حان الوقت لكي يُنصِف الأردنيون بلدهم
نيسان ـ نشر في 2024/02/18 الساعة 00:00
يجب أن يصارح الأردنيون أنفسهم : ما قدمته الدولة الأردنية لأهلنا في غزة، في سياق المعادلات الدولية والإقليمية التي أفرزتتها الحرب، وإمكانيات بلدنا وخياراته، يستحق الاحترام والتقدير، مجرد نظرة انصاف لخطاب الملك في البيت الأبيض؛ مركز قرار الحرب، وفي أربعة عواصم أطلسية انحازت للعدوان، ثم شجاعته في اختراق هذه الجدران، وجرأته على طرح الرؤية العربية والفلسطينية في مواجهة روايات مغشوشة وجدت من يصدقها، تكفي لتذكيرنا بالحقيقة التي يحاول البعض، ومنهم من أبناء جلدتنا، أن يغمضوا أعينهم عنها، وهي أن بلدنا، الرسمي والشعبي معا، قال كلمته، وفعل ما يستطيع، وتحمل كلفة مواقفه، هذا، بالطبع، أقل الواجب، وهو لا ينتظر شكرا من أحد، لكنه لا يستأهل مثل هذا النكران والجحود.
بوضوح أكثر، لكي نفهم مواقف بلدنا مما جرى في غزة على مدى أكثر من أربعة أشهر ونصف، لابد أن ندرك سياقات الحرب و اطرافها وأهدافها، وواقع عالمنا العربي وحالة نظامه السياسي، وموقعنا في الجغرافيا والسياسة، ثم خياراتنا واضطرارتنا، المعادلة صعبة ومعقدة، فنحن بلا رديف او عمق عربي ولا إقليمي، ونواجه تحديات وجودية فرضتها الحرب، وأفرزتها فوضى تقاسم الأدوار ومناطق النفوذ، ثم سطوة المراكز الدولية التي انحازت، تماما، لتل أبيب، هذه السياقات وغيرها وضعت بلدنا أمام مسارين متلازمين ومتكاملين.
الأول : حماية مصالحنا وأمننا الوطني، والدفاع عن الدولة وضمان استقرارها واستمرارها، الثاني : توظيف كل إمكانياتنا السياسية والإنسانية لوقف الحرب، ودعم أهلنا في غزة وفلسطين.
صحيح، لسنا طرفا مباشرا بالحرب، ولا يمكن أن نتعامل معها بمنطق «تنظيم مقاومة»، وقرار وقفها لا نملكه، لكننا لم نتردد عن الانحياز إلى شرف الدفاع عن حقوق أشقائنا الفلسطينيين، ولم ندخر أي جهد لمساندتهم، ولم نتاجر، أبدا، بمأساتهم ودماء شهدائهم، كما فعل الكثيرون، قمنا بذلك كواجب وطني وديني وإنساني، وندرك تماما أن له ? ?ثمنا سياسيا، ونحن جاهزون لدفعه، وإذا كان الفلسطينيون يشعرون بالخذلان من بعض أشقائهم ومن العالم، فإننا نتقاسم معهم الإحساس بالخذلان ذاته، ولا نقبل لبلدنا أن يُتهم بأنه جزء منه، لأن تاريخه وحاضره يشهدان على أنه لم يكن يوما إلا في صف أمته، خندقا للدفاع عن أشقائه في فلسطين، وفي كل عاصمة عربية تعرضت لمحنة أو أزمة.
في بلدنا، فقط، دون غيره من البلدان التي أصمّت آذاننا بصرخات الزعامة و الخلافة، والتحرير والممانعة، ووحدة الساحات والطريق للقدس، ولم نسمع لها موقفا حقيقيا فاعلا وحازما ضد العدوان على غزة، يذهب رأس البلد إلى عواصم الحرب، ويصارح قادتها وشعوبها: أنتم أخطأتم، وهذا ما يجب أن تفعلوه لإنقاذ المنطقة والعالم من الكوارث التي فجرتها هذه الحرب التي لم يشهد التاريخ مثلا لبشاعتها، ثم لا نسمع صدى ذلك في الشارع، لدى بعض الذين تقمصوا المقاومة، سواء أكانوا أحزابا أو نخبا، إلا من خلال هتافات الاتهام والتشكيك والتخوين.
