وماذا عن المحرقة في فلسطين؟
نيسان ـ نشر في 2024/05/09 الساعة 00:00
في خطابه بمناسبة ذكرى المحرقة «الهولوكوست» التي يزعم أن النازية في المانيا ارتكبتها بحق اليهود، أعاد رئيس الولايات المتحدة الاميركية بايدن تذكيرنا بها وكانها حصلت أمس باعتبار أن هجوم «حماس» في السابع من اكتوبر الماضي هو محرقة جديدة مغفلا بعمد المحرقة التي تنفذها الصهيونية في فلسطين ضد شعبها كل طالع شمس منذ عام ٤٨.
إذا كانت أفران الغاز المزعومة قد ذاع صيتها فيما يسمى بالمحرقة النازية سنة ١٩٣٣ فماذا يمكن أن نسمي آلاف القنابل الأميركية الحارقة والمدمرة التي تصبها إسرائيل فوق رؤوس الفلسطينيين في غزة؟.
تواصل إسرائيل والصهيونية العالمية بكائية سنوية في هذه الذكرى، فهل اكتفى العالم من هذا الابتزاز؟!.
حجم التهويل الذي ساقته الدعاية الصهيونية لما جرى في المانيا النازية دفع عديدا من الباحثين والمؤرخين والمفكرين وبينهم يهود الى البحث في حقيقة ما جرى وما أن بدأت الخيوط تتكشف حتى التفتت الصهيونية العالمية ووكالاتها اليهودية إلى خطورة هذه الابحاث وأخذت تلاحق الباحثين والمفكرين بتهم معاداة السامية وتشجيع المحرقة، هل تذكرون الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي؟.
أول هذه الخيوط كانت في الكشف عن اتفاقية سرية بين الصهيونية والنظام النازي في المانيا
هي اتفاقية هآرفا/هعفراه، المعروفة أيضاً باسم «اتفاقية التهجير».
يعتبر كثير من المؤرخين ومنهم يهود ان ادولف هتلر هو المؤسس الحقيقي لدولة اسرائيل عندما اتفق مع الصهيونبة العالمية على دعم المانيا في مقابل نقل اليهود في المانيا وفي دول اوروبا الشرقية الى فلسطين وهكذا كان.
يقول المؤرِّخ والكاتب الأمريكي إدوين بلاك، صاحب كتاب «اتفاقية التهجير»، إن «معظم الناس لا يعرفون أنه مع وصول هتلر إلى السلطة، استطاع اليهود العودة بقوة».
ومع تنامي القوة الاقتصادية لليهود وحشدهم داخل ألمانيا وخارجها لمقاطعة الاقتصاد الألماني، اضطُرت الإدارة النازية إلى عقد اتفاقية مع الوكالة اليهودية الصهيونية.
وبموجب اتفاقية هآرفا/هعفراه، المعروفة أيضاً باسم «اتفاقية التهجير»، الموقعّة في 25 أغسطس/آب عام 1933، سهّلت ألمانيا تهجير نحو 60 ألفاً من صهاينة اليهود إلى فلسطين بين عامي 1933 و1939، على أن يكسر اليهود الأوروبيون المقاطعة الاقتصادية التي فرضوها آنذاك على الاقتصاد الألماني، إضافة إلى تصدير بضائع وممتلكات اليهود المهجّرين إلى فلسطين كبضائع ألمانية لإنعاش اقتصاد ألمانيا المتدهور في فترة ما بين الحربين العالميتين.
وعلى المنوال ذاته، تحقق جزء كبير من المخطط الصهيوني بانضمام ما يقدره المؤرخون بنحو 60 ألفاً من اليهود الأشكناز إلى المجتمع اليهودي بفلسطين «اليشوڤ»، والذي كان يقدَّر بنحو 175 ألفاً عام 1931، ليتجاوز ضعف ذلك الرقم بعد ثلاثة أعوام فقط من اتفاقية «هآرفا»، ليصل إلى نحو 385 ألفاً.
يعتبر مركز الأبحاث الإسرائيلي المتخصص في أحداث الهولوكوست «ياد فاشيم»، أن اتفاقية التهجير استطاعت «تلبية احتياجات جميع الأطراف: اليهود الألمان، والاقتصاد الألماني، وحكومة الانتداب الإنجليزي، ومجتمع اليهود في فلسطين».
