‏نتنياهو .. خطة بديلة لاستمرار الحرب

احمد رمضان
نيسان ـ نشر في 2024/06/12 الساعة 00:00
‏يدركُ نتنياهو أنَّ حربَه على غزة أوشكت أن تنتهي دون بلوغ أهدافها، وأنَّ الوقت ضدَّه، وكل يوم إضافي يعني خسارة جنود وعُزلة أكبر، والداخل الإسرائيلي يتمزَّق ويتأزم.
‏لكنْ ما خطته البديلة؟
‏قبولُ الصفقة الآن يعني وقف الحرب، وتلك خسارة استراتيجية، يعقبها زلزالٌ في إسرائيل، يبدأ بالمحاسبة ولا ينتهي بإقالات واعتقالات، لذا فخطة نتنياهو هي الحرب البديلة، التي تحافظ على حكومته، وتمنع انهيارها.
‏{تصعيدٌ في الشمال "اغتيالات"، وقصفٌ مركز في لبنان وسورية}
‏خطةُ إسرائيل تقوم باستخدام سلاح الجو بشكل مكثف، بالإفادة من طائرات F35 التي حصلت عليها وتعطيها ميزة تفوق، وهي نقطة قوة ما زالت تحتفظ بها، في مقابل نقاط ضعف مؤثرة، تتمثل في حالة الإنهاك الي تعاني منها قوات النخبة، وعدم الجاهزية نتيجة الخسائر التي مُنيت بها على مدى ٩ أشهر من الحرب على غزة.
‏يضع نتنياهو في اعتباره أن خصمه لن يقبل معادلة مختلة، بل سيلجأ لاستخدام أسلحة لأول مرة في الصراع، وقد يعمد للدفع بعناصره لاقتحام مستوطنات ومدن الشمال، وتحويل المواجهة إلى ما يعرف بـ "حرب العصابات"، أي حرب طويلة، نتائجها غير مضمونة لأيِّ طرف.
‏اندفاع نتنياهو المتهور، الذي يبحث عن البقاء، يشكل عامل قلق لإدارة بايدن، وخشية أن تجد نفسها في حرب بلا خطة، في منطقة اعتادت التعايش مع أزمات طويلة المدى، لكن ضعف الإدارة وعدم امتلاكها أوراق ضغط قوية، وانحياز عدد من مسؤوليها، يجعلها تذهب إلى المستنقع بقدميها، وقد تجد أن الوقت نفد، وقدرتها على تطويق الأزمات ومنع آثارها على الانتخابات الأمريكية قد فاتت، وربما تكون أبرز الخاسرين مما يجري.
‏نتنياهو سيذهب إلى حرب بديلة إذا أُرغم على وقف عدوانه على غزة، وكي يُفجِّر تلك الحرب، سيبدأ بتصفية واجهات سياسية، وضرب أهداف نوعية من بنك الأهداف الواسع لديه، وحالما يبدأ الرد، ستجد المنطقة نفسها في حرب أخرى، في ظل إدارة أمريكية محدودة القدرات، وظروف عالمية تنزلق بحدَّة نحو الصدام، وعالم عربي مفكك بلا نوافذ، يخترقه من شاء، كيفما يشاء، وشعوب تتحرَّق دون أن تتحرك، وجيل جديد "فرط صوتي" يسعى لصياغة حلول وبدائل، رفضاً لواقع مرير وإذلال مريع.
‏المنطقة على فوهة بركان .. الكلُّ يده على الزناد ويرابط في غرفة العمليات!
    نيسان ـ نشر في 2024/06/12 الساعة 00:00