معقول يحدث ذلك، الآخرون يُقدّرون مواقف الأردن ويعتزون بصوت الضمير الإنساني الذي يعبر عنه نيابة عن العالم المناهض للحرب، فيما يستبسل بعض الذين ينتسبون لأحزابنا ونخبنا الوطنية بتهشيم صورة الدولة، وإضعاف مواقفها، و إدراجها في قوائم المتخاذلين، معقول يمارس بعضنا العقوق والنكران والتشويه لبلدنا فيما لا نسمع في بلدان أخرى تشاركنا في العروبة والإسلام، انكفأت على نفسها، ونأت بنفسها عن التدخل بالحرب، أي صوت يسيء إليها، أو هتاف ينتقدها، لا من أبنائها ولا من الغرباء، معقول يحدث ذلك في بلدنا، فقط، ثم لا نسأل أنفسنا لماذا؟ أو هل يجوز أن يستمر؟ أو كيف نتعامل معه ونتجاوزه بالتي أحسن، أو بالقانون إذا لزم الأمر؟
الدستور
بوضوح أكثر، لكي نفهم مواقف بلدنا مما جرى في غزة على مدى أكثر من أربعة أشهر ونصف، لابد أن ندرك سياقات الحرب و اطرافها وأهدافها، وواقع عالمنا العربي وحالة نظامه السياسي، وموقعنا في الجغرافيا والسياسة، ثم خياراتنا واضطرارتنا، المعادلة صعبة ومعقدة، فنحن بلا رديف او عمق عربي ولا إقليمي، ونواجه تحديات وجودية فرضتها الحرب، وأفرزتها فوضى تقاسم الأدوار ومناطق النفوذ، ثم سطوة المراكز الدولية التي انحازت، تماما، لتل أبيب، هذه السياقات وغيرها وضعت بلدنا أمام مسارين متلازمين ومتكاملين.
الأول : حماية مصالحنا وأمننا الوطني، والدفاع عن الدولة وضمان استقرارها واستمرارها، الثاني : توظيف كل إمكانياتنا السياسية والإنسانية لوقف الحرب، ودعم أهلنا في غزة وفلسطين.
صحيح، لسنا طرفا مباشرا بالحرب، ولا يمكن أن نتعامل معها بمنطق «تنظيم مقاومة»، وقرار وقفها لا نملكه، لكننا لم نتردد عن الانحياز إلى شرف الدفاع عن حقوق أشقائنا الفلسطينيين، ولم ندخر أي جهد لمساندتهم، ولم نتاجر، أبدا، بمأساتهم ودماء شهدائهم، كما فعل الكثيرون، قمنا بذلك كواجب وطني وديني وإنساني، وندرك تماما أن له ? ?ثمنا سياسيا، ونحن جاهزون لدفعه، وإذا كان الفلسطينيون يشعرون بالخذلان من بعض أشقائهم ومن العالم، فإننا نتقاسم معهم الإحساس بالخذلان ذاته، ولا نقبل لبلدنا أن يُتهم بأنه جزء منه، لأن تاريخه وحاضره يشهدان على أنه لم يكن يوما إلا في صف أمته، خندقا للدفاع عن أشقائه في فلسطين، وفي كل عاصمة عربية تعرضت لمحنة أو أزمة.
في بلدنا، فقط، دون غيره من البلدان التي أصمّت آذاننا بصرخات الزعامة و الخلافة، والتحرير والممانعة، ووحدة الساحات والطريق للقدس، ولم نسمع لها موقفا حقيقيا فاعلا وحازما ضد العدوان على غزة، يذهب رأس البلد إلى عواصم الحرب، ويصارح قادتها وشعوبها: أنتم أخطأتم، وهذا ما يجب أن تفعلوه لإنقاذ المنطقة والعالم من الكوارث التي فجرتها هذه الحرب التي لم يشهد التاريخ مثلا لبشاعتها، ثم لا نسمع صدى ذلك في الشارع، لدى بعض الذين تقمصوا المقاومة، سواء أكانوا أحزابا أو نخبا، إلا من خلال هتافات الاتهام والتشكيك والتخوين.
معقول يحدث ذلك، الآخرون يُقدّرون مواقف الأردن ويعتزون بصوت الضمير الإنساني الذي يعبر عنه نيابة عن العالم المناهض للحرب، فيما يستبسل بعض الذين ينتسبون لأحزابنا ونخبنا الوطنية بتهشيم صورة الدولة، وإضعاف مواقفها، و إدراجها في قوائم المتخاذلين، معقول يمارس بعضنا العقوق والنكران والتشويه لبلدنا فيما لا نسمع في بلدان أخرى تشاركنا في العروبة والإسلام، انكفأت على نفسها، ونأت بنفسها عن التدخل بالحرب، أي صوت يسيء إليها، أو هتاف ينتقدها، لا من أبنائها ولا من الغرباء، معقول يحدث ذلك في بلدنا، فقط، ثم لا نسأل أنفسنا لماذا؟ أو هل يجوز أن يستمر؟ أو كيف نتعامل معه ونتجاوزه بالتي أحسن، أو بالقانون إذا لزم الأمر؟
الدستور
نيسان ـ نشر في 2024/02/18 الساعة 00:00