وفي بحث بعنوان «اتفاقية التهجير وحركة المقاطعة: معضلة يهودية، أقر المركز أن المجتمع اليهودي بفلسطين «إليشوڤ» كان له نصيب الأسد في الاستفادة من الاتفاقية، مُثنياً على المقاطعة اليهودية للاقتصاد الألماني والتي دفعت النظام النازي إلى القبول بشروط الاتفاقية.
ويصف الكاتب توم سيغيف، في كتابه عن قصة حياة ديفيد بن غوريون، أن الأخير كان «براغماتياً يقترب من الانتهازية». حيث كان بن غوريون، وهو أول رئيس وزراء لإسرائيل، من ضمن قيادة إليشوڤ الموجودة في فلسطين والتي دفعت بقوة لتوقيع اتفاقية «هآرفا»، والتي يرى سيغيف أنها أفادت الحركة الصهيونية وأسهمت في النكبة الفلسطينية.
تبع الاتفاقية الصهيونية-الألمانية اتفاقية أخرى أقل شهرة سُميت بـ«اتفاقية القدس»، أُبرِمت خلال الحرب العالمية الثانية وتحديداً أواخر عام 1940، بين منظمة «ليحي» الصهيونية والقوات الإيطالية المتحالفة مع ألمانيا النازية.
واتفق الصهاينة والفاشيون على أن تدعم «ليحي» القوات الإيطالية خلال الحرب، وتساعد الأخيرة في المقابل بهجرة مزيد من اليهود إلى فلسطين، استعداداً لقيام دولة إسرائيل.
هناك شكوك حول العدد الحقيقي لقتلى اليهود وشكوك في المستويات الاجتماعية التي تنتمي اليها الفئات التي استهدفتها النازية لكن القتل بصخب إعلامي نجح في تهجير الغالبية وهذه هي ذات السياسة التي اتبعتها الصهيونية العالمية في فلسطين عام ٤٨.
كانت أوروبا أيضا تريد أن تتخلص من الجيتو اليهودي في مجتمعاتها باي طريقة.
في هذا المجال ايضا كانت ملاحقة الضباط الالمان من النازيين اينما كانوا بهدف الانتقام لكنه كان ايضا لابقاء الاتفاقيات السرية سرا.
هل سيأتي اليوم الذي يقف فيه رئيس ما للولايات المتحدة الاميركية ويروي قصة طفل فلسطيني من الناجين من المحرقة كبر واصبح سيناتورا اميركيا عظيما كما زج بايدن قصة صديقه اليهودي في خطابه؟.
الرأي
إذا كانت أفران الغاز المزعومة قد ذاع صيتها فيما يسمى بالمحرقة النازية سنة ١٩٣٣ فماذا يمكن أن نسمي آلاف القنابل الأميركية الحارقة والمدمرة التي تصبها إسرائيل فوق رؤوس الفلسطينيين في غزة؟.
تواصل إسرائيل والصهيونية العالمية بكائية سنوية في هذه الذكرى، فهل اكتفى العالم من هذا الابتزاز؟!.
حجم التهويل الذي ساقته الدعاية الصهيونية لما جرى في المانيا النازية دفع عديدا من الباحثين والمؤرخين والمفكرين وبينهم يهود الى البحث في حقيقة ما جرى وما أن بدأت الخيوط تتكشف حتى التفتت الصهيونية العالمية ووكالاتها اليهودية إلى خطورة هذه الابحاث وأخذت تلاحق الباحثين والمفكرين بتهم معاداة السامية وتشجيع المحرقة، هل تذكرون الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي؟.
أول هذه الخيوط كانت في الكشف عن اتفاقية سرية بين الصهيونية والنظام النازي في المانيا
هي اتفاقية هآرفا/هعفراه، المعروفة أيضاً باسم «اتفاقية التهجير».
يعتبر كثير من المؤرخين ومنهم يهود ان ادولف هتلر هو المؤسس الحقيقي لدولة اسرائيل عندما اتفق مع الصهيونبة العالمية على دعم المانيا في مقابل نقل اليهود في المانيا وفي دول اوروبا الشرقية الى فلسطين وهكذا كان.
يقول المؤرِّخ والكاتب الأمريكي إدوين بلاك، صاحب كتاب «اتفاقية التهجير»، إن «معظم الناس لا يعرفون أنه مع وصول هتلر إلى السلطة، استطاع اليهود العودة بقوة».
