أرانطة الصهاينة
نيسان ـ نشر في 2024/07/07 الساعة 00:00
«"إسرائيل" لن تبقى للجيل القادم»، يوفال ديسكين، مدير الشاباك السابق.
ندرس التاريخ ليساعدنا على فهم الحاضر وتجنب تكرار أخطاء الماضي، ويدرس الصهاينة بعمق شديد فترة حكم الصليبيين للقدس في القرن الحادي عشر، لأنهم يرون تشابهًا كبيرًا بينهم وبين الصليبيين، ويريدون تجنب الأخطاء التي وقع فيها الصليبيون والتي أدت إلى انهيار حكمهم وزوال احتلالهم، لذلك يخصصون مئات الكتب والدراسات ومراكز الأبحاث التي تتناول تلك الفترة، ويمكنك قراءة المزيد عن هذا الموضوع في مقالتي التي وضعت رابطها أسفل هذه المقالة.
المتطرفان بن غفير وسموتريتش يتشابهان مع آرناط -حاكم قلعة الكرك إبان الحروب الصليبية- ويقومان بنفس أعماله التي أدت في النهاية إلى معركة حطين الخالدة، وكان من نتائجها تحرير بيت المقدس.
كان الملك بلدوين الرابع قد وقّع اتفاقية هدنة مع صلاح الدين لسنتين عام 1180، ومن شروطها حرية التجارة والتنقل، ولكن آرناط خرق الاتفاقية أكثر من مرة، فسرق وقتل الحجيج، حتى أنه هاجم العقبة وقطع المياه عن أهلها واحتل تقريبًا البحر الأحمر، فحاصره صلاح الدين مرتين أنقذه فيهما الملك بلدوين.
في العام 1185، مات بلدوين الرابع، فخلفه طفله بلدوين الخامس، وبمؤامرات آرناط قُتل الملك الطفل ونُصّبت أخته سيبيلا وزوجها غي دي لوزينيان، واستمر آرناط باستهداف القوافل إلى أن هاجم قافلة كانت فيها أخت صلاح الدين، فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وأدت إلى معركة حطين الخالدة.
بعد انتصار صلاح الدين، استدعى جميع الأمراء المأسورين فأعطاهم الأمان إلا آرناط، فقطع رأسه بسيفه.
تجمع الجذور الكردية بن غفير وصلاح الدين، ولكن يختلفان؛ فواحد بطل محرر والثاني إرهابي معتدٍ.
وكما شهدت الممالك الصليبية حكمًا إرهابيًّا متطرفًا، تصاعد نجم اليمين المتطرف في الكيان المحتل عام 2022 ليصل إلى سدة الحكم، ويبدو أن نتن ياهو أداة وألعوبة بيد المتطرفين الذين وفروا له الدعم اللازم للوصول إلى الحكم ويتحكمون في قراراته، تمامًا كما كان حاكم الصليبيين في القدس أداة بيد آرناط الذي مهد له الطريق للوصول إلى كرسيه.
مارس آرناط أعمالاً عدوانية تمثلت في مهاجمة القوافل وقتل الأسرى. ويدعو بن غفير إلى معاملة قاسية للأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك التهديد بـتفجير رؤوسهم، بينما يقدم لهم طعامًا لا يرقى إلى الحد الأدنى من المعايير الدولية، أما سموتريتش فيعلنها صراحةً أن هدفه الأساسي هو احتلال الضفة الغربية.
تشابهت الأجواء التي سبقت معركة حطين مع تلك التي سبقت أحداث طوفان الأقصى؛ فقد تم إبرام معاهدات وتطبيع العلاقات، وكما قام آرناط بمهاجمة القوافل، قام بن غفير باقتحام وتدنيس المسجد الأقصى مرات عديدة، ممّا أدى إلى استفزاز مشاعر المسلمين، وبعد حصوله على 14 مقعدًا في الكنيست هتف بشعار: "الموت للعرب"، وربما كان بن غفير يستحضر روح آرناط في هجماته على القوافل، مردّدًا نفس الشعار: "الموت للعرب".
يدرك الصهاينة الليبراليون خطورة المتطرفين في حكومة نتن ياهو، مما ينذر بزوال الاحتلال، ويعرب رئيس الوزراء السابق إيهود باراك عن مخاوفه المتكررة من زوال الكيان بسبب المتطرفين، كما حذر آنذاك بعض ملوك الصليبيين من تطرف آرناط.
في النهاية، سيسجل التاريخ -كما سجّل من قبل- دور المتطرفين في انهيار الممالك؛ فكما كان تطرف آرناط أحد أبرز العوامل التي أدت إلى سقوط الصليبيين، سيُخلّد التاريخ أسماء بن غفير وسموتريتش أنهما ساهما في كنس وزوال الاحتلال الصهيوني.
فكما لفظ الأردنيون شرق النهر وغربه آرناط، سيلفظون من بعده بن غفير وسموتريتش؛ وستبقى شواهد قبورهم، في القدس ومؤتة واليرموك والكرامة، شاهدةً على محاربتهم الظلم.
