لماذا هربت فرحة العيد..؟!
نيسان ـ نشر في 2024/06/17 الساعة 00:00
محمد محيسن
جاء العيد ومضى مسرعا آخذا معه المطر والأغاني والأماني وضحكات الصبيان وأغاني زمان، هرب فجأة وخلف لنا التعاسة مشاهد الإحباط والدمار ولشعور بالخذلان.
لم نعد ننتظره كل صباح على الطرقات وعلى شرفات المنازل ،
مر بنا كأنه لم يعرفنا، او كأننا لم نبال بأنه أتى، لم يذكرنا هذه المرة بطفولتنا، ولم نعيد قراءة المجاملات التي اعتدنا عليها.
لم نفرح لم نضحك لم نبك، فقط تسمرنا أمام حائط يعرض عارنا بصراحة، ويكشف لنا عوراتنا بوضوح دون مجاملات، لم يبق لنا شيئا لنقوله إلا الكلام الفارغ الحزين نسلي به أنفسنا ونقدم لها العزاء، عزاء غزة الحزين.
مر العيد كأننا لم نتقاسم معه يوما الفرح، ولم نتعارف على بعضنا من جديد، لم نزر الجيران، ولم نشرب عندهم القهوة، ولم نأكل الحلوى ولم نجاملهم يوما، لم ننتظره ذات طفولة بلهفة، ولم نرتد له الجديد.
لم يفرح بحضوره الأطفال ولم يلعبوا بألعابهم، لم يمرحوا كعادتهم، وكأنهم يعلمون بأمر ما يخفيه الكبار ويخبئونه بين صدورهم دون تصريح أو تلميح، ولم يعد العيد فرح الفجر في عيون الصغار، ولا حتى اختصارا لمعنى الفرح لدى الأطفال الذين تخلوا عن اللهو في الطرقات ركضا وضحكا وصهيلا.
تسمرنا كلنا أمام شاشات التلفزيون كالملهوفين ننتظر خبرا ننتظر شيئا قد يحدث، ننتظر صبرا ننتظر صورة، ننتظر طرفا من خيط، ننتظر أملا، ننتظر نخوة ماتت.
قلوبنا التي ترحل إلى غزة كل يوم كما رحلت من قبل إلى القدس، لم تحرك مكامن النخوة فينا، كل ما فعلناه أننا عبرنا عن تضامنا داخل البيوت، وعلى آرائكنا المريحة بصوت مبحوح، ووزعنا اتهامات الخيانة أو صكوك الغفران!
كالغرباء كنا وما زلنا نتفرج على شاشات التلفزيون نستعرض الأخبار بلهفة، نتوسل المحطات ان تخبرنا بالجديد، ننتظر المذيع ان يقول ما نتمنى، ولكنهم يصرون على إبقائنا كالغرباء، ويتعمدون أن يقولوا ما يريدون، وأن يطلقوا قذائفهم في وجوهنا، قذائف لا تشعرنا إلا بالعار.
يا أيها العيد ماذا تغير؟ هنا ما الذي بدل الأشياء هنا؟ ما الذي أوجعنا الى هذا الحد؟ بتنا نختبئ من أنفسنا ونخجل منها.
فقط غزة هي التي مارست العيد بطريقتها الخاصة، عيد غزة يتماهى فيه الموت مع فرح الشهادة، وحفل بحضور الشهداء وترانيم الجرحى وأغاني المهجرين، ووجع المتفرجين.. نخوة الرجولة غابت أيها العيد، لم نستطع إعادتها إلى بيت الطاعة.. أيها العيد نحن الهاربون من خدمة الوطن، فلا تأتي لنا ولا تنتظر منا فرحا مزقته أنات نخوتنا التي في قتلت صبيحة عيد غزة.
لماذا هرب العيد منا واخذ معه الفرح وضحكات الاطفال .؟
جاء العيد ومضى مسرعا آخذا معه المطر والأغاني والأماني وضحكات الصبيان وأغاني زمان، هرب فجأة وخلف لنا التعاسة مشاهد الإحباط والدمار ولشعور بالخذلان.
لم نعد ننتظره كل صباح على الطرقات وعلى شرفات المنازل ،
مر بنا كأنه لم يعرفنا، او كأننا لم نبال بأنه أتى، لم يذكرنا هذه المرة بطفولتنا، ولم نعيد قراءة المجاملات التي اعتدنا عليها.
لم نفرح لم نضحك لم نبك، فقط تسمرنا أمام حائط يعرض عارنا بصراحة، ويكشف لنا عوراتنا بوضوح دون مجاملات، لم يبق لنا شيئا لنقوله إلا الكلام الفارغ الحزين نسلي به أنفسنا ونقدم لها العزاء، عزاء غزة الحزين.
مر العيد كأننا لم نتقاسم معه يوما الفرح، ولم نتعارف على بعضنا من جديد، لم نزر الجيران، ولم نشرب عندهم القهوة، ولم نأكل الحلوى ولم نجاملهم يوما، لم ننتظره ذات طفولة بلهفة، ولم نرتد له الجديد.
لم يفرح بحضوره الأطفال ولم يلعبوا بألعابهم، لم يمرحوا كعادتهم، وكأنهم يعلمون بأمر ما يخفيه الكبار ويخبئونه بين صدورهم دون تصريح أو تلميح، ولم يعد العيد فرح الفجر في عيون الصغار، ولا حتى اختصارا لمعنى الفرح لدى الأطفال الذين تخلوا عن اللهو في الطرقات ركضا وضحكا وصهيلا.
تسمرنا كلنا أمام شاشات التلفزيون كالملهوفين ننتظر خبرا ننتظر شيئا قد يحدث، ننتظر صبرا ننتظر صورة، ننتظر طرفا من خيط، ننتظر أملا، ننتظر نخوة ماتت.
قلوبنا التي ترحل إلى غزة كل يوم كما رحلت من قبل إلى القدس، لم تحرك مكامن النخوة فينا، كل ما فعلناه أننا عبرنا عن تضامنا داخل البيوت، وعلى آرائكنا المريحة بصوت مبحوح، ووزعنا اتهامات الخيانة أو صكوك الغفران!
كالغرباء كنا وما زلنا نتفرج على شاشات التلفزيون نستعرض الأخبار بلهفة، نتوسل المحطات ان تخبرنا بالجديد، ننتظر المذيع ان يقول ما نتمنى، ولكنهم يصرون على إبقائنا كالغرباء، ويتعمدون أن يقولوا ما يريدون، وأن يطلقوا قذائفهم في وجوهنا، قذائف لا تشعرنا إلا بالعار.
يا أيها العيد ماذا تغير؟ هنا ما الذي بدل الأشياء هنا؟ ما الذي أوجعنا الى هذا الحد؟ بتنا نختبئ من أنفسنا ونخجل منها.
فقط غزة هي التي مارست العيد بطريقتها الخاصة، عيد غزة يتماهى فيه الموت مع فرح الشهادة، وحفل بحضور الشهداء وترانيم الجرحى وأغاني المهجرين، ووجع المتفرجين.. نخوة الرجولة غابت أيها العيد، لم نستطع إعادتها إلى بيت الطاعة.. أيها العيد نحن الهاربون من خدمة الوطن، فلا تأتي لنا ولا تنتظر منا فرحا مزقته أنات نخوتنا التي في قتلت صبيحة عيد غزة.
لماذا هرب العيد منا واخذ معه الفرح وضحكات الاطفال .؟
نيسان ـ نشر في 2024/06/17 الساعة 00:00