الخرفان

كامل نصيرات
نيسان ـ نشر في 2024/06/05 الساعة 00:00
كامل النصيرات
صحا (ناقص هزيمات) من النوم ؛ تفقد نفسه كالعادة ولكنه هذه المرّة لم يجدها ..! وجد بدلًا منها خروفًا ..تحيّر ..معقول..؟! سأل نفسه وهو يندب حظه ..وقال في آخر غضبته : لمَ هكذا يا رب ؛ إذا كان ولا بُدّ فلماذا لم تحوّلني إلى أسد ..حيوان صحيح ولكنّ حيوانًا عن حيوان يختلف الأمر ..!
خرج الخروف (ناقص هزيمات) إلى الشوارع ..فوجدها فاضية إلاّ من السيارات المركونة بلا سائقين ..! الدهشة تغمره حدّ أنه نطح نفسه بأقرب حائط لكي يتأكد بأنه لا يحلم وأن هذا حقيقة ..!
استسلم الخروف لقدره ..ومضى يبحث عن عشبةٍ هنا و علفٍ هناك ..لمح عن بعد خروفًا آخر ..ركض إليه ؛ حاول أن يقول له : مرحبًا ؛ لكنه لم يستطع أن ينطق بأية جملة أو كلمة ..فاضطر أن يتنازل عن لغته و يستخدم لغة الخرفان ..وعرف من خلالها أن الخروف الآخر هو (أبو طعاج) ؛ وعرف أيضًا أن الخرفان الآن ستملأ الشوارع ..وسيرقصون على أنغام أغنية : انتف صوفي صوفة صوفة ..!
لحظات ..وبدأت أصوات الثغاء تملأ الأمكنة ..ثغاء أجش وثغاء رفيع وثغاء له طبقات تعلو وتنخفض ..وإذا بالخرفان تذهب بكل اتجاه ..بلا ترتيب ..بلا دليل ..بلا بوصلة ..فقط تتحرك وتبحث عن عشبةٍ هنا و علفٍ هناك ..!
ضاقت الدنيا على الخرفان ..فالعشب لا يكفي ..ماذا تفعل الخرفان؟ لا تريد أن تموت ..ولا تريد أن تجوع ..ماذا تفعل ..؟! ماذا تفعل ..؟
قررت الخرفان دون اتفاق أن تسلّم صوفها ولبنها .. مقابل ألاّ تجوع الخرفان كثيرًا ..!
قررت الخرفان أن تدافع عن (خرفانيتها) ..!
    نيسان ـ نشر في 2024/06/05 الساعة 00:00