الطلاق السوري الإيراني

اسماعيل الشريف
نيسان ـ نشر في 2024/06/27 الساعة 00:00
العاقل يستفيد من أعدائه والغبي لا يستفيد من أصدقائه" - أنيس منصور
من المجلات التي أحرص على قراءتها مجلة المستقبل الجيوسياسي (GPF) التي أسسها عالم السياسة الشهير الأمريكي المجري الأصل جورج فريدمان. يكتب فيها المحلل السياسي الخبير في منطقتنا هلال خشان مقالة تحمل عنوان "الصدع بين إيران وسوريا"، يقول فيها إن الرئيس بشار الأسد يلمح إلى رغبته في الجلوس مع الولايات المتحدة، فهو يريد أن ينأى بنفسه، حسب تعبير الكاتب.
ويضيف الكاتب أن إيران قد حمت الأسد ووفرت له الاستقرار، ولكن الثمن أصبح باهظًا من حيث استباحة الدولة المارقة لسوريا والأوضاع الاقتصادية الخانقة.
ما زالت إيران هي القوة المؤثرة في سوريا، ولكن الأسد أصبح تقريبًا يحكم معظم سوريا ولا يريد أن تبقى إيران مسيطرة على قراراته. طلب منها الانسحاب مع نهاية الحرب الأهلية، إلا أن إيران رفضت بل وزاد نفوذها.
وردا على ذلك، قام الأسد بعدة إجراءات منها إحالة كبار القيادات العسكرية الموالية لإيران على التقاعد، تزامن ذلك مع قيام الكيان الغاصب باغتيال عدد آخر منهم. كما قام بحل الميليشيات المدعومة من إيران.
وبالطبع، فإن روسيا تؤيد الانفكاك السوري الإيراني حتى تنفرد تمامًا بإعمار سوريا والسيطرة على نفطها وحماية مصالحها، خاصة بوجود القاعدة العسكرية لها على المياه الدافئة.
وتخلص ماهر الأسد، شقيق الرئيس وقائد الفرقة الرابعة، المسؤولة عن حماية دمشق، من مقاتلي حزب الله بالتعاون مع روسيا.
بالطبع، هذه مقالة مثيرة للجدل ويمكن مناقشتها وتفنيدها، ولكنني أتفق على أن هناك تغييرًا قادمًا في السياسة الخارجية السورية. فالأسد يريد استقرارًا سياسيًا في بلاده، ولن يتحقق هذا بوجود إيران. كما أن صفقة أمريكية – إيرانية قادمة قد يكون من بنودها تخفيف القبضة الإيرانية على سوريا، فالولايات المتحدة تعلم الآن أنه لا حل مع إيران إلا باحتوائها وتضغط حاليًا على الاتحاد الأوروبي بعدم إدانة إيران في برنامجها النووي.
أما روسيا، فهي مشغولة بحرب استنزاف طويلة مع الغرب، وتركز جهودها في شمال إفريقيا بعد أن نجحت في طرد فرنسا. ودول الخليج تشترط لعودة سوريا بشكل طبيعي إلى الحاضنة العربية والاندماج في المنطقة أن تبتعد عن إيران.
وإذا ما ابتعدت سوريا عن إيران، فسنشهد استثمارات خليجية في مجال النفط والغاز والموانئ وبداية لإعمار سوريا.
وأعتقد أن بداية الانفكاك الإيراني السوري قد بدأت، فإيران لم تعد تثق كثيرًا بالسوريين فقد نقلت قنصليتها بعد أن استهدفها الصهاينة من دمشق إلى قرب الحدود اللبنانية.
قد تختلف أو تتفق مع المقالة، ولكن ما يجعلني أتأمل هو دور سوريا السلبي في طوفان الأقصى، فلعل صفقة ما قد تمت بالفعل.
وللأسف، قد تتغير التحالفات ولكن ستبقى سوريا دولة ضعيفة غير مؤثرة على المدى المتوسط تسيطر عليها قوى خارجية!

https://geopoliticalfutures.com/the-rift-between-iran-and-syria/?tpa=NWNhZTE1MTQyOWVmZTZkMzY3NzU2MDE3MTc2ODg4MjE0NzIwZWI&utm_source=Former+Subscribers&utm_campaign=7ae08292ed-20240524_FORMERS_Readers_Choice&utm_medium=email&utm_term=0_9c030d5841-7ae08292ed-265212839&mc_cid=7ae08292ed&mc_eid=87ed0a6d95
    نيسان ـ نشر في 2024/06/27 الساعة 00:00