الأخير للغزيين نحو اللجوء خارج القطاع ، وإذا انهار هذا الحاجز فسيسجل الشعب الفلسطيني نكبة جديدة، وسيكون العالم أمام جريمة اسرائيلية تضاف إلى جرائمه بحق الشعب الفلسطيني ، وموقف مصر الرافض لفكرة التهجير إلى الأراضي المصرية يشكل السد الأقوى في وجه المخطط الإسرائيلي وقد بدأت الأخبار تتسرب بأن الحكومة الاسرائيلية وأزاء موقف مصر المتشدد رفضا لتهجير الفلسطينيين تفكر الأن بإعادة من هم في رفح من الغزيين إلى وسط وشمال القطاع اذا حسمت قرارها بالاجتياح ، الأمر الثاني ربما يشير إلى أن بعض الدول تماطل في الضغط على إسرائيل لإعطائها فرصة للإستعداد الجيد لإقتحام المدينة التي تزعم الحكومة الإسرائيلية وخلفها الجيش أن قيادة حركة حماس وثقلها العسكري موجودان فيها ، وهذه اسطوانة أصبحت مكشوفة أمام كل المراقبين حيث أن الجيش الإسرائيلي عند اجتياحه لأي منطقة في غزة يبرر هذا الخطوة بأن قيادة حماس موجودة هناك وأن الأنفاق الاستراتيجية أيضا فيها ، ثم يكتشف أن هذه الرواية لا صحة لها وأن الهدف من إجتياح المناطق الغزاوية هو التدمير والقتل ، ودفع الناس للخروج من بيوتهم وأحيائهم تمهيدا لتهجيرهم خارج بلادهم تحت تهديد القتل والتدمير .
إذا كانت دول القرار الدولي جادة في الضغط على إسرائيل بمنعها من دخول رفح وتكرار جرائمها هناك يجب عليها استخدام الأسباب الفاعلة في هذا الضغط كوقف الدعم العسكري واللوجستي لها وإتاحة الفرصة أمام مجلس الأمن ليكون فاعلا في اتخاذ قرار يمنع إسرائيل من إرتكاب جريمة جديدة بحق الشعب الفلسطيني وفرض عقوبات حقيقية عليها على الأرض .
إسرائيل تشترط عدم دخول رفح بأن تقوم حماس بتسليم كافة الرهائن الإسرائيليين الموجودين لديها ، وهي بهذا تضع العقدة بالمنشار أمام المحاولات السياسية للأطراف المشتبكة في المفاوضات للتوصل إلى حل للصراع في غزة ، لأنها تعلم أن حماس لن تنزل على هذا الشرط وهي مصرة على شروطها بإيقاف إطلاق النار إيقافا كاملا وخروج القوات الإسرائيلية من القطاع وإنفاذ صفقة التبادل ورفع الحصار بالكامل ، وعلى ذكر شروط الطرفين منذ بدء الحرب فقد طرأت تغيرات كثيرة على موقف الطرفين ، فإسرائيل في بداية الحرب كانت تشترط أن تقوم حماس بتسليم أسلحتها وقياداتها والتخلي عن السلطة في غزة ، ثم تبدلت هذه الشروط إلى اشتراط خروج قيادات حماس إلى دول أخرى وموافقة الحركة على إيجاد هيئة تحكم قطاع غزة بدونها ، وحماس في الجهة المقابلة كانت تشترط إضافة إلى فك الحصار عن القطاع إنفاذ صفقة تبادل أسرى تحت عنوان تبييض السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين بالكامل وهي اليوم تقول صفقة تضمن خروج اكبر عدد ممكن من الاسرى الفلسطينيين ، وهذا يشير إلى أن الشروط تتغير وتتبدل حسب فعالية الأطراف الضاغطة على الطرفين وعامل انعكاسات الحرب التي تفترب من الشهر الخامس ، ولازالت نهايتها غير معلومة .
لو وافقت حماس على شرط إسرائيل بتسليم الأسرى بلا مقابل لحفرت قبرها بيدها شعبيا ، لأنها بذلك تكون أمام حاضنتها الشعبية قد دخلت حربا عبثية جاءت بنتائج مدمرة ليس فقط على الفلسطينيين في قطاع غزة بل وفي الضفة الغربية والفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨، وستتعدى انعكاسات هذا الموقف إلى المنطقة بكاملها حيث ستستأسد إسرائيل على الجميع بصفتها المنتصرة في الحرب الأمر الذي ربما ترفضه عواصم غربية كثيرة حيث تسعى هذه العواصم إلى إنهاء الحرب بدون انتصار أي طرف فيها ، مع العلم أن المقاومة انتصارها يكون في صمودها وليس مطلوب منها أكثر من ذلك .
المعادلة باتت معقدة على الأرض وعلى المستوى الدولي ومتغيرة ، حيث الكثيرون في العالم اكتشفوا أن اندفاعهم لتأييد إسرائيل المطلق في بداية الحرب كان خطأ فادح أدى إلى هذه النتائج الكارثية ، كذلك أدى هذا التأييد اللامحدود إلى تعقيد المسارات السياسية على المستوى الدولي بما يخص ليس فقط ما يحدث في غزة بل إلى بعثرة الأوراق في المنطقة بالكامل .
وما يحدث في البحر الأحمر جنوب لبنان والعراق وسوريا يشير إلى ذلك بوضوح ، وهذا وضع يعتبر مرشح للإنفجار في أي لحظة وسيتخطى معادلة الاشتباك الحدودي ، ساعتها سيجد العالم نفسه أمام حريق من المرجح أن يتعدى حدود المنطقة والإقليم وسيؤثر على كل المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية وسيخل بميزان التحالفات الإقليمية والدولية .
