طهبوب تكتب: ذات زمن عز طفيلي…
نيسان ـ نشر في 2024/07/01 الساعة 00:00
د. ديمة طارق طهبوب
كنت أتضايق وأنا صغيرة من كثرة النكات التي تطلق على أهل الطفيلة، وكنت أعتبرها محض تلفيق وهراء، فبجذوري الخليلية التي تشترك مع أهل الطفيلة في كونهم مادة للتسلية السمجة، أعرف أن الشعوب والقبائل قد تلفق لها سمعة وترسم لها صورة مغايرة تماما لطبيعتهم في واقع الحياة، ومن يرمى بالسذاجة قد يكون نبيه القوم، ومن يرمى بالبخل قد يكون طائي عصره، ولكنه الحسد أحيانا والغيرة أحيانا وتعميم الشاذ على القاعدة هو ما قد يرسخ الخطأ في أذهاننا حتى نظنه حقا!
ولكن كبرنا لندرس في كتب التاريخ والجغرافيا أن الطفيلة تعني مدينة الجبال، والجبال ترمز للقوة والصمود وهو ما جعلها تقف بعزة لكل من تعاقبوا على حكمها من أول الأدوميين، مرورا بالأنباط الذين سلموها الى الرومان الى أن ورثها المسلمون منهم، وفيها من آثار الفتح الأول مقامات لصحابة كانوا أعلاما في التضحية بأرواحهم فدى للإسلام منهم الحارث بن عمير الأزدي وفروة بن عمرو الجذامي وجابر الأنصاري، ثم عاد المسلمون وفتحوها وحرروها من الصليبيين بعد معركة حطين بقيادة صلاح الدين لتظل حرة الى أبد الآبدين.
والحاضر والأجيال الشابة أثبتوا أنهم ليسوا بمنفصمين عن تاريخهم ولا أجدادهم، فالعز يُورث عندهم والنخوة يرضعونها مع حليب أمهاتهم، يعطون عطاء من لا يخشى الفقر ، ويبذلون كالبحر سخاء من كل الجهات
سوف يكتب التاريخ تضحايتكم في صفحاته البيضاء، وستفخر بكم الأجيال، وسيزهو بكم الأردن، أما من يسيرون في غير ركابكم فسيدخلون التاريخ أيضا من بواباته السوداء الى ذاكرة النسيان، وقد قيل لأحد الأباة: ما فائدة سعيك غير جلب الشقاء على نفسك؟ فقال له: ما أحلى الشقاء في سبيل تنغيص عيش الظالمين.
ولعل وقود عزمكم وتضحيتكم، يشعل جذوة النفوس الخامدة قبل أن يأتي السكوت والتخاذل على الأخضر واليابس، وما الإصلاح والنصر الا عون من الرب، وكلمة حق، ووقفة صدق، وتضحية غالية.
الطفايلة باقون، والطفيليون والمتطفلون على الوطن الى زوال؛ فالأردن أرض الكرامة يمهل ويمد الصبر، ولكن أخذه شديد، ومن نسي فليسأل الأعداء في أي لقاء مرتقب عن بأس رجاله.
كتبت مها حياصات: «حينما تحدثون أطفالكم عن قصص الشجاعة والبطولة والرجولة والانتماء، قولوا لهم مرة واحد طفيلي.السبيل
كنت أتضايق وأنا صغيرة من كثرة النكات التي تطلق على أهل الطفيلة، وكنت أعتبرها محض تلفيق وهراء، فبجذوري الخليلية التي تشترك مع أهل الطفيلة في كونهم مادة للتسلية السمجة، أعرف أن الشعوب والقبائل قد تلفق لها سمعة وترسم لها صورة مغايرة تماما لطبيعتهم في واقع الحياة، ومن يرمى بالسذاجة قد يكون نبيه القوم، ومن يرمى بالبخل قد يكون طائي عصره، ولكنه الحسد أحيانا والغيرة أحيانا وتعميم الشاذ على القاعدة هو ما قد يرسخ الخطأ في أذهاننا حتى نظنه حقا!
ولكن كبرنا لندرس في كتب التاريخ والجغرافيا أن الطفيلة تعني مدينة الجبال، والجبال ترمز للقوة والصمود وهو ما جعلها تقف بعزة لكل من تعاقبوا على حكمها من أول الأدوميين، مرورا بالأنباط الذين سلموها الى الرومان الى أن ورثها المسلمون منهم، وفيها من آثار الفتح الأول مقامات لصحابة كانوا أعلاما في التضحية بأرواحهم فدى للإسلام منهم الحارث بن عمير الأزدي وفروة بن عمرو الجذامي وجابر الأنصاري، ثم عاد المسلمون وفتحوها وحرروها من الصليبيين بعد معركة حطين بقيادة صلاح الدين لتظل حرة الى أبد الآبدين.
والحاضر والأجيال الشابة أثبتوا أنهم ليسوا بمنفصمين عن تاريخهم ولا أجدادهم، فالعز يُورث عندهم والنخوة يرضعونها مع حليب أمهاتهم، يعطون عطاء من لا يخشى الفقر ، ويبذلون كالبحر سخاء من كل الجهات
سوف يكتب التاريخ تضحايتكم في صفحاته البيضاء، وستفخر بكم الأجيال، وسيزهو بكم الأردن، أما من يسيرون في غير ركابكم فسيدخلون التاريخ أيضا من بواباته السوداء الى ذاكرة النسيان، وقد قيل لأحد الأباة: ما فائدة سعيك غير جلب الشقاء على نفسك؟ فقال له: ما أحلى الشقاء في سبيل تنغيص عيش الظالمين.
ولعل وقود عزمكم وتضحيتكم، يشعل جذوة النفوس الخامدة قبل أن يأتي السكوت والتخاذل على الأخضر واليابس، وما الإصلاح والنصر الا عون من الرب، وكلمة حق، ووقفة صدق، وتضحية غالية.
الطفايلة باقون، والطفيليون والمتطفلون على الوطن الى زوال؛ فالأردن أرض الكرامة يمهل ويمد الصبر، ولكن أخذه شديد، ومن نسي فليسأل الأعداء في أي لقاء مرتقب عن بأس رجاله.
كتبت مها حياصات: «حينما تحدثون أطفالكم عن قصص الشجاعة والبطولة والرجولة والانتماء، قولوا لهم مرة واحد طفيلي.السبيل
نيسان ـ نشر في 2024/07/01 الساعة 00:00