عولمة الرعب!
نيسان ـ نشر في 2015/11/19 الساعة 00:00
ونجحت داعش في توحيد العالم بالرعب. داعش، الوحش الجريح في سوريا، انتشرت في العالم، وهي اليوم تذيق الجميع من كأسها المر! بعد غزوة باريس التي انتهت أمس، في سان دونيس، بمقتل ثلاثة إرهابيين، إحداهم فجرت نفسها بحزام ناسف.
نيجيريا هي الأخرى تقدم قربانا من أكثر من 30 قتيلا في تفجير إرهابي على يد ”بوكو حرام” في مدينة يولا، وليست هذه المرة الأولى التي يدفع فيها هذا البلد الإفريقي ضريبة الدم على مذبح الإرهاب العالمي.
الوحش الجريح يفر من ضربات الطيران الروسي والفرنسي مؤخرا في سوريا، أجبر أمراء الحرب على نقل الرعب إلى خارج سوريا والعراق، عملا بنصائح زعيم القاعدة أيمن الظواهري. ومن المتوقع أن يتوسع نطاق الرعب في جهات أخرى من أوروبا، التي وصلتها موجة الرعب حتى قبل وصول التفجيرات، وها هي ألمانيا تلغي مقابلة أول أمس، بعد وصول تهديد بتفجيرات.
المرصد السوري المعارض الذي كان يدعي أن الطيران الروسي لم يستهدف مواقع داعش وإنما ضرب مدنيين أبرياء وقتل أطفالا، اعترف أمس، أن عشرات من عوائل قياديي داعش يفرون من الرقة إلى الموصل هروبا من القصف الروسي!
وقبل باريس وسان دونيس ويولا، كانت كينيا وجاكرتا ولندن وبرلين، والعراق يوميا، وكذلك ليبيا وتونس والدار البيضاء وموسكو ولبنان، ومئات المحطات في الجزائر ولا أنسى المحطات الأمريكية والأفغانية!!
إنها صناعة الرعب أو كما يسميها أصحابها ”إدارة التوحش”، التي نجحت في قلب العولمة الأمريكية رأسا على عقب، العولمة التي أرادتها أمريكا والغرب على نموذجها، وصنعت من أجلها شبح القاعدة والإخوان، وصنعت لنا إسلاما سياسيا على المقاس، وشريعة الدم والقتل، ها هي ترى مشروعها ينقلب ضدها، وها هي فرنسا الحليف الأمريكي في العولمة وأحد أقطاب العالم الحر الذي ضحك عقودا على شعوبنا وساهمت في استغفالنا ولا أتحدث عن فترة استعمارنا، تتحول إلى هدف للرعب، ويلجأ سكانها مثلما كنا نفعل سنوات التسعينيات إلى المخابئ، وتحبس الحياة أنفاسها على وقع التفجيرات والملاحقات.
”فرانكنشتاين” ينقلب على صانعه، والخوف أن يخنق أنفاسه، ويتغلب عليه، أو على الأقل أن يعطل الحياة هناك، ويزرع الأحقاد بين الناس، ويعطي دفعا لخطاب الكراهية اليميني، ويحصد اليمين وإسرائيل الثمار المرة لهذه المأساة. ألم تقل التقارير الإخبارية إن آلاف اليهود الفرنسيين رحلوا منذ تفجيرات باريس إلى إسرائيل؟
كلنا هدف للرعب، نحن في الجزائر ربما بخطر أقل مقارنة بما عانيناه سنوات التسعينيات، لكن الرعب ألوان، والرعب في الجزائر اليوم بلون الاقتصاد، فداعش التي لم تهزم الجزائر في ساحة الإرهاب، تحاربنا اليوم عن طريق سقوط النفط، داعش التي دعمتها تركيا وأمريكا وتركتها تسيطر على منابع النفط في سوريا والعراق وليبيا، ها هي اليوم تضرب بورصة النفط في القلب وتهوي بأسعار هذه المادة إلى أقل من 40 دولارا.
وها هو مرشح الرئاسيات الفرنسية الأسبق، اليساري جون لوك ميلانشان، يكشف أمس، أن نجل الرئيس التركي أردوغان، هو من يسوق نفط ”داعش” أو بالأحرى النفط الذي تسوقه داعش إلى الغرب، وتضرب من خلاله اقتصاديات البلدان التي تعتمد عليه في الصميم!
لا تقولوا لنا بعد اليوم إنها صراع حضارات مثلما كذبتم علينا عقودا، أو أنها حرب صليبية، وصراع الظلام مع النور، السحر سحركم وقد انقلب عليكم.