من أجل ذلك كله على العقلاء في العالم أن يقوموا فورا بكبح جماح حكومة الإرهاب والتطرف في تل أبيب ليس فقط حماية للفلسطينيين بل أيضا حماية لأمن المنطقة وربما للأمن الدولي ، الأمر الذي بدأت العديد من دول العالم الفاعلة استشعاره ، ولكن لازال الفعل أقل بكثير مما هو مطلوب لمحاصرة الحريق قبل أن يمتد ويتوسع ساعتها لن يستطيع أحد الوقوف بوجهه أو بوجه الفوضى التي ستنتج عنه.
إذا كانت دول القرار الدولي جادة في الضغط على إسرائيل بمنعها من دخول رفح وتكرار جرائمها هناك يجب عليها استخدام الأسباب الفاعلة في هذا الضغط كوقف الدعم العسكري واللوجستي لها وإتاحة الفرصة أمام مجلس الأمن ليكون فاعلا في اتخاذ قرار يمنع إسرائيل من إرتكاب جريمة جديدة بحق الشعب الفلسطيني وفرض عقوبات حقيقية عليها على الأرض .
إسرائيل تشترط عدم دخول رفح بأن تقوم حماس بتسليم كافة الرهائن الإسرائيليين الموجودين لديها ، وهي بهذا تضع العقدة بالمنشار أمام المحاولات السياسية للأطراف المشتبكة في المفاوضات للتوصل إلى حل للصراع في غزة ، لأنها تعلم أن حماس لن تنزل على هذا الشرط وهي مصرة على شروطها بإيقاف إطلاق النار إيقافا كاملا وخروج القوات الإسرائيلية من القطاع وإنفاذ صفقة التبادل ورفع الحصار بالكامل ، وعلى ذكر شروط الطرفين منذ بدء الحرب فقد طرأت تغيرات كثيرة على موقف الطرفين ، فإسرائيل في بداية الحرب كانت تشترط أن تقوم حماس بتسليم أسلحتها وقياداتها والتخلي عن السلطة في غزة ، ثم تبدلت هذه الشروط إلى اشتراط خروج قيادات حماس إلى دول أخرى وموافقة الحركة على إيجاد هيئة تحكم قطاع غزة بدونها ، وحماس في الجهة المقابلة كانت تشترط إضافة إلى فك الحصار عن القطاع إنفاذ صفقة تبادل أسرى تحت عنوان تبييض السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين بالكامل وهي اليوم تقول صفقة تضمن خروج اكبر عدد ممكن من الاسرى الفلسطينيين ، وهذا يشير إلى أن الشروط تتغير وتتبدل حسب فعالية الأطراف الضاغطة على الطرفين وعامل انعكاسات الحرب التي تفترب من الشهر الخامس ، ولازالت نهايتها غير معلومة .
لو وافقت حماس على شرط إسرائيل بتسليم الأسرى بلا مقابل لحفرت قبرها بيدها شعبيا ، لأنها بذلك تكون أمام حاضنتها الشعبية قد دخلت حربا عبثية جاءت بنتائج مدمرة ليس فقط على الفلسطينيين في قطاع غزة بل وفي الضفة الغربية والفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨، وستتعدى انعكاسات هذا الموقف إلى المنطقة بكاملها حيث ستستأسد إسرائيل على الجميع بصفتها المنتصرة في الحرب الأمر الذي ربما ترفضه عواصم غربية كثيرة حيث تسعى هذه العواصم إلى إنهاء الحرب بدون انتصار أي طرف فيها ، مع العلم أن المقاومة انتصارها يكون في صمودها وليس مطلوب منها أكثر من ذلك .
المعادلة باتت معقدة على الأرض وعلى المستوى الدولي ومتغيرة ، حيث الكثيرون في العالم اكتشفوا أن اندفاعهم لتأييد إسرائيل المطلق في بداية الحرب كان خطأ فادح أدى إلى هذه النتائج الكارثية ، كذلك أدى هذا التأييد اللامحدود إلى تعقيد المسارات السياسية على المستوى الدولي بما يخص ليس فقط ما يحدث في غزة بل إلى بعثرة الأوراق في المنطقة بالكامل .
وما يحدث في البحر الأحمر جنوب لبنان والعراق وسوريا يشير إلى ذلك بوضوح ، وهذا وضع يعتبر مرشح للإنفجار في أي لحظة وسيتخطى معادلة الاشتباك الحدودي ، ساعتها سيجد العالم نفسه أمام حريق من المرجح أن يتعدى حدود المنطقة والإقليم وسيؤثر على كل المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية وسيخل بميزان التحالفات الإقليمية والدولية .
من أجل ذلك كله على العقلاء في العالم أن يقوموا فورا بكبح جماح حكومة الإرهاب والتطرف في تل أبيب ليس فقط حماية للفلسطينيين بل أيضا حماية لأمن المنطقة وربما للأمن الدولي ، الأمر الذي بدأت العديد من دول العالم الفاعلة استشعاره ، ولكن لازال الفعل أقل بكثير مما هو مطلوب لمحاصرة الحريق قبل أن يمتد ويتوسع ساعتها لن يستطيع أحد الوقوف بوجهه أو بوجه الفوضى التي ستنتج عنه.
نيسان ـ نشر في 2024/02/17 الساعة 00:00