فالتاريخ لابد أن يعيد نفسه!
https://www.addustour.com/articles/1377192-%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%86
https://www.nytimes.com/2024/06/18/opinion/netanyahu-gaza-congress.html
https://www.foreignaffairs.com/israel/middle-east-robert-pape
ندرس التاريخ ليساعدنا على فهم الحاضر وتجنب تكرار أخطاء الماضي، ويدرس الصهاينة بعمق شديد فترة حكم الصليبيين للقدس في القرن الحادي عشر، لأنهم يرون تشابهًا كبيرًا بينهم وبين الصليبيين، ويريدون تجنب الأخطاء التي وقع فيها الصليبيون والتي أدت إلى انهيار حكمهم وزوال احتلالهم، لذلك يخصصون مئات الكتب والدراسات ومراكز الأبحاث التي تتناول تلك الفترة، ويمكنك قراءة المزيد عن هذا الموضوع في مقالتي التي وضعت رابطها أسفل هذه المقالة.
المتطرفان بن غفير وسموتريتش يتشابهان مع آرناط -حاكم قلعة الكرك إبان الحروب الصليبية- ويقومان بنفس أعماله التي أدت في النهاية إلى معركة حطين الخالدة، وكان من نتائجها تحرير بيت المقدس.
كان الملك بلدوين الرابع قد وقّع اتفاقية هدنة مع صلاح الدين لسنتين عام 1180، ومن شروطها حرية التجارة والتنقل، ولكن آرناط خرق الاتفاقية أكثر من مرة، فسرق وقتل الحجيج، حتى أنه هاجم العقبة وقطع المياه عن أهلها واحتل تقريبًا البحر الأحمر، فحاصره صلاح الدين مرتين أنقذه فيهما الملك بلدوين.
في العام 1185، مات بلدوين الرابع، فخلفه طفله بلدوين الخامس، وبمؤامرات آرناط قُتل الملك الطفل ونُصّبت أخته سيبيلا وزوجها غي دي لوزينيان، واستمر آرناط باستهداف القوافل إلى أن هاجم قافلة كانت فيها أخت صلاح الدين، فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وأدت إلى معركة حطين الخالدة.
بعد انتصار صلاح الدين، استدعى جميع الأمراء المأسورين فأعطاهم الأمان إلا آرناط، فقطع رأسه بسيفه.
تجمع الجذور الكردية بن غفير وصلاح الدين، ولكن يختلفان؛ فواحد بطل محرر والثاني إرهابي معتدٍ.
وكما شهدت الممالك الصليبية حكمًا إرهابيًّا متطرفًا، تصاعد نجم اليمين المتطرف في الكيان المحتل عام 2022 ليصل إلى سدة الحكم، ويبدو أن نتن ياهو أداة وألعوبة بيد المتطرفين الذين وفروا له الدعم اللازم للوصول إلى الحكم ويتحكمون في قراراته، تمامًا كما كان حاكم الصليبيين في القدس أداة بيد آرناط الذي مهد له الطريق للوصول إلى كرسيه.
مارس آرناط أعمالاً عدوانية تمثلت في مهاجمة القوافل وقتل الأسرى. ويدعو بن غفير إلى معاملة قاسية للأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك التهديد بـتفجير رؤوسهم، بينما يقدم لهم طعامًا لا يرقى إلى الحد الأدنى من المعايير الدولية، أما سموتريتش فيعلنها صراحةً أن هدفه الأساسي هو احتلال الضفة الغربية.
تشابهت الأجواء التي سبقت معركة حطين مع تلك التي سبقت أحداث طوفان الأقصى؛ فقد تم إبرام معاهدات وتطبيع العلاقات، وكما قام آرناط بمهاجمة القوافل، قام بن غفير باقتحام وتدنيس المسجد الأقصى مرات عديدة، ممّا أدى إلى استفزاز مشاعر المسلمين، وبعد حصوله على 14 مقعدًا في الكنيست هتف بشعار: "الموت للعرب"، وربما كان بن غفير يستحضر روح آرناط في هجماته على القوافل، مردّدًا نفس الشعار: "الموت للعرب".
يدرك الصهاينة الليبراليون خطورة المتطرفين في حكومة نتن ياهو، مما ينذر بزوال الاحتلال، ويعرب رئيس الوزراء السابق إيهود باراك عن مخاوفه المتكررة من زوال الكيان بسبب المتطرفين، كما حذر آنذاك بعض ملوك الصليبيين من تطرف آرناط.
في النهاية، سيسجل التاريخ -كما سجّل من قبل- دور المتطرفين في انهيار الممالك؛ فكما كان تطرف آرناط أحد أبرز العوامل التي أدت إلى سقوط الصليبيين، سيُخلّد التاريخ أسماء بن غفير وسموتريتش أنهما ساهما في كنس وزوال الاحتلال الصهيوني.
فكما لفظ الأردنيون شرق النهر وغربه آرناط، سيلفظون من بعده بن غفير وسموتريتش؛ وستبقى شواهد قبورهم، في القدس ومؤتة واليرموك والكرامة، شاهدةً على محاربتهم الظلم.
فالتاريخ لابد أن يعيد نفسه!
https://www.addustour.com/articles/1377192-%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%86
https://www.nytimes.com/2024/06/18/opinion/netanyahu-gaza-congress.html
https://www.foreignaffairs.com/israel/middle-east-robert-pape
نيسان ـ نشر في 2024/07/07 الساعة 00:00