ومع تنامي القوة الاقتصادية لليهود وحشدهم داخل ألمانيا وخارجها لمقاطعة الاقتصاد الألماني، اضطُرت الإدارة النازية إلى عقد اتفاقية مع الوكالة اليهودية الصهيونية.
وبموجب اتفاقية هآرفا/هعفراه، المعروفة أيضاً باسم «اتفاقية التهجير»، الموقعّة في 25 أغسطس/آب عام 1933، سهّلت ألمانيا تهجير نحو 60 ألفاً من صهاينة اليهود إلى فلسطين بين عامي 1933 و1939، على أن يكسر اليهود الأوروبيون المقاطعة الاقتصادية التي فرضوها آنذاك على الاقتصاد الألماني، إضافة إلى تصدير بضائع وممتلكات اليهود المهجّرين إلى فلسطين كبضائع ألمانية لإنعاش اقتصاد ألمانيا المتدهور في فترة ما بين الحربين العالميتين.
وعلى المنوال ذاته، تحقق جزء كبير من المخطط الصهيوني بانضمام ما يقدره المؤرخون بنحو 60 ألفاً من اليهود الأشكناز إلى المجتمع اليهودي بفلسطين «اليشوڤ»، والذي كان يقدَّر بنحو 175 ألفاً عام 1931، ليتجاوز ضعف ذلك الرقم بعد ثلاثة أعوام فقط من اتفاقية «هآرفا»، ليصل إلى نحو 385 ألفاً.
يعتبر مركز الأبحاث الإسرائيلي المتخصص في أحداث الهولوكوست «ياد فاشيم»، أن اتفاقية التهجير استطاعت «تلبية احتياجات جميع الأطراف: اليهود الألمان، والاقتصاد الألماني، وحكومة الانتداب الإنجليزي، ومجتمع اليهود في فلسطين».
وفي بحث بعنوان «اتفاقية التهجير وحركة المقاطعة: معضلة يهودية، أقر المركز أن المجتمع اليهودي بفلسطين «إليشوڤ» كان له نصيب الأسد في الاستفادة من الاتفاقية، مُثنياً على المقاطعة اليهودية للاقتصاد الألماني والتي دفعت النظام النازي إلى القبول بشروط الاتفاقية.
ويصف الكاتب توم سيغيف، في كتابه عن قصة حياة ديفيد بن غوريون، أن الأخير كان «براغماتياً يقترب من الانتهازية». حيث كان بن غوريون، وهو أول رئيس وزراء لإسرائيل، من ضمن قيادة إليشوڤ الموجودة في فلسطين والتي دفعت بقوة لتوقيع اتفاقية «هآرفا»، والتي يرى سيغيف أنها أفادت الحركة الصهيونية وأسهمت في النكبة الفلسطينية.
تبع الاتفاقية الصهيونية-الألمانية اتفاقية أخرى أقل شهرة سُميت بـ«اتفاقية القدس»، أُبرِمت خلال الحرب العالمية الثانية وتحديداً أواخر عام 1940، بين منظمة «ليحي» الصهيونية والقوات الإيطالية المتحالفة مع ألمانيا النازية.
واتفق الصهاينة والفاشيون على أن تدعم «ليحي» القوات الإيطالية خلال الحرب، وتساعد الأخيرة في المقابل بهجرة مزيد من اليهود إلى فلسطين، استعداداً لقيام دولة إسرائيل.
هناك شكوك حول العدد الحقيقي لقتلى اليهود وشكوك في المستويات الاجتماعية التي تنتمي اليها الفئات التي استهدفتها النازية لكن القتل بصخب إعلامي نجح في تهجير الغالبية وهذه هي ذات السياسة التي اتبعتها الصهيونية العالمية في فلسطين عام ٤٨.
كانت أوروبا أيضا تريد أن تتخلص من الجيتو اليهودي في مجتمعاتها باي طريقة.
في هذا المجال ايضا كانت ملاحقة الضباط الالمان من النازيين اينما كانوا بهدف الانتقام لكنه كان ايضا لابقاء الاتفاقيات السرية سرا.
هل سيأتي اليوم الذي يقف فيه رئيس ما للولايات المتحدة الاميركية ويروي قصة طفل فلسطيني من الناجين من المحرقة كبر واصبح سيناتورا اميركيا عظيما كما زج بايدن قصة صديقه اليهودي في خطابه؟.
الرأي
نيسان ـ نشر في 2024/05/09 الساعة 00:00