وقف دائم لوقف إطلاق النار شرط حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين

سندس القيسي
نيسان ـ نشر في 2024/06/02 الساعة 00:00
فيما دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإعادة إعمار غزة، رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذه الأفكار قبل تدمير قدرات حركة حماس العسكرية والسلطوية الأمر الذي يبدو تعجيزيًا، إذ لا يمكن لنتنياهو أن يهزم حماس القائمة على فكر أيديولوجي مقاوم للإحتلال، والتي تراهن على الدعم الشعبي لها سواء كان عربيًا أم إسلامياً أم دوليًا. وتؤمن حماس بأن بإمكانها الفوز في هذه الحرب وانتخابياً من خلال التصويت لمرشحيها عبر صناديق الاقتراع.
المقاومة الفلسطينية الإسلامية في غزة تقول أنها ما زالت بألف خير وتتوعد بأن غزة ستكون مقبرة لجنود الإحتلال وتشترط وقف دائم لوقف إطلاق النار قبل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. المقاومة تدعو إلى استثمار مكتسباتها على كافة الصعد والميادين خاصة بعد تنامي حشود الدعم الشعبي والرسمي للقضية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم. كما دعت إلى تماسك الجبهة الداخلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وتصعيد المواجهة مع الاحتلال الصهيوني.
بايدن لا يريد تفويت هذه الفرصة لإنهاء الحرب، من خلال عرضه مقترح شامل من وجهة نظره، يتوقع أن تقبل به حماس. ويسعى بايدن من خلال هذا المقترح إلى إدماج إسرائيل في المنطقة والتوصل إلى اتفاق تطبيع تاريخي مع المملكة العربية السعودية خاصة بعد تزايد عزلة إسرائيل على المستوى الدولي. كما يتعهد بأنه سوف يصيغ حلاً للمواجهات على الحدود اللبنانية. لكن وعد التطبيع هذا يأتي وسط رفض عربي واسع ودعوة للتراجع عن اتفاقيات التطبيع المبرمة بين دول عربية والكيان الصهيوني. هذا، عدا عن فتور العلاقات العربية الإسرائيلية.
لكن إسرائيل تصر على استيفاء شروطها كاملة لضمان احتواء الخطر الذي تشكله غزة على كيانها الغاصب. نتنياهو طالما ردد أن حماس ستظل تشكل تهديدًا لدولته وكذلك أي دولة فلسطينية مستقلة ولذلك هو يرفض كل المقترحات والحلول التي يتقدم بها الوسطاء لأنه لا يؤمن بحل الدولتين. ويكرر نتنياهو بأنه لن يخضع لأي ضغوطات أمريكية. ولذلك، فإن صفقات تبادل الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الإسلامية المسلحة تدور في حلقاتٍ مفرغة. ولا يبدو أن نتنياهو يستجيب للضغوط الداخلية التي يمارسها عليه أهالي المحتجزين. وكلما بدا للعيان أن هناك مؤشرات انفراج للأزمة، يرجع نتنياهو للمربع الأول ويرتكب مزيدًا من المجازر البشرية مستمرًا في حرب إبادته الجماعية ضد الفلسطينيين غير مكترث ولا آبه بالقانون الدولي ولا بالعرف الإنساني.
    نيسان ـ نشر في 2024/06/02 الساعة 00:00