نحو سماء واسعة ! قصائد .. لــ ِ / ماجد شاهين

نيسان ـ نشر في 2015/11/19 الساعة 00:00
( 1 ) زوبعة ! إنـّها " الزوبعة " .. رمل و تراب و هواء ناشف و ضيق في الصدر ! إنـّها الزوبعة ، أتوارى قليلا ً لكي تمر ّ ، أنحني قليلا ً لكي لا تأخذني في طريقها ، إنـّها " الزوبعة " ! ... إنـّها الزوبعة ، في الفناجين والصحون والأباريق والشبابيك والشوارع ، في البنايات و الحقول و المزارع ، في أطراف الأصابع ، إنـّها الزوبعة ! ... إنـّها فكرة الخفاء ينثرها " ريح الكلام " فتغدو شاسعة ، يرويها أنصاف ثقاة أو أنصاف تقاة أو أنصاف باعة وقت ٍ و أنصاف رواة ٍ فتصير في الأرجاء جملة ً ناصعة ْ وتغدو " شائعة ْ " ! ... إنـّها حصـّة في الكُرْه ِ أو حصـّة في التيه ِ أو إنـّها خلط لــ ِ وجوه مقنـّعة أو كشف ٌ لــ ِ ذاكرة ٍ موجـَعَة ! ... إنـّها " الزوبعة " أغلق ُ الشبابيك دونها و أترك روحي لسماء ٍ واسعة ْ ! ( 2 ) خـُذ الفاكهة ! خـُذْ الفاكهة ، والنساء المُبهجات اسرقهن ّ إن شئت َ أو خـُذ ياقوتهنّ إن شئن َ ، خـذ ما تحبّ من الهواء ِ والماء العذب ِ َ والطرقات ِ ، خـُذ ما شئت من ساعات العصر والأوقات ، خـُذ مفاتيح الدروب و رسائل الصبايا و اقطف عنب جدائلهن ّ إن شئت َ أو إن ْ شئن َ ، خـُذ دفاتر َ اللغة ِ اليتيمة ِ و أقلام َ الولد البهيّ و مقاعد َ الحصّة ِ التاسعة ِ في رحلة ما بعد الظهر ، خُـذ الذهاب َ و الإياب َ و تـَوَل ّ َ أمر حضورنا والغياب ْ ، خـُذ رائحة الورد في حصّة الرسم وانزع ما تراه شائكا ً في دفتر الحساب ْ ! خُـذ ْ واسرق ما شئت أو حين تشاء ، لكن في درب رحيلك : اترك لنا رغيف َ خبزنا و مقعدا ً على رصيفنا أو حجرا ً نركن إليه ، أو طاولة نقرأ أصابعنا عليها في هذه الدنيا اليباب ْ ! ( 3 ) ولد ٌ أوجَعَتـْه ُ المدرسة ْ !! لا أسماء كثيرة ، لا أسماء عندي في دفتر التدوين لا أسماء تكفي ، مثلا ً لكي أسمّي الحياة بأسمائها أو أسمّي الماء بأسمائها أو أسمّي أوقات َ الخبز ِ بأسمائها ! لا شيء كثيراً أو لا شيء قليلا ً والأشياء لا تكفي لكي نعدّ الأرغفة ْ! لا وقت كثيراً أو لا وقت قليلا ً والأوقات لا تكفي لكي نوزّع الأغلفة ْ: هنا غلاف ٌ لدفتر البهجة أهلكه التلف ، هنا غلاف ٌ لدفتر المقامات صار غريباً ، فلا تحفل ُ الآن بالعازفين الأرصفة ْ ! و أعين الناي فقدت ماءها ، هنا غلاف ٌ لدفتر الميتات لا ينفع الدفتر يضيق كثيرا ً و أكثر لا يتّسع لغير نافذة واحدة أخذت جيرانا ً من طرف الشارع ! هنا دفتر الأحياء ، إذا ً ، نعدّهم فلا نرى سوى : هنا حزن يترصّد هنا امرأة سرقوا شالها هنا ولد أوجعته المدرسة ْ هنا شبابيك الهوى بلا حارس أو بلا حارسة ْ ! لا أسماء تكفي للبكاء في دفاترنا لا أشياء تكفي للشجن !
    نيسان ـ نشر في 2015/11/19 الساعة 00:00