إنه صراع على لقمة العيش، وعلى مكاننا تحت الشمس، على مصير شعوبنا ومستقبل أوطاننا، صراع تمتد جذوره إلى منتصف القرن الماضي، وصل الآن إلى ذروته بعد أن خرج من القمقم، وانتشر في الأرض!!
نيجيريا هي الأخرى تقدم قربانا من أكثر من 30 قتيلا في تفجير إرهابي على يد ”بوكو حرام” في مدينة يولا، وليست هذه المرة الأولى التي يدفع فيها هذا البلد الإفريقي ضريبة الدم على مذبح الإرهاب العالمي.
الوحش الجريح يفر من ضربات الطيران الروسي والفرنسي مؤخرا في سوريا، أجبر أمراء الحرب على نقل الرعب إلى خارج سوريا والعراق، عملا بنصائح زعيم القاعدة أيمن الظواهري. ومن المتوقع أن يتوسع نطاق الرعب في جهات أخرى من أوروبا، التي وصلتها موجة الرعب حتى قبل وصول التفجيرات، وها هي ألمانيا تلغي مقابلة أول أمس، بعد وصول تهديد بتفجيرات.
المرصد السوري المعارض الذي كان يدعي أن الطيران الروسي لم يستهدف مواقع داعش وإنما ضرب مدنيين أبرياء وقتل أطفالا، اعترف أمس، أن عشرات من عوائل قياديي داعش يفرون من الرقة إلى الموصل هروبا من القصف الروسي!
وقبل باريس وسان دونيس ويولا، كانت كينيا وجاكرتا ولندن وبرلين، والعراق يوميا، وكذلك ليبيا وتونس والدار البيضاء وموسكو ولبنان، ومئات المحطات في الجزائر ولا أنسى المحطات الأمريكية والأفغانية!!
إنها صناعة الرعب أو كما يسميها أصحابها ”إدارة التوحش”، التي نجحت في قلب العولمة الأمريكية رأسا على عقب، العولمة التي أرادتها أمريكا والغرب على نموذجها، وصنعت من أجلها شبح القاعدة والإخوان، وصنعت لنا إسلاما سياسيا على المقاس، وشريعة الدم والقتل، ها هي ترى مشروعها ينقلب ضدها، وها هي فرنسا الحليف الأمريكي في العولمة وأحد أقطاب العالم الحر الذي ضحك عقودا على شعوبنا وساهمت في استغفالنا ولا أتحدث عن فترة استعمارنا، تتحول إلى هدف للرعب، ويلجأ سكانها مثلما كنا نفعل سنوات التسعينيات إلى المخابئ، وتحبس الحياة أنفاسها على وقع التفجيرات والملاحقات.
”فرانكنشتاين” ينقلب على صانعه، والخوف أن يخنق أنفاسه، ويتغلب عليه، أو على الأقل أن يعطل الحياة هناك، ويزرع الأحقاد بين الناس، ويعطي دفعا لخطاب الكراهية اليميني، ويحصد اليمين وإسرائيل الثمار المرة لهذه المأساة. ألم تقل التقارير الإخبارية إن آلاف اليهود الفرنسيين رحلوا منذ تفجيرات باريس إلى إسرائيل؟
كلنا هدف للرعب، نحن في الجزائر ربما بخطر أقل مقارنة بما عانيناه سنوات التسعينيات، لكن الرعب ألوان، والرعب في الجزائر اليوم بلون الاقتصاد، فداعش التي لم تهزم الجزائر في ساحة الإرهاب، تحاربنا اليوم عن طريق سقوط النفط، داعش التي دعمتها تركيا وأمريكا وتركتها تسيطر على منابع النفط في سوريا والعراق وليبيا، ها هي اليوم تضرب بورصة النفط في القلب وتهوي بأسعار هذه المادة إلى أقل من 40 دولارا.
وها هو مرشح الرئاسيات الفرنسية الأسبق، اليساري جون لوك ميلانشان، يكشف أمس، أن نجل الرئيس التركي أردوغان، هو من يسوق نفط ”داعش” أو بالأحرى النفط الذي تسوقه داعش إلى الغرب، وتضرب من خلاله اقتصاديات البلدان التي تعتمد عليه في الصميم!
لا تقولوا لنا بعد اليوم إنها صراع حضارات مثلما كذبتم علينا عقودا، أو أنها حرب صليبية، وصراع الظلام مع النور، السحر سحركم وقد انقلب عليكم.
إنه صراع على لقمة العيش، وعلى مكاننا تحت الشمس، على مصير شعوبنا ومستقبل أوطاننا، صراع تمتد جذوره إلى منتصف القرن الماضي، وصل الآن إلى ذروته بعد أن خرج من القمقم، وانتشر في الأرض!!
نيسان ـ نشر في 2015/11/19 الساعة 00:00